أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-23
233
التاريخ: 25-11-2020
5050
التاريخ: 2024-03-30
880
التاريخ: 27-5-2022
2252
|
عمار بن ياسر بن عامر المذحجي، أبو اليقظان، وأمه سمية، وهي أول من استشهد في سبيل الله، من السابقين إلى الإيمان والهجرة، ومن الثابتين الراسخين في العقيدة؛ فقد تحمل تعذيب المشركين مع أبويه منذ الأيام الأولى لبزوغ شمس الإسلام، ولم يداخله ريب في طريق الحق لحظة واحدة.
شهد له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بأنه يزول مع الحق، وأنه الطيب المطيب وأنه ملئ إيماناً، وأكد أن النار لا تمسه أبداً، وهو ممن حرس - بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، - (خلافة الحق) و(حق الخلافة)، ولم ينكب عن الصراط المستقيم قط، وصلى مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، على جنازة السيدة المطهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وظل ملازماً للإمام - صلواتُ اللهِ عليه.
ولي الكوفة مدة في عهد عمر، وكان قائداً للجيوش في فتح بعض الأقاليم، ولما حكم عثمان كان من المعارضين له بجد، وانتقد سيرته مراراً، حتى هم بنفيه إلى الربذة لولا تدخل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ حال دون تحقيقِ هدفه.
ضرب بأمر عثمان لصراحته، وفعل به ذلك أيضاً عثمان نفسه، وظل يعاني من آثار ذلك الضرب إلى آخر عمره.
وكان لاشتراكه الفعال في حرب الجمل، وتصديه لقيادة الخيالة في جيش الإمام (عليه السلام)، مظهر عظيم. كما تولى في صفين قيادة رجالة الكوفة والقراء، تحدث مع عمرو بن العاص وأمثاله من مناوئي الإمام (عليه السلام)، في غير موطن، وكشف الحق بمنطقه البليغ واستدلالاته الرصينة.
وفي صفين استشهد هذا الصحابي الجليل والنموذج المتألق، فتحققت بذلك النبوءة العظيمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ إذ كان قد خاطبه قائلاً: تقتلك الفئة الباغية. وكان له من العمر إبان استشهاده ثلاث وتسعون سنة.
ذكر الكامل في التاريخ انه خرج عمار بن ياسر على الناس، فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة(1)، سيفي في بطني، ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته. وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم عملاً هو أرضى لك منه لفعلته.
والله إني لأرى قوماً ليضربنكم ضرباً يرتاب منه المبطلون، وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل.
ثم قال: من يبتغي رضوان الله ربه ولا يرجع إلى مال ولا ولد؟ فاتاه عصابة، فقال: أقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون دم عثمان، والله ما أرادوا الطلب بدمه ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحبوها، وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها، ولم يكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم، فخدعوا أتباعهم وإن قالوا: إمامنا قتل مظلوماً، ليكونوا بذلك جبابرة ملوكاً، فَبَلغوا ما ترون، فلولا هذه ما تبعهم من الناس رجلان.
اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ظبة السيف: طرفه (النهاية: ج3، ص156).
2ـ الكامل في التاريخ: ج2، ص380.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|