أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-27
![]()
التاريخ: 2024-03-02
![]()
التاريخ: 2024-02-27
![]()
التاريخ: 2025-03-24
![]() |
منذ أن حفر «رعمسيس الثاني» النفق الذي تحت الأرض المسمى «السربيوم»؛ ليكون مدفنًا للثيران المقدسة، نجد أن كل الملوك الذين حكموا في «منف» لم يَفُتْهم أن يزينوا هذا «السربيوم»، ويحتفلوا عند إقامة شعائر دفن هذه العجول بكل أبهة وعظمة، فكان يحنط جسم «أبيس» بكل دقة وعناية، ثم يوضع في تابوت من الخشب أو الحجر الصلب، ثم تفتح فوهة القبة المخصصة للدفن، ويوضع فيها التابوت ثم تبنى ثانية، وكانت تقام لوحة تذكارية ينقش عليها استرحامات وصلوات على روح من أقاموها.
وكانت هذه اللوحة تسند على الجدار الجديد الذي أقيم لسد فوهة القبر، وتوضع عند أسفل الصخرة المجاورة للقبر، أو على رقعة الممر أو في أي مكان يكون تحت أنظار كبار رجال الدولة والعمال والكهنة، الذين اشتركوا في الاحتفال بدفن العجل «أبيس» المتوفى، ومن ثم نجد أن الممر أو الرواق الذي كان يخترق الجبانة قد تحول شيئًا فشيئًا إلى إدارة سجلات، كانت تدون فيها كل أسرة من أسر الملوك المصريين أسماءها في أية مناسبة تسنح عند دفن «أبيس» جديد.
وهذه السجلات قد كشف عنها الأثري «مريت باشا» في حالة تكاد تكون سليمة على الرغم مما أصابها من يد الإنسان المخربة. وهذه السجلات تشمل نقوشًا من عهد ملوك «بوبسطة»، ومن عهد الملك «بوكوريس» وحتى من العهد «الكوشي» (الأثيوبي)، فنجد أن «تهرقا» عندما هدد بالغزو الآشوري قد مكث في «منف» قبل وفاته بسنة (راجع مصر القديمة الجزء الحادي عشر).
وقد عني «بسمتيك» بأمر هذه الجبانة واكتفى في بادئ الأمر بأن قلد أسلافه، غير أنه حدث بعض تصدع في جزء من «السربيوم» في الجزء الذي كان قد دفن فيه العجل «أبيس»، الذي مات في السنة العشرين من حكمه، فأمر مهندسيه بنحت ممر آخر في عرق صلب من الحجر الجيري في الجبل، واحتفل بافتتاحه في السنة الثانية والخمسين من حكمه. وقد كان ذلك بداية إصلاح شامل، ففحص الأقبية التي دفنت فيها العجول المقدسة، وجددت أكفانها كما أصلحت صناديق مومياتها، وقويت مباني المقصورة ومنح المبنى الأخشاب والمتاع والعطور والزيوت اللازمة. وقد دون هذا العمل الذي قام به «بسمتيك» على لوحة عثر عليها «مريت باشا» محفوظة الآن بمتحف «اللوفر» (راجع Mariette, Rensignments sur les 74 Apis Trouvés dans les Souterrains du Serapeum Bull. Arch. D’Atheraeum Français 1885 P. P. 47, 48, & vol. II. P. 78, cf Le Serapeum de Memphis 2nd Ed. Vol. 1 P. P. 118–121).
ويقول «برستد» مخالفًا لرأي «ماسبرو» الذي ذكرناه هنا: «أن هذه اللوحة قد فهم من نقوشها رجال الآثار أنها سجل الإصلاحات التي عملت في «السربيوم»، أو في محراب «أبيس» (راجع Brugsch, Gesch. P. 741–74) ، ودفن فيه عجل من عجول «أبيس» مات في عهد «بسمتيك الأول»، ولكن المضمون الحقيقي لهذا النقش يختلف كلية عن ذلك إذ الواقع أنه لا توجد فيه إشارة إلى عجل «أبيس» مات في عهد «بسمتيك الأول»، ولكن كل ما هو موجود ينحصر في تسجيل الإصلاح الذي قام به هذا العاهل لمدفن قديم، وأنه قد وصل إليه تقرير بأن صندوق عجل «أبيس» تداعى لدرجة أن جسم الحيوان المقدس قد بدا للعيان.
