أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
4330
التاريخ: 14-10-2015
3990
التاريخ: 12-4-2016
3948
التاريخ: 7-2-2019
2583
|
كان من الطبيعي أن تبرز أطراف معارضة لنتائج السقيفة التي لم تتمتّع بالأهليّة الكافية والأحقيّة في الزعامة ، فبرزت ثلاثة أطراف :
الأوّل : الأنصار باعتبارهم كتلة سياسية واجتماعية كبيرة لابدّ من حسابها في ميزان الترشيح والانتخاب ، فنازعوا الخليفة الفائز وصاحبيه في سقيفة بني ساعدة ، ووقعت بينهم المنازعة التي انتهت بفوز قريش .
وقد انتفع أبو بكر وحزبه في مواجهة الأنصار من :
1 - تركّز فكرة الوراثة الدينية في الذهنية العربية في قوله بأنّهم شجرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأقربهم إليه ، فهم أولى به من سائر المسلمين ، وأحق بخلافته وسلطانه .
2 - انشقاق الأنصار على أنفسهم بين مؤيّد ومعارض لأبي بكر ، نتيجة تجذّر النزعة القبلية من نفوسهم ، أو لحسد بعضهم لبعض ، أو الرغبة في نيل الحظوة والقربة لدى السلطة الحاكمة الجديدة ، حتى برزت هذه الظاهرة واضحة في قول أسيد بن حضير في السقيفة :
لئن ولّيتموها سعدا عليكم مرة واحدة لا زالت لهم بذلك عليكم الفضيلة ولا جعلوا لكم نصيبا فيها أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر[1].
لقد أعطى اجتماع السقيفة لأبي بكر القوّة من ناحيتين :
1 - إضعاف دور القاعدة الشعبية للإمام عليّ ( عليه السّلام ) فإنّ الأنصار سجّلوا على أنفسهم بذلك مذهبا لا يسمح لهم بأن يقفوا بعد السقيفة إلى صفّ الإمام ويخدموا قضيته وأحقّيته في الخلافة .
2 - بروز أبي بكر كمدافع وحيد عن حقوق المهاجرين بصورة عامّة وعن قريش خاصّة في مجتمع الأنصار ، حيث إنّ الظرف كان مناسبا جدّا ، إذ خلا من أقطاب المهاجرين الذين لم يكن لتنتهي المسألة في محضرهم إلى نتيجتها التي انتهت إليها .
الثاني : الامويّون الذين كان لديهم مطمع سياسيّ كبير في نيل نصيب مرموق من الحكم ، واسترجاع شيء من مجدهم السياسي في الجاهلية وعلى رأسهم أبو سفيان ، وقد تعامل معهم أبو بكر وحزبه وفق معرفتهم بطبيعة النفس الأموية وشهواتها السياسيّة والمادية ، فكان من السهل على أبي بكر أن يتنازل عن بعض المبادئ والحقوق الشرعية ، فدفع لأبي سفيان جميع ما في يده من أموال المسلمين وزكواتهم التي جمعها من سفره الذي بعثه فيه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لجباية الأموال ، ولم يعبأ الفائزون بالسقيفة بمعارضة الأمويين وتهديد أبي سفيان وما أعلنه من كلمات الثورة والرغبة في تأييد الإمام ( عليه السّلام ) وبني هاشم .
بل استفاد أبو بكر وحزبه من الامويّين في إضعاف دور بني هاشم حاضرا ومستقبلا بأن جعلوا للامويّين حظّا في العمل الحكومي في عدّة من المرافق الهامّة في الدولة .
الثالث : الهاشميّون وأخصّاؤهم كعمار وسلمان وأبي ذر والمقداد رضوان اللّه عليهم ، وجماعات كثيرة من الناس الذين كانوا يرون البيت الهاشمي هو صاحب الحقّ الشرعي بالخلافة ، وهو الوارث الطبيعي لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بحكم نصّ الغدير ومناهج السياسة التي كانوا يألفونها .
ولم تكن لتنطلي عليهم الحجج الواهية التي طرحتها أطراف السقيفة ، فرأت فيهم تيارات تسعى للإستئثار بالحكم لإرضاء شهواتهم ونذيرا بانحراف التجربة الإسلامية من مسارها الصحيح .
[1] الكامل في التأريخ : 2 / 331 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|