أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
3662
التاريخ: 2-5-2016
3099
التاريخ: 8-5-2016
3917
التاريخ: 30-01-2015
3390
|
ولمّا انصرف أبو سفيان ومن معه ؛ بعث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) فقال :
اخرج في آثار القوم وانظر ماذا يصنعون ، فإن كانوا قد جنّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنّهم يريدون مكّة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة .
قال عليّ ( عليه السّلام ) : فخرجت في آثارهم فرأيتهم جنّبوا الخيل وامتطوا الإبل يريدون مكّة[1].
ولمّا رجع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة ( عليها السّلام ) وقال :
اغسلي عن هذا دمه يا بنية ، وناولها عليّ ( عليه السّلام ) سفيه وقد خضّب الدم يده إلى كتفه ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : خذيه يا فاطمة فقد أدّى بعلك ما عليه ، وقد قتل اللّه بسيفه صناديد قريش[2].
كانت معركة أحد قاسية نتيجتها ، شديدة وطأتها ، باهضة مكلّفة خسارتها ، ورغم مرارة المعركة نلمح فيها ومضات ساطعة من مواقف عليّ ( عليه السّلام ) ، فقد امتاز بأمور دون أن يشاركه فيها أحد :
1 - إنّه كان صاحب راية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) والتي لم تسقط إلى الأرض رغم فرار أغلب المسلمين .
2 - قتله ( عليه السّلام ) أصحاب راية المشركين الذين تصدّوا لحملها ، وقد أظهر بذلك حنكة عسكرية وشجاعة فذّة ، وأحدث بذلك شرخا كبيرا في صفوف المشركين كان سببا في هزيمتهم في أوّل المعركة .
3 - ثباته ( عليه السّلام ) مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعدم فراره بعد ما فرّ عنه الناس يدلّ على إيمانه المطلق بالمعركة ، والذي يكشف عن عمق العقيدة ورسوخها في نفسه ( عليه السّلام ) .
4 - إنّه كان هو المحامي عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) والدافع عنه كتائب المشركين الذين قصدوا قتل النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، فكان ( عليه السّلام ) يمثّل الدرع التي تقي رسول اللّه عن وصول مكروه إليه ، وهذا يدلّ على عظيم حبّه للرسول وتفانيه في الحرص على سلامته .
5 - إنّ أكثر المقتولين من المشركين يومئذ قتلاه [3]، وهذا يدلّ على فاعليته القتالية العالية وقوّته وشجاعته ( عليه السّلام ) .
6 - الأخلاق والقيم العالية التي عكسها في المعركة حيث ترك الإجهاز على طلحة بن أبي طلحة عندما كشف عن عورته حياء منه ( عليه السّلام ) وتكرّما .
7 - إنّه ( عليه السّلام ) كان قريبا من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ملازما له حيث كان الرسول يوجّهه ليرد الهاجمين عليه ، وأيضا هو الذي أخذ بيد النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) لمّا سقط في إحدى الحفر التي حفرها أبو عامر الراهب في ساحة المعركة ليقع فيها المسلمون [4].
كما إنّه هو الذي حمل الماء بدرقته إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ليغسل الدم والتراب عن وجهه ورأسه .
8 - ورغم الجراحات التي تعرّض لها عليّ ( عليه السّلام ) والجهد الذي بذله ؛ فقد أرسله النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد انصراف قريش عن المعركة ليستطلع أخبارهم ، وهذا يدلّ على ثقة الرسول بقدرة عليّ ودقّة ضبطه للمعلومات وحنكته في معالجة الأمور الطارئة ، فالمعركة لم تنته بعد تماما[5].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|