المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حفار ساق الذرة الشرقي
5-4-2018
في ظلمات ثلاث
21-5-2019
التــــــــــجري
2-9-2016
The phoneme
12-3-2022
تسمم الكافئين Caffeinism
19-9-2017
تعريف المركبات المعقدة
2024-01-14


الغيبة الكبرى  
  
3821   02:14 صباحاً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص613-617
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

تبدأ الغيبة الكبرى بموت رابع سفراء الإمام الثاني عشر وفيها يكون للفقهاء الذين تتوفر فيهم شروط النيابة العامة عن إمام الزمان وكما لاحظنا كانت النيابة الخاصة هي أن يعرّف الإمام شخصاً باسمه وصفته ويجعله نائباً عنه ولكن النيابة العامة هي أن يضع الإمام شروطاً ومعايير عامة لتبقى على طول التاريخ مقياساً كلّما ظهر شخص تتوفر فيه تلك الشروط أصبح نائباً عن الإمام ومرجعاً للشيعة في أُمور الدين والدنيا وقد وضّح الأئمّة المعصومون لا سيما الحجّة بن الحسن المهدى (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) هذه الشروط في عدة روايات وألزموا المسلمين بالرجوع إلى من تتوفر فيهم تلك الشروط وأن يعملوا بما يقولونه في عصر الغيبة الكبرى وسنشير هنا إلى بعض تلك الروايات ونذكرها للقرّاء الكرام :

1- قال عمر بن حنظلة: سألت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دَين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال (عليه السلام): من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنّما يأخذ سحتاً و إن كان حقاً ثابتاً له لأنّه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر اللّه أن يكفر به قال اللّه تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60] , قلت: فكيف يصنعان؟ قال (عليه السلام): ينظران إلى مَن كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فانّي قد جعلته حاكماً عليكم فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخف بحكم اللّه وعلينا ردّ والراد علينا الرادّ على اللّه وهو على حدّ الشرك باللّه ؛ إنّ هذا الحكم الذي أصدره الإمام الصادق (عليه السلام) هو حكم عام يشمل جميع الفقهاء الذين تتوفر فيهم الشروط ؛ وعند ما لا يرضى الإمام بالرجوع إلى الطواغيت وقضاتهم في القضايا البسيطة الشخصية فانّه لن يرضى قطعاً بأن يقع زمام أُمور المسلمين بيد الحكام الظالمين بل انّه جعل ذلك في عهدة الفقهاء العدول من الشيعة.

2- قال إسحاق بن يعقوب: سألت محمد بن عثمان السفير الثاني للإمام أن يوصل لي كتاباً إلى الإمام (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان  وكان من أسئلتي هو إلى من الرجوع في الحوادث الواقعة في عصر الغيبة؟ فجاء الجواب: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه ؛ ومع أنّ إسحاق بن يعقوب كان يسأل عن وظيفته الشرعية غير انّ الإمام أجاب بشكل عام وعيّن وظيفة الشيعة جميعاً فقد رويت أخبار وأحاديث كثيرة عن نبي الإسلام والأئمّة (عليهم السلام)حول ولادة الإمام المهدي وغيبته وظهوره وثورته العالمية وجميع صفاته وفي الواقع قد أخبروا وقبل سنوات عديدة من ولادته عن صفاته وحالاته من قبيل انّه من أهل البيت ومن أولاد فاطمة والحسين وانّه يملأ بثورته العالمية الأرض عدلاً وقسطاً وقد بلغت الروايات في هذا الموضوع حداً قلما نرى موضوعاً من المواضيع الإسلامية قد تحدثت الروايات عنه بهذا الكم الهائل ؛ وهنا من المناسب أن نذكر بأنّ عصر كلّ واحد من الأئمّة وإن كان يحمل طابعه الخاص به وانّ اهتمام أُولئك الكرام كان يدور حول قضايا عصرهم الملحّة غير انّه وفي الوقت ذاته كان موضوع الإمام المهدي يستقطب اهتمامهم دائماً وكانوا ينتهزون الفرصة بين الحين والآخر للحديث عنه والتنبّؤ حوله سنذكر الآن على سبيل المثال عدد الأحاديث المروية عن الأئمّة (عليهم السلام) حول ذلك إجمالاً ونقدّمها إلى القراء الكرام :

1- أمير المؤمنين (عليه السلام)51 حديثاً .

2- الإمام الحسن (عليه السلام)5 أحاديث .

3- الإمام الحسين (عليه السلام)14 حديثاً .

4- الإمام زين العابدين (عليه السلام)11 حديثاً .

5- الإمام الباقر (عليه السلام)63 حديثاً .

6- الإمام الصادق (عليه السلام)124 حديثاً .

7- الإمام موسى بن جعفر عليمها السَّلام 6 أحاديث .

8- الإمام علي الرضا (عليه السلام)19 حديثاً .

9- الإمام الجواد (عليه السلام)6 أحاديث .

10- الإمام الهادي (عليه السلام)6 أحاديث .

11- الإمام الحسن العسكري 22 حديثاً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.