أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1479
التاريخ: 1-07-2015
1721
التاريخ: 23-1-2019
1997
التاريخ: 1-07-2015
1615
|
كان نظام الخِلقة ، وإتقان الطبيعة ، أحسن شاهد وأقوى كاشف ، عن وجود المبدأ العليم المريد الحكيم ، وقد ظلت العلوم الطبيعية تكشف لنا أسرار الكون ، وعجائب الخِلقة ، ودقائق الصنع ، بما يندهش منه العقول ، أَفليس هذا العالم البديع المنظّم ـ بكراته السامية ، وشموسه المضيئة ، وميكروباته الصغيرة ، وموجوداته الحية ، ونباتاته النامية ، وجماداته المتنوّعة ، وما أُودع في كلّ منها من الحكمة والدقّة ـ دليلاً على وجود المعبود الواجب القديم المجرّد ؟ أَليست قبة واحدة تحكي عن بنّاء عالم بقانون العمارة والبناء ؟ أيمكن أن يقال : إنّ طائرة واحدة طارت إلى السماء بلا سائق أو مدبّر ؟ وهكذا ، فإذا دلّت ماكنة صغيرة على فاعلها الشاعر ، فكيف لا يدلّ هذا النظام البهي الجميل على علم فاعله ؟!
وهذه الدلالة ضرورية بديهية لا يمكن لذي شعور
إنكارها ، فكما لا يمكن أن يصير الجاهل البدوي ، مدرّساً في العلوم المختلفة بلا
تعلّم ، فكذا المادة لا تكون خلاّقة لهذا النظام الكامل التام، بل هو يكشف عن وجود
مدبّر عالم حكيم وهو الله تعالى . وهذا ـ لمكان بداهته ، وشدّة جلائه، وارتكازه في
النفوس الإنسانية ـ لا يحتاج إلى زيادة بيان ، وكثرة إيضاح ، فضلاً عن توسيط برهان
حسب الاحتمالات ، الذي ابتكره بلز پاسكال عام 1654م وقَبله عنه غيره ، هذا مع أنّه
غير تام عندي في نفسه .
وعلى الجملة : مَن شك في هذا الدليل ، فقد خرج عن
الفطرة السليمة الإنسانية ، والقرآن الحكيم في جملة من آياته المباركة قد نبّه
الإنسان من هذا الطريق على معرفة ربّه فقال : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا
لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ
نُفُورًا * تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا
سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 60 -
62] وقال : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ
سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا * وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ
بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا *
لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا
وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى
أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا } [الفرقان: 47 - 50] وقال : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ
مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
[المؤمنون: 12 - 14] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة ، وأمّا السنة فهي مشحونة
بأمثالها .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|