المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


فتح مكة  
  
1990   03:06 مساءً   التاريخ: 4-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص174-181
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

فتح مكة [1] :

لقد اختلفت ردود فعل القوى في المنطقة بعد معركة مؤتة ، فالروم فرحوا من انسحاب المسلمين وعدم تمكّنهم من دخول الشام .

أما قريش فقد سادهم الفرح وانبعثت فيهم الجرأة على المسلمين وأخذوا يسعون لنقض صلح الحديبية عبر الإخلال بالأمن فحرّضوا قبيلة بني بكر على بني خزاعة ( بعد أن دخلت قبيلة بني بكر في حلف قريش وخزاعة في حلف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اثر صلح الحديبية ) وأمدّوها بالسلاح فعدت بكر على خزاعة غيلة وقتلوا عددا من أفرادها وهم في ديارهم آمنين ، وكان بعضهم في حال العبادة ففزعوا إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) طالبين النصرة ، ووقف عمرو بن سالم بين يدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) - وهو جالس في المسجد - ينشد أبياتا يعرض فيها نقض العهد .

فتأثر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : نصرت يا عمرو بن سالم .

أما قريش فقد انتبهت وأدركت سوء فعلتها وقد تملّكها الخوف والهلع من المسلمين فاجتمع رأيهم على إيفاد أبي سفيان إلى المدينة ليجدد الصلح ويطلب تمديد المدة من النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ولكن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لم يصغ لطلب أبي سفيان وسأله قائلا : هل كان من حدث ؟ قال أبو سفيان : معاذ اللّه ، فأجابه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : نحن على مدّتنا وصلحنا .

لكن أبا سفيان لم يهدأ له بال ولم يقنع بل أراد أن يستوثق ويأخذ عهدا وأمانا من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فسعى لتوسيط من يؤثّر على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فقابله الجميع بالرفض واللامبالاة .

فلم يجد إلّا أن يقفل راجعا بالخيبة إلى مكة وقد ضاقت الأمور على قوى الشرك حيث تبدلت الظروف ، فالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يطلب مكة فاتحا ، بعدّة تتزايد وإيمان يترسخ ، وقريش تطلب الأمان والسلامة في دمائها وأموالها ، وقد سنحت الفرصة بنقض الصلح . وتكاد تكون مكة آخر خطوة لتتم سيطرة الاسلام على الجزيرة العربية برمّتها .

وأعلن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) النفير العام ، وتوافدت عليه جموع المسلمين ملبية نداءه ، فجهّز جيشا قارب عدده عشرة آلاف رجل . واجتهد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يكتم قصده وهدفه إلّا على الخاصة وكان ( صلّى اللّه عليه واله ) يدعو اللّه قائلا : « اللهم خذ العيون والأخبار من قريش حتى نباغتها في بلادها »[2].

ويبدو أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يود أن يتحقق النصر المؤزّر سريعا دون إراقة قطرة دم ، متخذا أسلوب المباغته . ولكن الخبر تسرب إلى رجل كان قد ضعف أمام عواطفه فكتب إلى قريش كتابا بذلك وبعثه مع امرأة توصله . ونزل الوحي يخبر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بذلك فأمر عليا والزبير بأن يلحقا المرأة ويسترجعا الكتاب ، وانتزع علي بن أبي طالب بقوة إيمانه برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الكتاب من المرأة [3].

ولمّا استلم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) الكتاب جمع المسلمين في المسجد ليثير هممهم ويحذر من مسألة الخيانة من جانب ويبيّن من جانب آخر أهمية كتب ؟ ؟ ؟ العواطف مرضاة للّه . وقام المسلمون يدفعون حاطب بن أبي بلتعة صاحب الكتاب الذي حلف باللّه أنه لم يقصد الخيانة وانفعل عمر بن الخطاب وطلب من النبيّ أن يقتله فقال له : « وما يدريك يا عمر لعلّ اللّه اطلع على أهل بدر وقال لهم اعملوا ما شئتم فلقد غفرت لكم »[4].

تحرك الجيش الإسلامي نحو مكة :

وتحرك جيش المسلمين في العاشر من شهر رمضان باتجاه مكة المكرمة ، ولما بلغ مكانا يدعى « الكديد » طلب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ماءا فأفطر به أمام المسلمين وأمرهم أن يفطروا لكن بعضا منهم عصوا الرسول القائد ولم يفطروا فغضب من عصيانهم وقال : « أولئك العصاة » وأمرهم أن يفطروا[5].

