المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المراسلة بين النبي محمد (ص) وملك الحبشة  
  
2185   05:31 مساءً   التاريخ: 2-4-2022
المؤلف : هاشم معروف الحسني
الكتاب أو المصدر : سيرة المصطفى ( ص )
الجزء والصفحة : ص180-181
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

جاء في بعض المرويات ان النجاشي نفسه قد أسلم وأرسل إلى الرسول كتابا يعرض عليه اسلامه واستعداده للالتحاق به كما جاء في رواية ابن كثير في بدايته .

فقد جاء فيها ان النبي كتب كتابا إلى النجاشي بعد ان اتجه الوفد إليه جاء فيه بعد التحية :

من محمد رسول الله ( ص ) إلى النجاشي أصحمة ملك الحبشة سلام عليك فاني احمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن وأشهد ان عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفحته كما خلق آدم بيده ، واني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته ، وان تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فاني رسول الله ، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا ، ومعه نفر من المسلمين ، فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر فاني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت ، فاقبل نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى.

 فكتب إليه النجاشي :

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى محمد رسول اللّه من النجاشي أصحمة بن أبجر ، سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته لا إله الا هو الذي هداني إلى الاسلام ، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من امر عيسى ، فو رب السماء والأرض ان عيسى لا يزيد على ما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقرينا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد انك رسول الله صادقا ومصدقا ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه ، وان شئت ان آتيك فعلت يا رسول الله .

هذه الرواية وغيرها مما ورد حول هذا الموضوع تؤيد ان مهمة الوفد -أيّ وفد المسلمين الى الحبشة- لم تكن مقتصرة على التخلص من الأذى والتنكيل بل كانت تنشد رفعة الاسلام ودفعه إلى الإمام كما كانت فرارا من الأذى والتعذيب .

ولو افترضنا ان هذه الرواية التي تنص على اسلام النجاشي مدخولة على تاريخ الدعوة كما هو ليس بالبعيد ، لو افترضنا ذلك فوجود هذا العدد الكبير خارج الجزيرة العربية يمارس طقوسه الدينية بكامل حريته ، هو بنفسه دعاية إلى الاسلام ، وله تأثيره الكبير على عرب الجزيرة الذين كانوا يرتادون الحبشة للتجارة والسياحة وغير ذلك من الأغراض بالإضافة إلى آثاره الأخرى على غيرهم من سكان تلك البلاد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.