المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

بالقران نحيا
5-05-2015
الـنظام الاقتصادي الرأسمالي ( أشـكال رأس المـال )
17-1-2019
Structure Preservation and underspecification
2024-11-30
Who is closer
22/9/2022
دعوى العقاب والزجر
2024-04-13
التـخطيـط والتـنـبؤ فـي التـسويـق
21/9/2022


غزوة خيبر  
  
1867   01:47 صباحاً   التاريخ: 3-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج ١، ص167-169
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017 3083
التاريخ: 5-7-2017 3240
التاريخ: 3390
التاريخ: 4-5-2017 3358

غزوة خيبر[1]  :

بجهود صادقة وبحنكة كبرى وشجاعة فائقة وتسديد إلهي ارتقى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بالمسلمين سلّم الوعي الرسالي والثبات والخير وزرع فيهم روح الصبر والتواصل . . وانطلق ( صلّى اللّه عليه واله ) برسالته السماوية إلى العالم الإنساني خارج الجزيرة العربية من خلال كتبه ورسله إلى زعماء القوى المجاورة .

وتوقع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن تكون ردود الفعل مختلفة فقد يكون بعضها هجوما عسكريا يقصد المدينة مستعينا بما فيها من بقية جيوب المنافقين واليهود وهم الذين حفل تأريخهم بالغدر والخيانة .

وكانت خيبر تمثّل حصنا قويا ومركزا كبيرا لليهود ولهذا قرر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يقضي على هذه القوة المتبقّية ، فلم يلبث بعد عودته من الحديبية إلّا أياما قلائل حتى جهّز جيشا بلغ تعداده ألفا وستمائة من المسلمين مؤكدا لهم أن لا يخرجوا في ابتغاء الغنيمة وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لا يخرجنّ معنا إلّا راغب في الجهاد »[2].

واتّبع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أسلوبا يوهم حلفاء اليهود ويمنعهم عن المبادرة لنصرتهم ؛ تجنبا لمزيد من القتال .

فباغتت قوات المسلمين حصون اليهود يتقدمها علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) حاملا راية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وامتنعت اليهود في حصونهم المنيعة بخطة محكمة كانوا قد اتّبعوها ، ثم دارت مناوشات متعددة تمكّن المسلمون خلالها من احتلال عدة مواقع مهمة .

على أن القتال اشتدّ وطالت مدّة الحصار وعانى المسلمون من قسوة الجوع حتى أنهم أكلوا طعاما غير مستساغ .

وأعطى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) رايته إلى عدد من الصحابة ليتم الفتح على أيديهم فلم يأتوا إلّا بالفرار والفشل . ولمّا بلغ الجهد بالمسلمين قال النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كرّار غير فرّار لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه »[3].

ودعا في اليوم التالي عليا وأعطاه الراية فتمّ الفتح على يديه وسرّ المسلمون والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) جميعا ، وصالح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) البقية الباقية من اليهود بعد استسلامهم على نصف ثمار مزارعهم التي أصبحت ملكا للمسلمين ، ولم يعاملهم كما عامل بني النضير وبني القينقاع وبني قريظة ؛ إذ لم تعد قوة اليهود الباقية ذات أثر مهم في المدينة .

 


[1] وقعت هذه الغزوة في شهر جمادى الآخرة من السنة السابعة للهجرة ، راجع الطبقات الكبرى : 2 / 77 .

[2]  الطبقات الكبرى : 2 / 106 .

[3]  السيرة النبوية : 2 / 337 . صحيح مسلم 15 / 176 - 177 وفضائل الصحابة : 2 / 603 ومسند الإمام أحمد :

3 / 384 والمواهب اللدنيّة : 1 / 284 ، والاستيعاب : 3 / 203 ، كنز العمال : 13 / 123 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.