ولما وصل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى مرّ الظهران أمر المسلمين أن ينتشروا في الصحراء ويوقد كل منهم نارا . وهكذا أضاء الليل البهيم وظهر المسلمون كجيش عظيم تضيع أمامه كل قوى قريش مما أقلق العباس بن عبد المطلب - وهو آخر المهاجرين إذ التحق بركب رسول اللّه في منطقة الجحفة - فتحرك يبحث عن وسيلة يبلغ بها قريشا أن تأتي مسلمة قبل دخول الجيش عليها .

وفجأة سمع صوت أبي سفيان يحادث بديل بن ورقاء مستغربا وجود هذه القوة الكبيرة على مشارف مكة . وارتعد أبو سفيان خوفا حين أخبره العباس بزحف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بجيشه لفتح مكة ، ولم يجد أبو سفيان بدّا من اصطحاب العباس لأخذ الأمان من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ولم يكن بوسع ينبوع العفو والاخلاق السامية أن يبخل بإجازة جوار عمّه لأبي سفيان فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إذهب فقد أمناه حتى تغدو به عليّ » .

استسلام أبي سفيان :

ولما مثل أبو سفيان بين يدي النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قال له : « ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلّا اللّه ؟ » فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ما أحلمك ، وأكرمك وأوصلك ! واللّه لقد ظننت أن لو كان مع اللّه إله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد .

فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول اللّه ؟ » قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما واللّه فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئا[6].

وتدارك العباس الموقف ليضغط على أبي سفيان ليسلم وقال له : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلّا اللّه وأن محمدا رسول اللّه قبل أن تقتل . فشهد أبو سفيان الشهادتين خوفا من القتل ، ودخل في عداد المسلمين .

واستسلم من بقي من زعماء المشركين بعد استسلام أبي سفيان ، ولكن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) استتماما للضغط النفسي على قريش كي تستسلم دون إراقة دماء قال للعباس : « يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمرّ به جنود اللّه فيراها » .

ولإشاعة الاطمئنان والثقة برحمة الإسلام ورحمة الرسول القائد وإرضاء لغرور أبي سفيان كي لا يكابر قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن طرح السلاح فهو آمن » .

ومرّت جنود اللّه تعبر المضيق والعباس يعرّف الكتائب التي تمر وأبو سفيان قد أخذته الدهشة حتى قال : واللّه يا أبا الفضل ، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فأجابه العباس : يا أبا سفيان إنها النبوة . وتردد أبو سفيان في الجواب فقال :

فنعم إذن . ثم انطلق أبو سفيان إلى مكة ليحذّر أهلها ويعلن أمان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[7].

دخول مكة :

أصدر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أوامره الحكيمة بتوزيع مداخل القوات إلى مكة مؤكدا عدم اللجوء إلى القتال إلّا ردا عليه . وأهدر ( صلّى اللّه عليه واله ) دماء عدد من المشركين - في كلّ الحالات - حتّى لو وجدوهم متعلقين بأستار الكعبة ، لعظيم جنايتهم ومعاداتهم للإسلام وللنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وما إن لاحت بيوت مكة حتّى إغرورقت عينا النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بالدموع ، ودخلت قوّات الإسلام الظافرة مكة من جهاتها الأربع ومظاهر العز والنصر تجلّلها ودخل الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) مكة مطأطئا رأسه تعظيما للّه وشكرا له على ما منحه من الفضل والنعمة حيث دانت لرسالته ودولته أم القرى ، بعد طول جهد وعناء تحمله ( صلّى اللّه عليه واله ) في سبيل إعلاء كلمة اللّه .

ورفض النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يدخل دار أحد من أهالي مكة رغم كثرة عروضهم له ، واغتسل بعد استراحة قصيرة وركب راحلته وكبّر فكبّر المسلمون فدوّى الصوت في الجبال والوهاد - التي فرّ إليها بعض رؤوس الشرك خوفا من الإسلام ونصره - وجعل يشير وهو يطوف في البيت إلى كل صنم موجود حوله ويقول :

قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، فيسقط الصنم لوجهه .

