المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22



عناوين للحب / الحب لله تعالى  
  
2339   02:23 صباحاً   التاريخ: 18-12-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص137ــ139
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الحب مطلبٌ فطري يساهم في التفاعل الإيجابي مع الحياة، وهو أمرٌ مشروع عندما يكون في محله الصحيح.

الحب هو الميل العاطفي نحو الآخر، ولرغبة في التواصل والتفاعل معه، ما يُنتج مودةً ويحقق لذة تؤنس المحب.

الحب لله تعالى نموذج للميل الفطري الطبيعي، له طريقته البشرية للتعبير عنه، وله انعكاس مادي عملي على حياة وسلوك المحب، فحبُّ الله يعني اتباع المحب لتعاليمه التي أرشدنا إليها رسوله محمد صلى الله عليه وآله، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، ومع عدم الطاعة يحصل الابتعاد عن الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32]. وكي يكون الحبُّ فعالاً، يجب أن يكون متبادلاً بين الطرفين، فإذا حصل خللٌّ، سقط عن الاعتبار، فلا حب من طرف واحد، عندها يستبدل الله القوم بآخرين يتميزون بصفات يستحقون معها حبه لهم، لأنهم محبون لله بإيمانهم وعملهم الذي يترجمونه بجهادهم وعلاقتهم بالمؤمنين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54] .

يعطي الحب لله شحنةً معنويةً دافعة في الحياة، ويُشعر الإنسان بالقوة والثقة والأمل بأنه متكلٌ على وليٍ قادر، ونصير منصف، وحَكَمٍ عادل، يدلُّ على الخير، ويعطى من غير حساب، هو أصل الخلق ومصدر النعم والخيرات.

يحصل الأنسُ والاطمئنان، بذكر الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] ، ثم تنتج المودة عن هذه العبودية لله تعالى، فتحقق لذة التواصل بين المخلوق وخالقه، التي تنير طريق الاختيار السليم في هذه الحياة الدنيا. ليس المقصود بحب الله تلك العاطفة السطحية التي لا تترك أثراً، بل تلك التي تنعكس على حياة الإنسان. ليس الحب لله تعالى عاطفة عابرة، فله آثار كثيرة، تربوية وسلوكية ومعنوية، مادية وعملية، دنيوية وأخروية، تصاحبها الهداية والراحة النفسية في هذه الدنيا، ومن دون هذا الحب لله تعالى، يختلُّ ميزان الاختيار الدنيوي والاتجاه القلبي...

أين يكون البعيد عن الله؟ ما هي مُثُلُهُ العليا؟ أيُّ طريقٍ سيختار؟ أيُّ حبيب سيعطيه المعاني الإلهية الدافعة لحياةٍ أفضل في هذه الدنيا؟ هل سيكون مطمئناً بغير الله تعالى؟! كيف سيملأ هذا الفراغ الكبير على المستويين النفسي والروحي إذا خالف اندفاعة فطرته الراغبة بالعلاقة مع الله تعالى؟ تبدأ حياة الإنسان المستقرة أو المتوترة من هذه النقطة، التي تنعكس آثارها على كل حياته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.