العوامل الطبيعية المؤثرة في قوة الدولة - الموقع - الموقع الفلكي |
4383
04:45 مساءً
التاريخ: 28-12-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2021
3399
التاريخ: 21-7-2019
2234
التاريخ: 1-1-2022
1869
التاريخ: 16-5-2022
1540
|
الموقع الفلكي:
يقصد بالموقع الفلكي موقع الدولة بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض، وتبرز أهمية هذا الموقع في دوائر العرض لأنها تحدد الخصائص المناخية للدولة، التي تعد محددا كبيرة لمواردها الاقتصادية، وبذلك يكون للموقع الفلكي تأثير غير مباشر على البيئة الاقتصادية للدولة ، التي يتوقف عليها حيوية الدولة وقدرتها على سد احتياجات السكان بها.
وعند تحديد موقع أي دولة نذكر عادة أن هذه الدولة تقع بين دائرة عرض معينة تقع في طرفها الجنوبي وأخرى عند طرفها الشمالي، وكذلك تحديد خطين من خطوط الطول يلامسان حدود هذه الدولة من الشرق ومن الغرب. وعندما تكون الدولة المراد تحديدها صغيرة المساحة مثل موناكو أو الفاتيكان وغيرهما من الدويلات الصغرى فيكتفي في هذه الحالة بذكر خط طول واحد ودائرة عرض واحدة.
وتحديد موقع الدولة بالنسبة لدوائر العرض أهم من الموقع بالنسبة لخطوط الطول، وذلك لأن دائرة العرض هي التي تؤثر في المناخ، وبالتالي في تباين النشاط البشري على سطح الأرض وفي النشاط السياسي ثم في أهمية الدولة سياسيا.
ولو نطرنا إلى الدول الكبرى في العالم حاليا لوجدنا أنها تتمتع بموقع مثالي بالنسبة لدوائر العرض، فجميعها يقع في العروض المعتدلة، وهذه العروض تساعد على التقدم والنشاط، ولذلك نجد الدول الكبرى مثل دول غرب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية تمتاز بتقدم اقتصادي و سياسي ملموس.
وبمقارنة ذلك بالدول النني تقع في الأقاليم المدارية الحارة، كما هو الحال في دول أمريكا اللاتينية، وبعض دول أفريقيا، وجنوب شرق اسيا، نجدها ذات طروف صعبة نتيجة لهذا الموقع الذي ترتب عليه قلة النشاط البشري بالمقارنة بدول العروض المعتدلة. ويقتصر انتشاط البشري في هذه العروض على المناطق المرتفعة منها، حيث يخفف ارتفاعها من شدة حرارتها مثل كينيا وأوغندة ودول شرق أفريقيا وبعض الهضاب الأفريقية في النصف الجنوبي. كما يتركز سكان هذه العروض في مناطق الهضاب في البرازيل وإكوادور و كولمبيا والمكسيك.
وتختلف قدرة الإنسان على التلاؤم مع أنواع المناخ المختلفة، فالمعروف أن الإنسان كان في الماضي أقل قدرة على التلاؤم مع ظروف المناخ البارد المعروف في أوربا حاليا. ولعل ذلك كان سببا من الأسباب الغلي أدت إلى جعل المنطقة في مصر وفلسطين والعراق منبت الحضارات القديمة، أما الآن فقد أصبح الإنسان قادرا على التأقلم مع ظروف المناخ بوسائله المختلفة.
ونظرية الحتم البيئي قديمة كل القدم، قال بها كثير من الكتاب القدماء، فيشير هيرودوت مثلا إلى أن البلاد السهلية لا تنتج رجالا أشداء، وفضل الفرس كشعب إمبراطوري، أن يعيش في بلاد وعرة. على أن يعيش في السهول، يقوم بالزراعة كما يفعل العبيد !! وقال هيبوقراط الطبيب والكاتب الإغريقي أن نقص
الشجاعة والروح الوثابة علد سكان آسيا يرجع أساسا إلى قلة المدى الحراري الفصلي الذي يسود تلك الجهات. مثل هذه الأفكار التي كالت تسود في العصور القديمة، لجدها وقد استمرت في العصور الوسطى وتمسك بها كتابها فلجد Jean Bodin في كتاباته التي ترجع إلى القرن السادس عشر، يشير إلى أن أهل الشمال يتفقون في القوى الجسمية، بينما أهل الجنوب أكثر ذكاء، ولظرا لأن المناخ ألسب ما يكون بين الشمال والجنوب. كان أهل الوسط من ألسب السكان للاشتغال بالسياسة.
