المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مرشحات المياه المعتمدة على تكنولوجيا النانو
2023-12-14
Frank Nelson Cole
17-3-2017
ليلى الأخيليّة
30-12-2015
تفسير {فجعله غثاء احوى}
2024-09-02
وجوب القراءة بالعربية وعدم إجزاء مرادفها
2-12-2015
Associated Vector Bundle
22-5-2021


الزوج والزوجة كيف يجب أن يصلح أحدهما أخطاء وعيوب الآخر؟  
  
1834   02:18 صباحاً   التاريخ: 20-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص186ـ190
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

إذا قيل لكم إن واحدةً من أسنانكم أصبحت تالفة ويجب استئصالها فماذا تقولون وماذا سيكون ردّكم؟ في البداية قد تتألمون قليلاً وترفضون استئصال هذه السن التالفة. لأنه من الصعب على الإنسان أن يقبل ويعترف بوجود عيب أو نقص فيه وبالتالي فهو لا يصدق أن يكون عضو من أعضاء جسمه مصاباً بالتلف. ولكن ما هو الحل؟ يجب على الإنسان أن يطلع على عيوبه ونقائصه ويحاول أن يعالجها ويصلحها رغم أن هذا الاطلاع على العيوب والنقائص قد يجعل صاحبها ينزعج ويتألم. ولكن من المؤكد أنكم عندما تطلعون على عيوبكم، تحصل لديكم القناعة بأن هذه السن أصبحت متآكلة وتالفة مما يجعل رائحة الفم كريهة وبالتالي يعرض صحتكم للخطر وعليه فمن الضروري استئصال هذه السن والتخلص منها. ولكن هل يستطيع أياً كان أن يقوم بهذه العملية الجراحية؟ وإذا ما حاول شخص غير متخصص استئصال السن التالفة المؤذية فإن ذلك يسبب لكم ألماً شديداً. إذن فالأمر يحتاج إلى شخص متخصص وواع وخبير يقوم بالعمل بكل دقة وعناية بعد القيام بالاستعدادات وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك. إن التعرف على جانب من الفساد الخلقي في المجتمع والعمل على إزالته هو أصعب بكثير من عملية استئصال السن التالفة. لأن كل إنسان يؤمن عادة بأن مطاليبه وأفكاره وأسلوبه في الحياة هو من أفضل الأساليب وأكثرها دقة. والإنسان لا يعترف بهذه السهولة بوجود نبتة فاسدة في قلبه ولا يقرّ بأن تصرفاته المنحرفة جعلت من وجوده وجوداً مريضاً وأن أخلاقه السيئة المتهرئة جعلت منه شخصاً قبيحاً كريه الرائحة.

إذن ما هو الحل؟ هل أننا لا نستطيع أن نبادر إلى إصلاح الآخرين لأنهم لا يقبلون كلام أحد وينزعجون ويتأثرون ممن يحاول أن ينصحهم ويلفت انتباههم إلى عيوبهم؟ وهل لا يجب أن نذكر الآخرين بعيوبهم ومساوئهم؟ ألا يجب أن نطلعهم على حقيقة أخلاقهم وتصرفاتهم؟ بلى! يجب أن نطلعهم على عيوبهم ونلفت انتباههم إلى الجوانب السيئة في أخلاقهم وتصرفاتهم ونحاول إصلاحهم شريطة أن نقوم بذلك بعد إيجاد التمهيدات وإعداد المقدمات واتخاذ الاستعدادات اللازمة والمطلوبة للقيام بهذه المهمة وذلك بشكل دقيق ومدروس وفي إطار من الود والصداقة ومراقبة كل جوانب الأمر وعلى النحو التالي:

أ - إذا كنا حقيقة نعتبر العيوب الخلقية عند الآخرين عاراً وفساداً وأمراضاً يصاب بها الشخص وإذا كنا نتألم ونتعذب لمشاهدتنا تلك الأمراض الخلقية والسلوكية عند بعض الناس وقررنا المساهمة في إصلاح تلك العيوب وجعل مثل هؤلاء الأشخاص يستعيدون سلامتهم على الصعيد الخلقي والسلوكي فيجب علينا أولاً أن ننظر إلى أنفسنا ونتعرف على أمراضنا الخلقية ونفكر في معالجة أنفسنا واستعادة سلامتنا فالإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [عجبت لمن ينكر عيوب الناس ونفسه أكثر شيء معاباً ولا يبصرها](1).