وهاك ترجمة هذه اللوحة:
في السنة الثانية والخمسين من عهد جلالة هذا الإله الطيب (بسمتيك الأول يأتي بعد ذلك ألقابه الخمسة).
رسالة: إن معبد والدك «أوزير أبيس» (يرى هنا الأستاذ «برستد» أن كلمة «معبد» هي مدفن لعجل(2) «أبيس»، وأنها لا بد أن تعني هنا قبة في «السربيوم» دفن فيها عجل «أبيس») والأشياء التي فيه قد بدأت تئول إلى الخراب، وقد بدت الأعضاء المقدسة التي في تابوته للعيان، وقد استولى العطب على صناديقه الجنازية فأمر جلالته بإصلاح معبده على أن يكون أجمل مما كان عليه من قبل، فأمر جلالته بأن يعمل له كل ما يفعل لإله في يوم الدفن. وقد كان لكل إدارة عملها حتى تصبح الأعضاء المقدسة فخمة من حيث العطور والأكفان المصنوعة من الكتان الملكي وكل ملابس إله. وكانت صناديقه الجنازية من خشب «كد»، وخشب «مرو» وخشب «الأرز» من خيرة كل خشب.
وكانت جنودها من رعايا القصر — من اللوبيين — في حين كان يشرف عليهم سمير من سمار الملك جامعًا أعمالهم — أي ما فرض عليهم — إلى البلاط مثل أرض مصر. ليته يعطي الحياة والثبات مثل «رع» أبد الآبدين (راجع Br. A. R. IV 963 ff).
وأخيرًا يقول «بوريه» (راجع Boreux, Antiquités Egyptiennes, Guide-Catalogue Sonmaire I P. 171): إن اللوحة رقم 239 الموجودة في متحف «اللوفر» تعد ذات قيمة بوجه خاص لتاريخ «السربيوم». فمنذ السنة السبعين من حكم «رعمسيس الثاني» كانت عجول «أبيس» تدفن في نفق تحت الأرض، وكان قد تهدم جزء منه بسبب تداعيه في عهد الملك «بسمتيك الأول»، فاقتضى الأمر إصلاح هذا التداعي وأدى ذلك إلى حفر مقابر جديدة للثيران المقدسة؛ لتستعمل في الأزمان المقبلة، وكان أكبر اتساعًا وأعظم حجمًا من المقابر القديمة، وقد استعملت حتى عهد البطالمة، وقد افتتحها عند دفن «أبيس» في السنة الثانية والخمسين من حكمه، ونحن مدينون بهذه المعلومات الثمينة للنقوش التي جاءت على اللوحة 239، وهي كما قال عنها «مريت» عبارة عن محضر لتنفيذ المرسوم الملكي الذي أمر به «بسمتيك» لحفر هذه المقابر التي تحت الأرض.
وتدل شواهد الأحوال على أن رأي كل من «ماسبرو» و«بوريه» هو الأصح.
