المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعريف الدعوى الإدارية قانوناً
2024-11-14
السَلامِيُّ الشاعر
29-12-2015
اكذوبة قصة الغرانيق
21-5-2021
دودة لوز القطن الامريكية او دودة كيزان الذرة (حشرات القن)
28-2-2019
نسبة الامتصاص التفاضلي differential absorption ratio
8-8-2018
غزوة الخندق ( الأحزاب )
28-5-2017


السفير الرابع أبو الحسن السمري  
  
4576   02:47 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2، ص598-600
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

السفير الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري أوصى إليه الحسين بن روح فقام بما كان إليه روى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي محمد السمري قدس الله روحه إبتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي وهو والد الصدوق فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر إنه توفي في ذلك اليوم وفي رواية أنه كان يسألهم عن خبر علي بن الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في هذه الساعة فاثبتوا التاريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن السمري أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال الراوي فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه وكانت وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين أو تسع وعشرين وثلثمائة ودفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريبا من شاطئ نهر أبي عتاب .

قال الشيخ في كتاب الغيبة قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي خرج في حقه توقيع : محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا وفي توقيع آخر إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم : أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات وقال الطبرسي في إعلام الورى أما غيبته القصرى فهي التي كان سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي فيهم فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن إسحاق وأبو محمد الوجنائي وإبراهيم بن مهزيار ومحمد بن إبراهيم في جماعة أخرى أقول الظاهر إن السفارة العامة للأربعة المتقدم ذكرهم أما من عداهم ممن ذكرهم الطبرسي فكانت لهم سفارة في أمور خاصة والله أعلم ومن الغريب أنه لم يذكر معهم الحسين بن روح والسمري .

وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء قال الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة أولهم المعروف بالشريعي وروى أنه كان من أصحاب الهادي ثم العسكري وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه  (عليه السلام)  ونسب إليهم ما لا يليق بهم وهم منه براء فلعنته الشيعة وتبرأت منه وخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه ثم ظهر منه القول بالكفر والالحاد ومنهم محمد بن نصير النميري وإليه تنسب النصيرية ادعى بعد الشريعي مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وفضحه الله بما ظهر منه من الالحاد والجهل ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه فلم يأذن له وكان يدعي أنه رسول نبي أرسله الهادي  (عليه السلام)  ويقول فيه بالربوبية ويبيح المحارم ويحلل اللواط وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده وقيل لمحمد بن نصير وهو في مرض الموت مثقل اللسان لمن هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق فرقة قالت إنه أحمد ابنه وفرقة قالت إنه أحمد بن موسى بن الفرات وفرقة قالت إنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر ومنهم أبو طاهر محمد بن علي بن بلال كانت عنده أموال للامام  (عليه السلام)  وامتنع من تسليمها إلى محمد بن عثمان العمري وادعى انه الوكيل حتى تبرأت الجماعة منه ولعنوه وخرج فيه توقيع من صاحب الزمان  (عليه السلام)  ومنهم الحسين بن منصور الحلاج أرسل إلى أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي أني وكيل صاحب الزمان ظانا أنه يستميله إليه فوجب ذلك انقياد غيره لعظم أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب وبهذا كان أولا يستميل الشخص ثم يترقى ويقول له وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك ولا ترتاب فأرسل إليه أبو سهل رحمه الله إني أسألك أمرا يخف عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين وهو أني أحب الجواري والشيب يبعدني عنهن واحتاج أن اخضب كل جمعة وإلا انكشف أمري عندهن وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتجعل لحيتي سوداء فإنني طوع يديك فلما سمع ذلك من جوابه علم أنه أخطأ في مراسلته وأمسك عنه وصيره أبو سهل أحدوثة وضحكة وجاء الحلاج إلى قم وأرسل رقعة يقول فيها أنه رسول الامام ووكيله فخرقوا رقعته وسخروا منه وجاء الذي خرقها إلى دكانه فقام له الحاضرون إلا رجلا لم يقم وكان هو الحلاج فسال عنه صاحب الدكان فقال الحلاج أتسأل عني وأنا حاضر قال أعظمت قدرك أن أسألك فقال تخرق رقعتي وأنا أشاهدك فقال يا غلام برجله وبقفاه فاخرج فما رئي بعدها بقم ثم قتل ببغداد على الالحاد ودعوى الآلهية بأمر المقتدر ومنهم أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر كان وجيها عند بني بسطام لان الحسين بن روح كان جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنف كتبا على مذهبهم ثم ارتد فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ويسند إلى الحسين بن روح فيقبلونه فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عنه وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموه عليهم بأنني أذعت السر فعوقبت بالابعاد فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه فاطلعوه عليه فبكى بكاءا شديدا وقال إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الابعاد فمعنى قوله لعنه الله باعده عن العذاب والنار والآن قد عرفت منزلتي ومرع خديه على التراب وقال عليكم بالكتمان حتى إنه قال لهم إن روح رسول الله انتقلت إلى محمد بن عثمان العمري وروح أمير المؤمنين انتقلت إلى الحسين بن روح وروح فاطمة انتقلت إلى أم كلثوم بنت محمد بن عثمان حتى إن أم كلثوم دخلت على أم أبي جعفر بن بسطام فانكبت على رجليها تقبلها فأنكرت أم كلثوم ذلك فبكت أم أبي جعفر وقالت كيف لا أفعل وأنت مولاتي فاطمة فقالت وكيف ذاك فقالت إن الشيخ يعني الشلمغاني خرج إلينا بالسر قالت وما السر قالت أخذ علينا كتمانه وأخاف العقوبة إن أذعته فأعطتها موثقا أن لا تخبر أحدا واستثنت في نفسها الحسين بن روح فأخبرتها فقالت هذا كذب وأخبرت الحسين بن روح فقال هذا كفر والحاد قد احكمه هذا الملعون في قلوب هؤلاء ليجعله طريقا إلى أن الله تعالى حل فيه وظهر التوقيع من صاحب الزمان (عليه السلام) بلعنه والبراءة منه ولما اشتهر أمره ولم يمكنه التلبيس قال في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة أجمعوا بيني وبين الحسين بن روح فإن لم تنزل عليه نار من السماء فتحرقه وإلا فجميع ما قاله في حق وبلغ ذلك الراضي لأنه كان في دار ابن مقلة فامر بقتله فقتل في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي ابن أخي محمد بن عثمان العمري وقد كان أبو دلف الكاتب ادعى النيابة لأبي بكر البغدادي فسئل أبو بكر عن ذلك فأنكره وحلف عليه ثم مال إلى أبي دلف فتبرأت منه الشيعة وحكي أنه توكل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة طويلة وجمع مالا عظيما فسعي به إلى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريرا .

قال ابن قولويه: أما أبو دلف الكاتب لاحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ثم صار مفوضا ومن الغلاة أحمد بن هلال الكرخي كان من أصحاب العسكري ثم تغير وأنكر بابية محمد بن عثمان فخرج التوقيع بلعنه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.