المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعريف التغرير
2-8-2017
ما ينبغي عند الوقوف بعرفات
23-9-2016
الهجاء
22-03-2015
لماذا من الخطأ التكلم عن الاحساس والادراك في الحشرات؟
9-2-2021
سائل مركب complex liquid
25-5-2018
Pafnuty Lvovich Chebyshev
13-11-2016


من مظاهر شخصية النبي الخاتم: جود وحلم عظيمان  
  
1383   06:01 مساءً   التاريخ: 23-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص 45-47
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2016 3106
التاريخ: 22-11-2015 3340
التاريخ: 1-11-2017 3391
التاريخ: 4-4-2022 2603

قال ابن عبّاس : كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان . . إن جبريل كان يلقاه في كل سنة من رمضان . . فإذا لقيه جبريل كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أجود بالخير من الريح المرسلة[1].

وقال جابر : ما سئل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) شيئا قطّ فقال لا[2].

وروي أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أتى صاحب بزّ فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم فخرج وهو عليه ، فإذا رجل من الأنصار . فقال : يا رسول اللّه أكسني قميصا كساك اللّه من ثياب الجنة فنزع القميص فكساه إيّاه ، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فإذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال : ما يبكيك ؟ قالت : يا رسول اللّه دفع اليّ أهلي درهمان اشتري بهما دقيقا فهلكا ، فدفع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إليها الدرهمين فقالت : أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلّم فعرفوا صوته ، ثمّ عاد فسلّم ، ثمّ عاد فثلّث ، فردّوا ، فقال : أسمعتم أوّل السلام ؟ فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام . فما أشخصك بأبينا وامّنا ؟ قال : أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها : هي حرّة لوجه اللّه لممشاك معها . فبشّرهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالخير وبالجنّة ؛ وقال : لقد بارك اللّه في العشرة كسا اللّه نبيّه قميصا ورجلا من الأنصار قميصا وأعتق منها رقبة ، وأحمد اللّه هو الذي رزقنا هذا بقدرته[3].

وكان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل[4].

وعن عائشة : أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ما انتقم لنفسه شيئا يؤتى إليه إلّا أن تنتهك حرمات اللّه . ولا ضرب بيده شيئا قط الّا أن يضرب بها في سبيل اللّه ولا سئل شيئا قط فمنعه إلّا أن يسأل مأثما فإنه كان أبعد الناس منه [5].

وعن عبيد بن عمير : أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ما اتي في غير حدّ إلّا عفا عنه[6].

وقال أنس : خدمت رسول اللّه عشر سنين . فما قال لي افّ قطّ ، وما قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته : لم تركته ؟[7].

وجاءه أعرابي فجذب رداءه بشدّة حتى أثرت حاشية الرداء على عاتق النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم قال له : يا محمد مر لي من مال اللّه الذي عندك . فالتفت اليه فضحك ثم أمر له بعطاء .

لقد عرف ( صلّى اللّه عليه واله ) بالعفو والسماحة طيلة حياته . . . فقد عفا عن وحشي قاتل عمه حمزة . . . كما عفا عن المرأة اليهودية التي قدمت له شاة مسمومة وعفا عن أبي سفيان وجعل الدخول إلى داره أمانا من القتل . وعفا عن قريش التي عتت عن أمر ربّها وحاربته بكل ما لديها . . وهو في ذروة القدرة والعزّة قائلا لهم : « اللهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون . . اذهبوا فأنتم الطلقاء »[8].

 

[1] صحيح مسلم : 4 / 481 / الحديث 3308 ، ومسند أحمد : 01 / 598 / الحديث 3415 .

[2] سنن الدارمي : 1 / 34

[3] المعجم الكبير ( الطبراني ) : 12 / 337 / الحديث 13607 .

[4] حياة النبي وسيرته : 3 / 311 .

[5] حياة النبي وسيرته : 3 / 306 .

[6] المصدر : 3 / 307

[7] صحيح البخاري : 5 / 2260 / الحديث 5738 .

[8] محمد في القرآن : 60 - 65




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.