ب - لنقم بدور الطبيب لمعالجة وإصلاح عيوب الآخرين ونتجنب البحث عن عيوبهم وتوجيه اللوم والانتقاد إليهم.

ج - لنكن حذرين وواعين لكي لا تواجه جهودنا السامية من أجل إصلاح الآخرين وضمان سلامتهم الخلقية أية عقبات أو عراقيل ولكي لا يتحول أسلوبنا ونهجنا في معالجة عيوب وانحرافات الآخرين إلى أداة للبحث عن عيوبهم واستغلال أخطائهم للتشهير بهم وتوجيه الانتقادات إليهم. لأن أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [تتبع العيوب من أقبح العيوب وشر السيئات](2).

ويقول عليه السلام أيضاً: [العيّاب هو من أبغض الناس](3). إن البحث عن عيوب الآخرين يذبل شجرة الصداقة والمحبة والنظر إلى عيوب الآخرين ينبت أشواك الغصب والعداوة والبغضاء في القلب ويفكك عرى الحياة العائلية ويجعلها مرّة ومضطربة لأن «كل من يبحث وينظر إلى عيوب الآخرين فإن الله تبارك وتعالى يحرمه من محبة الآخرين».

لاحظوا الرسالة التالية فقد بدأت الأمور بحسن النية ومحاولة إصلاح العيوب وعلاجها ولكنها انتهت بعد ذلك بسوء العاقبة وبروز المشاكل بين الزوج والزوجة:

الرسالة:... لقد قررت أنا وزوجي في بداية زواجنا أن نراعي ضمن أسرتنا الصغيرة مبادئ الأدب والأخلاق الحسنة في تعامل كل واحد منا مع الآخر وأن ينبه كل واحد منا الآخر على عيوبه وأن نصارح بعضنا بعضاً بتلك العيوب لغرض إصلاحها... ومضت الأشهر الأولى بشكل جيد ولكن الوضع أخذ يتغير شيئاً فشيناً حيث أصبح كل واحد منا يصر على إثبات صحة كلامه وتصرفاته ويتشبث بكلامه ولا يتراجع عنه وكان كل منا يحاول لفت انتباه الآخر لعيوبه وأخطائه... حتى وصل الأمر إلى استخدام القوة والعنف. فبدل أن يصارحني بعيوبي وأخطائي فإنه يهينني ويحقرني باستمرار ويوجه لي انتقادات لا مبرر ولا داعي لها ويقول لي: إنك لا تجدين أي عمل. إنك لست فنانة وبارعة كزوجات أصدقائي. إنك لا تجيدين تربية الأطفال. الطعام الذي تعدينه لا يؤكل إطلاقاً.. إني لا أرتاح إلى مظهرك وشكلك لا يعجبني. ليتني تزوجت من المرأة الفلانية فهي أجمل منك وأكثر فهماً وتدبيراً.. ما أسوأ حظي الذي جعلني أُبتلى بك...

ونحن الآن على وشك الطلاق، بالله عليكم ساعدوني لأني لا اريد الطلاق أبداً.

١- لعلك أنت أيضاً تبالغين في انتقاد زوجك وتصرّين على إظهار عيوبه وأخطائه. وطبقاً لما اتفقت عليه مع زوجك بأن يبين كل واحد للآخر عيوبه - وهو اتفاق غير صحيح بطبيعة الحال - فإنك كنت تتصورين بأنك تلفتين انتباهه إلى أخطائه وعيوبه وتنبهينه إليها (لكي يبادر هو إلى إصلاحها) ولكن الحقيقة هي أنك بأسلوبك هذا جعلته يتألم ويتأذى ويفقد صبره ويغضب وأوجدت نوعاً من المنافسة الباطلة بينكما (هذه المنافسة وهذا التحدي الذي أدى بك إلى هذا الحال). وليتك أدركت منذ البداية بأن البحث بشكل مستمر عن عيوب وأخطاء أي إنسان وطرحها أمامه بشكل غير مدروس ودون الأخذ بعين الاعتبار مدى تقبل هذا الشخص وتحمله للانتقاد، يمكن أن تترتب عليه مثل هذه النتائج غير المطلوبة.

