أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-02
![]()
التاريخ: 22-4-2017
![]()
التاريخ: 23-5-2017
![]()
التاريخ: 2024-10-28
![]() |
أجلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يهود بني النضير في السنة الرابعة من الهجرة كما قلنا بسبب نقضهم للميثاق، وسيطر على قسم من أموالهم وممتلكاتهم، واضطرّت بنو النضير إلى أن تذهب الى خيبر وتسكن هناك، أو تسير الى الشام.
وقد كان إجراء النبيّ (صلى الله عليه واله) هذا متطابقا مع ما جاء في الميثاق المعقود بينه وبين يهود يثرب.
وقد دفع هذا الإجراء بسادة بني النضير وزعمائهم الى التآمر ضدّ الإسلام، فقدموا مكة، وحرّضوا قريشا على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) وإليك مفصل هذه الغزوة : عبّأ المشركون العرب، واليهود قواهم في هذه المعركة ضدّ الاسلام.
فقد شكّلوا اتّحادا نظاميا قويا وحاصروا المدينة مدة شهر واحد، وبما أن أحزابا مختلفة اشتركت في هذه المعركة سميت هذه المعركة بمعركة الأحزاب، وربما سمّيت بمعركة الخندق لأن المسلمين احتفروا خندقا حول المدينة عظيما، دفاعا عنها، ومنعا للكفار عن اجتياحها.
ولقد كان زعماء بنى النضير وبنى وائل ـ كما أسلفنا ـ هم المحرّكون الأصليّون لهذه الحرب، والمشعلون الرئيسيون لفتيلها.
فانّ الضربة القوية التي تلقاها يهود بني النضير من المسلمين، والتي اضطرّوا على أثرها الى مغادرة المدينة، فسكن بعضهم خيبر، دفعهم إلى ان يخطّطوا بصورة جهنمية ودقيقة لاستئصال شأفة الاسلام، والقضاء عليه. وانها لخطّة عجيبة حقا، فقد جعلوا المسلمين يواجهون طوائف متعددة وأحزاب مختلفة لم يعرف لها تاريخ العرب مثيلا!!
كما أن في هذه الخطة كان اليهود هم أنفسهم المموّلون الاساسيون لطوائف العرب العديدة، فقد أمدّوهم بأموال كبيرة، وهيّئوا كل ما يحتاجون إليه من حاجات ومعدات!!
وكانت الخطة كالتالي : قدم جماعة من سادة بني النضير مثل سلام بن أبي الحقيق و حيي بن أخطب في نفر من بني النضير على قريش مكة، فدعوهم إلى حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) وقالوا : إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فلقد جئنا لخالقكم على عداوة محمّد وقتاله.
وقال حيي بن أخطب : إن محمّدا قد وتركم ووترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا، وأجلا بني عمّنا بني قينقاع فسيروا في الأرض، واجمعوا حلفاءكم وغيرهم حتى نسير إليهم، فقد بقي من قومي بيثرب سبعمائة مقاتل وهم بنو قريظة، وبينهم وبين محمّد عهد وميثاق وأنا أحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمّد ويكونون معنا عليهم، فتأتونه انتم من فوق وهم من أسفل.
فأثّرت كلمات اليهود وما قاله حيي بن اخطب في نفوس المشركين الحانقين على رسول الله، واصحابه، واستحسنوا خطتهم، وابدوا استعدادهم للخروج إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقتاله. ولكنهم قبل أن يوافقوا اليهود على ذلك الرأي سألوهم قائلين : يا معشر اليهود انكم أهل الكتاب الأوّل، والعلم، أخبرونا عما اصبحنا نحن فيه ومحمّد، افديننا خير أم دين محمّد؟
ويجب أن نرى الآن بما أجابت هذه الطائفة ( التي كانت ولا تزال تعد نفسها حامل لواء التوحيد، الوحيد في العالم ) اولئك المشركين الجهلة الذين وصفوا اليهود بالعلم والمعرفة، وطلبوا منهم حل مشكلتهم؟! أجل لقد قال اليهود بوقاحة كبيرة : بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق، إنكم لتعظّمون هذا البيت، وتقومون على السقاية، وتنحرون البدن، وتعبدون ما كان عليه آباؤكم، فانتم أولى بالحق منه!!!.
ولقد أضافت اليهود بهذه الاجابة الوقحة وصمة عار اخرى الى سجلّهم الاسود، وزادوا تاريخهم المشؤوم سوادا، وسوء.
ولقد كانت هذه الغلطة فضيعة، وقبيحة الى درجة أنّ الكتّاب اليهود تأسّفوا لوقوعها، في ما بعد.
فهذا هو الدكتور اسرائيل يكتب في كتابه : ( تاريخ اليهود في بلاد العرب ) حول هذا الموقف المشين جدا قائلا : كان من واجب هؤلاء ألا يتورّطوا في مثل هذا الخطأ الفاحش، والا يصرّحوا امام زعماء قريش بأن عبادة الاصنام أفضل من التوحيد الاسلامي ولوأدى بهم الأمر الى عدم اجابة مطالبهم كان من واجبهم أن يضحّوا بحياتهم وكل عزيز لديهم في سبيل ان يخذلوا المشركين، هذا فضلا عن أنهم بالتجائهم إلى عبدة الاصنام انما كانوا يحاربون أنفسهم ويناقضون تعاليم التوراة .
وفي الحقيقة أن هذا المنطق هو الذي يتوسّل به الساسة الماديون اليوم لإنجاح مقاصدهم، وتحقيق مآربهم. فهم يعتقدون ـ بكل جدّ ـ أن عليهم ـ لتحقيق أهدافهم ـ التوسل بكل وسيلة ممكنة مشروعة كانت أو غير مشروعة، وهذا هو مقولة الغاية تبرر الوسيلة التي طرحها ميكافيلي، وبالتالي فان الاخلاق في منظور هذه الجماعة هو ما يخدم مصالحهم ويحقق أغراضهم ليس إلاّ.
إن القرآن الكريم يتحدث عن هذه الواقعة المرة فيقول : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا } [النساء: 51-52].
ولقد ترك كلام أدعياء العلم والدين هؤلاء، أثرا عجيبا في نفوس المشركين وعبدة الاوثان، فأظهروا موافقتهم على خطّة اليهود الجهنمية وهو تأليف جيش من قبائل متعددة لمقاتلة المسلمين وحدّدوا معهم موعدا للتوجه الى المدينة، لتحقيق ذلك الغرض المشؤوم.
فخرج مثيرو الفتنة ومشعلو الحرب ( اليهود ) من مكة بقلوب مملوءة سرورا، وغبطة، وساروا الى نجد، ليتصلوا بقبيلة غطفان ـ وكانت من اعدى اعداء الاسلام ـ فاستجلبوا موافقة قبائل غطفان : بني فزار، وبني مرّة، وبني اشجع، شريطة أن يعطونهم تمر خيبر، لمدة سنة، بعد الانتصار على المسلمين، ولكن تحركات قريش في مجال ضمّ القبائل الى ذلك الجيش لم ينته الى هذا الحد فقد راسلت قريش حلفاءها من بني سليم وراسلت غطفان حلفاءها من بني اسد، ودعوهم إلى المشاركة في هذه الحرب، فاستجابت لهم تلك القبائل، وتحركت جميع هذه الفئات والاحزاب في جيش كبير هائل قدمت عناصره من مختلف نقاط الجزيرة، نحو المدينة في يوم معين وهي تبغي اجتياح مركز الاسلام، واستئصال شأفته!!.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|