المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جواز الحلف بغير الله سبحانه
25-02-2015
أنواع الدساتير من حيث التعديل
27-9-2018
Chromatic Number
24-3-2022
نظرية ثنائي القطب ل " ديباي " Debye dipole theory
27-7-2018
آداب المعلم‏
25-9-2016
The Effect of Temperature on Volume Measurements
18-4-2017


كيف نقطف ثمار المستقبل؟  
  
1896   09:22 صباحاً   التاريخ: 2-1-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص145 ـ 149
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

من يريد النجاح فلابد أن يقفز من الماضي إلى الحاضر، ومن الحاضر إلى المستقبل.

وذلك بأن يضع عيناً واحدة على الماضي، وعينين على المستقبل.

قد يقول قائل: ليست لي إلا عينان فقط، فكيف أضع واحدة على الماضي، واثنتين على المستقبل؟

وأقول: صحيح إننا لا نملك إلا عينين، ولكن باستطاعتنا أن نضع عيناً على الماضي، ونضع نفسها مع الأخرى على المستقبل، وبذلك نكون قد وضعنا عيناً على الماضي وعينين على المستقبل.

أما لماذا نضع عيناً على الماضي، فلكي نأخذ منه العبر والدروس، حتى نستفيد منه لحاضرنا، وننتقل منه إلى مستقبلنا، لا أن نعيش في الماضي الذي قد انتهى، ولا يمكن تغييره بأي شكل من الأشكال.

نحن قادرون على تغيير المستقبل بسهولة، أما الماضي فقد مضى وقته ولزم أجله، وما نملكه فيه، فهو أن نفهم عبره ودروسه ونتعلم حكم رجاله، ثم ننطلق منه إلى حاضرنا، ومن حاضرنا إلى المستقبل الذي يجب علينا صنعه بنشاطنا، وعملنا، وإنجازنا.

علينا أن نتعلم من الأنبياء، فقد ركزوا على الآخرة، باعتبارها هدفاً نهائياً لوجود الإنسان.

فهم تجاوزوا الزمان الآتي إلى ما بعده، لأن المستقبل لا ينحصر في الحياة الدنيا وحدها، بل يمتد إلى ما وراء الموت، والعمل الصالح هو في الواقع نوع من الاستثمار في المستقبل.

فأنت حينما تقدم على عمل تعرف مسبقاً أنك لن تحصد نتائجه في دنياك، وإنما تدخره لما بعد ذلك بكثير، فأنت تعمل للمستقبل.

وبهذا المفهوم فإن استثمار المستقبل يعني القيام بالعمل الصالح اليوم، ولذلك قيل: إن ساعة من هذه الدنيا تساوي ساعات من عالم الآخرة لأنك بساعة من العمل هنا، تملك ساعات من الثواب هناك.

ويمكن تقسيم الناس بالنسبة إلى ارتباطهم بالماضي أو المستقبل إلى ثلاث مجموعات:

الأولى: هي المجموعة التي تتعلق بالماضي، وتعيش فيه، وتعمل له، وهؤلاء لا دنيا لهم ولا آخرة، وهم الذين أدانهم ربنا في كتابه وقال عنهم: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50]؟

الثانية: هي المجموعة التي تهتم بحاضرها فقط، من دون التفكير في الماضي أو المستقبل، فالمهم عندهم المصالح الآنية، واللذات الحاضرة، ولا يهمهم لا عبر الماضي، ولا ما سيحدث في المستقبل.

الثالثة: هي المجموعة التي تهتم بمستقبلها في الدرجة الأولى، من دون إهمال للماضي، ولا غياب عن الحاضر، فهم يستثمرون طاقاتهم في أمور ترتبط عادة بمستقبلهم، ولكن مع أخذ العبرة من الماضي، والاستفادة من الحاضر.

أما كيف نستثمر في المستقبل؟

فهو بأن نجعل النتائج المستقبلية ميزاناً لأعمالنا، فكل عمل ينفع مستقبلا نهتم به، وكل ما لا ينفع فيه نهمله، وكل عمل يضر به نتجنبه.

لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل استنصحه: (إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فامضه، وإن كان شراً فاتركه).

وهذا يعني أن ننظر إلى جميع الأمور بعين المستقبل، وأن نأخذ من الماضي عبره، وبذلك نضع عيناً على الماضي وعينين على المستقبل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.