المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اختطاف علي بن الحسين
19-3-2016
مفهـوم الأزمة وكيف حصلت ازمة عام 2007 ؟
22-10-2020
قد تحوي البروتينات مناطق غير منتظمة (Irregular)
10-5-2021
الوقاية من النباتات السامة
17-8-2021
اللباس زينة
2024-01-08
أشكال الخطر وكيفية قياسه
5-7-2018


علّي عليه السّلام  أوّل من صلّى  
  
1656   01:43 صباحاً   التاريخ: 15-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، 55-56
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عاش الإمام عليّ ( عليه السّلام ) مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) كلّ متغيّرات حياة الرسول الأعظم ، فكان يرى في محمّد المثل الكامل الّذي يشبع تطلعاته وعبقرياته ، فكان يحاكيه في أفعاله ويرصده في حركاته ويقتدي به ويطيعه في كلّ أوامره ونواهيه قبل البعثة النبويّة الشريفة وحتى آخر لحظة من عمر النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، كما أجمع المؤرّخون على أنّه لم يردّ على رسول اللّه كلمة قطّ .

وقد صرّح الإمام ( عليه السّلام ) بأنّه أوّل من صلى بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قائلا :

« لم يسبقني إلّا رسول اللّه بالصلاة »[1] .

كما روي عن حبّة العرني أنّه قال : رأيت عليّا ( عليه السّلام ) يوما ضحك ضحكا لم أره ضحك ضحكا أشدّ منه حتى أبدى ناجذه ، ثمّ قال : « اللّهم لا أعرف أنّ عبدا من هذه الامّة عبدك قبلي غير نبيّها ( صلّى اللّه عليه وآله ) »[2]  .

وجاء في تفسير قوله تعالى : {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] عن ابن عباس : أنّها نزلت في رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعليّ بن أبي طالب وهما أول من صلّى وركع [3].

كما جاء عن أنس بن مالك : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبعا ، وذلك أنّه لم يرفع إلى السماء شهادة لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله إلّا منّي ومنه »[4].

وقال عليّ ( عليه السّلام ) : « يا أبت ، قد آمنت برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) واتّبعته وصلّيت معه للّه » .

 

[1] نهج البلاغة للفيض : 397 الخطبة 131 .

[2] تأريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 49 رقم الحديث 88 .

[3] شواهد التنزيل للحسكاني : 1 / 85 .

[4] المناقب لابن المغازلي : 14 رقم الحديث 19 ، وروى نحوه الشيخ المفيد في الارشاد : 30 الفصل 1 الباب 2 ، وأسد الغابة لابن الأثير : 4 / 18 مثله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.