ولوحات «بسمتيك» الثلاث الباقية باسمه هي لوحات شواهد قبور:
اللوحة الأولى: (راجع Mariette, les Serapeum du Memphis III Pl. 36; Revillout Rev. Egypt. III, 138; Chassinat Rec. Trav. 22, P. 191; and Br. A. R. IV 959) صنعت من الحجر الجيري وهي مستديرة من أعلاها، ويشاهد في النصف الأعلى منها صورة العجل «أبيس» سائرًا نحو اليمين. وفي النصف الثاني متن اللوحة، وهذا المتن هام إذ منه نفهم أن الملك «تهرقا» كان يحكم قبل «بسمتيك» مباشرة أو بعبارة أخرى نفهم أن «بسمتيك الأول» قد تجاهل حكم الملك «تانو تأمون». وقد كان موت العجل قبل بداية السنة الحادية والعشرين من حكم «بسمتيك الأول»، وقد ظل على قيد الحياة إحدى وعشرين سنة وشهرين وسبعة أيام. ولما كان هذا العجل قد ولد في السنة السادسة والعشرين من حكم الملك «تهرقا»، فإنه من البديهي أن «تهرقا» هذا كان قد سبق «بسمتيك الأول» في حكم البلاد بمدة بينهما تبلغ شهرًا أو شهرين. وهذه اللوحة هامة تظهر أن سني حكم الملك تتفق مع سني التقويم المدني. وقد مات العجل في السنة الواحدة والعشرين — الشهر الثاني في السنة العشرين من حكم «بسمتيك». وعند نهاية السبعين يومًا الاحتفالية دفن العجل في اليوم الخامس والعشرين من الشهر الثاني من السنة الواحدة والعشرين من حكم هذا الملك. وبدهي أن الانتقال من السنة العشرين إلى السنة الواحدة والعشرين قد وقع في يوم أول سنة جديدة (راجع Br. A. R. IV § 984).
ترجمة اللوحة:
تاريخ «أبيس»: السنة العشرون — الشهر الرابع من الفصل الثالث الحصاد (الشهر الثاني عشر) اليوم الواحد والعشرون، في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «واح-أب-رع» من جسده «بسمتيك الأول» صعد جلالة «أبيس» الابن الحي إلى السماء، وهذا الإله قد قيد في سلام إلى الغرب الجميل (أي: الجبانة) في السنة الواحدة والعشرين — الشهر الثاني من الفصل الأول (فصل الفيضان) في اليوم الخامس والعشرين، وكان قد ولد في السنة السادسة والعشرين من حكم الملك «تهرقا»، وقد استقبل في «منف» في الشهر الرابع من الفصل الثاني «فصل الزرع» في اليوم التاسع من الشهر، وبذلك يكون عمره واحدًا وعشرين سنة وشهرين وسبعة أيام.
اللوحة الثانية من لوحات «السربيوم الخاصة بعهد بسمتيك»: (راجع Chassinat Rec. Trav. XXII. P. 20-21; Br. A. R. IV §§ 974–9; L. R. IV. P. 74) هذه اللوحة عثر عليها في «السربيوم» بمنف وهي محفوظة الآن بمتحف «اللوفر» (No. 193) ، وهي مستديرة في أعلاها ومصنوعة من الحجر الجيري، ويشاهد في نصفها الأعلى صورة العجل «أبيس آتوم» بقرنيه وكتب فوق رأسه «معطى الحياة كلها»، وقد مثل سائرًا نحو اليمين وأمامه مائدة قربان والملك «خنم-أب-رع» الإله الطيب رب الأرض راكعًا، وخلف الملك صورة زوجة واسمها «حور منيت»، وفوق هذا المنظر صورة السماء بقرص الشمس المجنح. وما جاء في هذه اللوحة من نقوش يدل على أن «أبيس» ولد في السنة الثالثة والخمسين من عهد «بسمتيك الأول» قد توج في السنة الرابعة والخمسين من حكم هذا الملك، ومات في السنة السادسة عشرة اليوم السادس من شهر «بابة» من عهد الملك «نيكاو الثاني»، وكان عمر هذا العجل وقت مماته ست عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة عشر يومًا، وعلى ذلك لم يكن قد عاش إلا سنة ونصف السنة، قبل تولي «نيكاو الثاني» مقاليد الحكم، وعلى ذلك يكون قد حكم «بسمتيك» بالضبط أربعًا وخمسين سنة، ويظن الأستاذ «برستد» أن «بسمتيك الأول» لم يمت في اليوم الأخير من السنة الرابعة والخمسين من حكمه، بل مات في أوائل