٢- صحيح أن معرفة المرء بعيوب نفسه أنفع المعارف كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام(4) ولكن الزوج والزوجة كليهما يجب أن يعرفا بأن الإنسان لا يمكنه بهذه البساطة والسرعة أن يتوصل إلى هذه القناعة وهذا الوعي والتفهم (في مجال معرفته بعيوبه ونقائصه) وبالتالي يجب إيصاله إلى قمة هذا الوعي والإدراك (لحقيقة عيوبه وأمراضه الخلقية) باتباع أسلوب لطيف جداً مع مراعاة أصول الأدب والاحترام بشكل كامل ودقيق ولنعلم بأن اتباع أسلوب العنف والتشبث بالرأي لا ينتج عنه سوى العناد والملل والتذمر والامتعاض. حيث يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المجال: [اخلط الشدة برفق وارفق ما كان الرفق أوفق](5) ما يعنيه الإمام عليه السلام أن الشدة والعنف من أسوأ الأخلاق وأقبح الأساليب والرفق والمداراة مفتاح كل نجاح وأعظم الحسنات وأنجح الأساليب.

٣- قبل أن يتطرق الزوجان إلى عيوب بعضهما البعض ويستعرض كل منهما المساوئ الخلقية للآخر، يجب على كل منهما أن يتأمل ويفكر في عيوبه ومساوئه ونقائصه الخلقية ويحاسب نفسه ويحاكمها لأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: [من حاسب نفسه على العيوب وقف على عيوبه وأحاط بذنوبه واستقال الذنوب وأصلح العيوب](6). ويقول أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً: [من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره](7).

٤- الحل هو أن تكفّا عن استعراض عيوب ومساوئ بعضكما البعض لأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [العيّاب مذموم](8) وعليك أيتها الأخت الكريمة أن تزيدي من احترامك وإكرامك وتقديرك لزوجك وتصوريه بأنه أفضل زوج يمكن أن تحظي به. إبحثي عن محاسنه وصفاته وخصاله الحسنة والطيبة والمميزة واعثري عليها واذكريها له ولأقاربه وذويه في حضوره وفي غيابه وأثني عليه وقدّريه على تلك الصفات والسجايا الحسنة.

٥- إن إدارة شؤون المنزل والطبخ والتفنن في أعمال البيت ورعاية الأطفال وحسن التبعل والاهتمام بالزوج ورعايته هي من الأمور الضرورية التي يجب أن تتقنها المرأة. فالمرأة عندما تتزوج يجب أن تكون مستعدة لإدارة شؤون الحياة الزوجية العائلية بكل كفاءة وجدارة وأن تسير بحياتها الزوجية قُدماً إلى الأمام والمرأة التي لم تتعلم أصول وفنون الحياة ولا تتمتع بالخلق والإبداع والموهبة والاقتدار لا يمكنها أن تنشئ وتكوّن وتبني حياة سليمة هادئة وراسخة وقوية وبالتالي لا تستطيع أن تؤمن السعادة والهناء لزوجها وأطفالها.

وإذا كنت أيتها الأخت الفاضلة لم تكتسبي الخبرة الكامنة ولم تكن لديك الإمكانية اللازمة في المجالات التي ذكرناها من قبل فعليك أن تعوضي ما فاتك وأن تتعلمي ممن هم أكبر منك سناً (وأكثر منك تجربة وخبرة) .

نحن نأمل وعلى ضوء هذه التوجيهات والعمل بها أن تعود السعادة والهناء إلى بيتك كما كانت في بداية حياتك الزوجية. ونتمنى لك التوفيق والنجاح.

__________________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي حرف العين.

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق.

(4) المصدر السابق.

(5) المصدر السابق.

(6) المصدر السابق.

(7) المصدر السابق.

(8) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.