أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3256
التاريخ: 17-5-2017
2956
التاريخ: 4-5-2017
3447
التاريخ: 21-6-2017
2969
|
يوم اعلن في المدينة عن التعبئة العامة تخلّف ثلاثة من المسلمين في المدينة هم : هلال بن أميّة ، و كعب بن مالك ، و مرارة بن الربيع فقد حضر هؤلاء عند رسول الله (صلى الله عليه واله) لدى خروجه إلى تبوك واعتذروا إليه بمعاذير عن الاشتراك في الجهاد، فاعتذر أحدهم، بأن الوقت هو وقت إدراك الثمر، وأنهم سيلتحقون بجيش الاسلام إذا فرغوا من الحصاد والقطاف.
إن هؤلاء وامثالهم ممن يريدون الدين والدينار، وتهمّهم مصالحهم المادية الشخصية والاستقلال السياسي معا يعانون من نظرة ضيقة وقصيرة تعادل اللذائذ الماديّة العابرة بالحياة الانسانية الشريفة، التي تتحقق تحت لواء الاستقلال الفكريّ والسياسيّ والثقافي، بل ربما رجّحوا الاولى على الثانية.
ولهذا كان على النبي (صلى الله عليه واله) ـ بعد العودة ـ أن يؤدب مثل هذه العناصر حتى لا تسري عدوى هذه الحالة المرضيّة إلى الآخرين.
إنهم لم يتخلّفوا عن هذا الجهاد فحسب، بل لم يعملوا بالعهد الذي أعطوه لرسول الله (صلى الله عليه واله) أيضا، فإنهم انشغلوا بالتجارة، وجمع المال حتى فوجئوا بعودة رسول الله (صلى الله عليه واله) المظفّرة إلى المدينة فبادروا عند ذلك لملاقاة ما بدر منهم من تخلّف إلى الحضور عند رسول الله (صلى الله عليه واله) للتسليم عليه وتقديم التهاني إليه كما فعل الآخرون.
إلاّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) أعرض بوجهه عنهم ولم يكترث بهم، وعند ما تحدث رسول الله (صلى الله عليه واله) بالكلام في ذلك الاجتماع العظيم وسط موجة من الفرح والابتهاج كان أوّل ما قاله هو : لا تكلمنّ أحدا من هؤلاء الثلاثة.
ومع أن عدد المتخلفين كان يقارب التسعين شخصا، إلا أن اكثرهم حيث كانوا من المنافقين، ولم يكن يتوقع منهم أن يشاركوا المسلمين في جهاد العدوّ لهذا تركّز ثقل هذه القطيعة على هؤلاء المسلمين الثلاثة الذين كان بعضهم سبق منه أن اشترك في غزوة بدر مثل مرارة و هلال ، وكانت لهم شخصية ومكانة بين المسلمين!!
ولقد تركت سياسة رسول الله (صلى الله عليه واله) الحكيمة التي كانت جزء لا ينفك من دينه أثرا عجيبا، فقد تعطّلت التجارة والأخذ والعطاء مع المتخلفين، وكسدت بضائعهم، ولم يشترها أحد، وقطع أقرب أقرباء المخلّفين روابطهم وعلاقتهم مع المخلفين المذكورين اتّباعا لأوامر النبي (صلى الله عليه واله)، وتركوا حتى الحديث العابر معهم.
ففعلت مقاطعة الناس للمخلفين فعلتها، وضغطت عليهم نفسيا بشدة حتى ضاقت عليهم الأرض على رحابتها في نظرهم كما يقول القرآن الكريم.
{حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} [التوبة: 118] ، ولكن هؤلاء الثلاثة المقرون بفراسة كاملة أدركوا أن العيش في البيئة الاسلامية لا يمكن إلا بالالتحاق الحقيقي بصفوف المسلمين، وأنه لا دوام لحياة الأقليّة الصغيرة أمام الاكثرية القاطعة، وبخاصة اذا كانت الأقلية تتألف من جماعة مشاغبة ومغرضة.
هذه المحاسبات من جانب، والانجذاب الفطريّ من جانب آخر دفعت بهؤلاء المخلفين إلى العودة إلى حظيرة الايمان الواقعي، وأن يظهروا ندمهم على فعلهم القبيح بالتوبة الى الله، والانابة إليه، وقبل الله تعالى توبتهم، وأخبر نبيّه الكريم بعفوه عنهم فبادر النبيّ (صلى الله عليه واله) من فوره إلى الاعلان عن عفوه ورفع المقاطعة عنهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|