وكتب منتسكيو في القرن الثامن عشر في لغس هذه الاتجاهات لا يعجب الإنسان من أن ضعف سكان الجهات الحارة يجعل ملهم عبيدا، وأن شجاعة سكان الجهات الباردة تجعلهم أحرارا، وعلى هذا الأساس تعري القوى السياسية إلى المناخ، وهذا بدوره يرجع إلى الموقع الجغرافي ورغم أن هذه الأفكار تلسب إلى الماضي، فمع ذلك وجدت في عصرا الحاضر من عبر علها وخاصة هنتجتون في كتابه المدلية والمناخ
ولكن المدنية في الحقيقة تقوم في المناطق الغلي يصل فيها الإنسان في استغلال البيئة إلى أعلى المراحل، ولذلك نشأت المدليات القديمة في البيئات الزراعية حينما كالت حرفة الزراعة هي أكثر الحرف إنتاجا (مصر والعراق)، وعندما ظهرت حرفة الصناعة كأكثر الحرف إنتاجا، انتقلت المدلية إلى المناطق التي تتوفر فيها مقومات الصناعة، وأصبحت في القرن التاسع عشر في مراكز الفحم والحديد، وهي الآن حدث أعلى تطور تكنولوجي، فليست المدلية ولا القوى السياسية احتكارا للمناطق المعتدلة، ولا يمكن للحتميين المناخيين إثبات صحة نظريتهم تماما ولكن ليس معنى هذا أن المناخ لا أثر له، ولكن آثاره ليست منتظمة من ناحية، ولا يمكن التنبؤ بها من ناحية أخرى.
ويتضح أثر المناخ أكثر ما يكون في درجة استخدام الأرض، وهي عنصر هام من عناصر قوة الدولة، فإذا قارنا مثلا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، لوجدنا أن مساحة الولايات المتحدة تبلغ نحو خمسي مساحة الاتحاد السوفيتي السابق، ومع ذلك فمساحة الأراضي المزروعة فيها تعادل نظيرتها في الاتحاد السوفيتي، ويرجع السبب الأساسي إلى أن الاتحاد السوفيتي يقع معظمه فلكيا إلى الشمال من دائرة العرض 50 شمالا، بينما تقع الولايات المتحدة الأمريكية (ماعدا الاسكا) إلى الجنوب من دائرة عرض تسعة واربعين شمالا وبالتالي أصبح المستغل فيه للزراعة نحو 10% من مساحة البلاد، والمستغل للرعي نحو 10% أخرى، بينما تشغل الصحارى الباردة 17%، كما تشغل الغابات 50% ، وفي النطاق الأخدر، يظل ما تحت التربة متجمدا طول العام تقريبا.
شكل (14) الموقع الفلكي لكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا
أما الموقع بالنسبة لخطوط الطول فان تأثيراته محدودة فهو يشير للاتساع المكاني للدولة أي لامتدادات المجال الحيوي. وكما هو معلوم فان الكرة الأرضية مقسومة إلى 360 خط طول، 180 منها في شرقها ومثلها في غربها. وقد تعارف العالم على أن خط الصفر هو الخط المار بجرينتش إحدى ضواحي مدينة لندن، فالجهات الواقعة إلى الشرق هي ضمن الخطوط الشرقية والعكس صحيح. غير أن الجغرافيين المسلمين يعتمدون الخط 42 شرقا وهو الخط المار بمدينة مكة المكرمة هو خط الصفر لتقسم العالم إلى خطوط طول شرقية وخطوط طول غربية. في حين أن بعض الجغرافيين العرب اعتبروا خط 13 غربا الخط المار بجزر الكناري (جزر السعادات او جزر الخالدات كما تسمى) هو خط الصفر, وعموما فان هذا الموقع لا يشير أكثر من الاتساع المستعرض للمكان وانعكاساته على حساب الزمن بالدرجة الأساس.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|