السنة الخامسة والخمسين من سني حكمه. وهو يقول في ذلك: إن هذه اللوحة تقدم لنا البيانات لحساب المدة المضبوطة لمدى حكم الملك «بسمتيك الأول». فقد مات هذا العجل «أبيس» بعد أن عاش ست عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة عشر يومًا، في السنة السادسة عشرة اليوم السادس من الشهر الثاني من عهد «نيكاو»، ومن ثم نرى أن معظم حياته قد وقعت في عهد الملك «نيكاو»، وقد كان عمره سنة واحدة وستة أشهر وأحد عشر يومًا فقط عند تولية «نيكاو»، وهذه المدة من حياته تنطبق مع السنة الأخيرة وستة الأشهر والأحد عشر يومًا من حياة سلف «نيكاو» وهو «بسمتيك الأول»، والآن لما كان «أبيس» قد ولد في السنة الثالثة والخمسين من عهد «بسمتيك الأول» في اليوم التاسع عشر من الشهر السادس، فإن المجموع الكلي لحكم «بسمتيك الأول» هو حاصل جمع ما يأتي:
52 سنة |
5 أشهر |
19 يومًا |
= 54 سنة كاملة |
1 سنة |
6 أشهر |
11 يومًا |
وهذا يدل على أن «بسمتيك» قد حكم عددًا تامًّا من السنين، غير أنه لا يمكننا أن نفرض أن «بسمتيك» قد مات في اليوم الأخير من سني حكمه، وأن الكسر من تلك السنة غير التامة كان قد حسب بعد وفاته في السنة الأولى من عهد خلفه «نيكاو»، ومن ثم يظهر جليًّا أن سني حكم الملك في عهد الأسرة السادسة والعشرين كان يبتدئ في أول يوم من السنة الجديدة. وقد وصلنا إلى نفس النتيجة من مضمون لوحة «السربيوم» الأولى من عهد «بسمتيك الأول» كما ذكرنا آنفًا.
وهاك نص اللوحة:
السنة السادسة عشرة — الشهر الرابع — من الفصل الأول (فصل الفيضان) — اليوم السادس عشر من الشهر في عهد جلالة الملك حور المسمى (المسمى) حكيم القلب، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (هذا اللقب وضعه الكاتب خطأ من حيث ترتيب الألقاب الملكية) حظي الإلهتين (المسمى) المنتصر، حور الذهبي (المسمى) محبوب الآلهة، «واح أب رع» من جسده ومحبوبه (المسمى) «نيكاو»، عاش أبديًّا محبوب «أبيس» بن «أوزير».
دفن «أبيس»
يوم دفن هذا الإله. هذا الإله قد اقتيد في سلام إلى الجبانة؛ ليأخذ مكانه في معبده في الصحراء الغربية التابعة لحياة الأرضين (= منف) بعد أن عمل له كل ما يعمل في البيت المطهر، كما كان قد عمل سابقًا (لغيره من العجول المقدسة).
حياة «أبيس»
ولد في السنة الثالثة والخمسين — الشهر الثاني من الفصل الثاني (فصل الزرع) اليوم التاسع عشر من الشهر في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «واح-أب-رع»، ابن «رع» (المسمى) «بسمتيك الأول» المنتصر. وقد استقبل في بيت «بتاح» في السنة الرابعة والخمسين الشهر الثالث من الفصل الأول (فصل الفيضان) اليوم الثاني عشر. وقد فارق الحياة في السنة السادسة عشرة — الشهر الثاني من الفصل الأول (فصل الفيضان) اليوم السادس، ومجموع مدة حياته كان ست عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة عشر يومًا.
قبر «أبيس» – تجهيزه
إن جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نيكاو» العائش إلى الأبد قد عمل كل التوابيت، وكل شيء ممتاز ومفيد لآلهة الفاخر هذا. فقد بُني له مكانه في الجبانة من الحجر الجيري من عيان وهي بضاعة ممتازة. ولم يوجد قط من قبل مثل ذلك منذ الأزل؛ وذلك لأجل أن يمنح كل الحياة وكل الثبات وكل السرور والصحة وفرح القلب مثل «رع» أبد الأبدين.
..............................................
شكل 1: الدهليز العظيم لمدفن العجول بسقارة (السربيوم).
شكل 2: حجرة دفن العجل أبيس وبها تابوت.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|