ثم أمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) عليّا أن يجلس ليصعد ( صلّى اللّه عليه واله ) على كتفه ولكن لم يستطع علي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يحمل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على كتفه لكسر الأصنام فوق الكعبة ، من هنا صعد عليّ على كتف ابن عمّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكسر الأصنام . ثم طلب النبيّ مفاتيح الكعبة وفتح بابها ودخلها ومسح ما فيها من صور . ثم وقف على بابها يخطب الجموع المتكاثرة خطبة الفتح العظيم فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين ، إلّا سدانة البيت وسقاية الحاج . . . ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا معشر قريش إن اللّه قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم من تراب . . . »[8]  ثم تلا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]  يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم » ؟ .

قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إذهبوا فأنتم الطلقاء »[9]  .

ثم ارتقى بلال سطح الكعبة ليؤذّن لصلاة الظهر فصلى المسلمون بإمامة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في المسجد الحرام أوّل صلاة بعد هذا الفتح .

ووقف المشركون والحيرة تملكهم وتعلوهم الدهشة مشوبة بالخوف والحذر . وخشيت الأنصار أن لا يرجع معها الرسول الكريم حين رأوا تفاعل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مع أهل مكة ووقفوا والأسئلة تدور في مخيّلتهم والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) واقف يدعو الله وقد علم ما يدور بينهم فالتفت إليهم قائلا : معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم ، معلنا بذلك أن المدينة ستبقى عاصمة الاسلام .

ثم أقبل الناس يبايعونه فبايعه الرجال - وتشفع عدد من المسلمين لدى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ليعفو عمن أهدر دمه فعفا وصفح .

وجاءت النساء لتبايع - فكانت المرأة تدخل يدها في قدح فيه ماء قد وضع الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) يده فيه - عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [10] .

وغضب النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) حين عدت خزاعة - حليفة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) - على رجل من المشركين فقتلته وقام ( صلّى اللّه عليه واله ) خطيبا فقال : « يا أيها الناس إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى يوم القيامة ، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دما أو يعضد فيها شجرا . . »[11].

ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « فمن قال لكم إن رسول اللّه قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلّها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة » . وأكبرت قريش جميع مواقف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) من مكة وأهلها من عطف ورحمة وسماحة وعفو واحترام وتقديس فمالت قلوبهم إليه وأقبلوا على الإسلام آمنين مطمئنين .

وأرسل رسول الله ( صلّى اللّه عليه واله ) سراياه إلى أطراف مكة وما حولها لهدم ما تبقّى من الأصنام وأماكن عبادة المشركين فأخطأ خالد بن الوليد إذ قتل عددا من قبيلة بني جذيمة بعد استسلامهم ثأرا لعمّه [12] وغضب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حين علم بذلك وأمر عليا أن يأخذ أموالا ويدفع دية المقتولين ثم قام ( صلّى اللّه عليه واله ) واستقبل القبلة رافعا يديه وهو يقول : « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد » ، وبذلك هدأت نفوس بني جذيمة »[13] .

 

[1] تم فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة .

[2] السيرة النبوية : 3 / 397 ، المغازي : 2 / 796 .

[3] السيرة النبوية : 2 / 398 .

[4] إمتاع الأسماع : 1 / 363 ، المغازي : 2 / 798 . ويرى بعض المحققين أن هذا الحديث من الموضوعات . راجع سيرة المصطفى : 592 .

[5] وسائل الشيعة : 7 / 124 ، السيرة الحلبية : 3 / 290 ، المغازي : 2 / 802 ، وصحيح مسلم 3 / 141 - 142 ، كتاب الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية ، ط دار الفكر ، بيروت .

[6] السيرة النبوية : 3 / 40 ، مجمع البيان : 10 / 554 .

[7] المغازي ، للواقدي : 2 / 816 ، السيرة النبوية : 3 / 47 .

[8] مسند أحمد : 1 / 151 ، فرائد السمطين : 1 / 249 ، كنز العمّال : 13 / 171 ، السيرة الحلبية : 3 / 86 .

[9] بحار الأنوار : 21 / 106 ، والسيرة النبوية : 2 / 412 .

[10] بحار الأنوار : 21 / 113 ، وسورة الممتحنة : الآية 12 .

[11] سنن ابن ماجة ، الحديث 3109 ، كنز العمال ، الحديث 34682 ، الدر المنثور : 1 / 122 ، ط دار الفكر .

[12] السيرة النبوية : 2 / 420 ، الخصال : 562 ، أمالي الطوسي : 318 .

[13] الطبقات الكبرى : 2 / 148 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف