- الحدود فى البحيرات:

تشبه البحيرات الأنهار فى كونها يمكن اعتبارها عامل فصل بين الشعوب المجاورة لها ورغم ذلك فقد كانت بعض البحيرات عامل ربط بين الشعوب المجاورة لها كما حدث فى منطقة بحيرة لوزرن  بسويسرا، فهي تعد نواة لسويسرا حيث التقت حولها الأقاليم الأربعة التى تكون سويسرا، كما ساعدت بحيرة مالار بالسويد على الوحدة السياسية حولها حتى الوقت الحاضر. ولعل دور البحيرات كعامل ربط بين الشعوب المحيطة بها يرجع إلى الدور الاقتصادي الذى يقوم به، فعلى مائها العذب يعتمد الاقتصاد مثل البحيرات العظمى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ولكندا، فهي أحسن وسيلة للنقل، وتقع عليها أهم المدن الصناعية فى الولايات المتحدة وكندا.

لكن البحيرات يمكن أن تكون عامل فصل بين الدول عندما تكون فى منطقة بعيدة عن التجمع البشرى، وعندما تكون صغيرة وقليلة الأهمية، أو تعيش حولها قبائل بدائية لا تعرف للحدود أهمية. وفى هذه الحالة لا تكون للحدود أهمية كعامل ربط بقدر ما هى عامل فضل. وقد كانت المشكلة هي في موقع الحدود السياسية بالنسبة للبحيرة، فإن وجود الحدود داخل البحيرة يحدد لمواطني الدول المجاورة أين تنتهى مناطق سيطرتهم واستغلالهم للبحيرة سواء فى الملاحة أو الصيد أو الحفاظ على المياه من التلوث حيث تلجأ بعض الدول إلى إلقاء مخلفات الصناعة فى البحيرات مما يلوث مياهها كما أن تنظيم الملاحة وتحصيل الضرائب من السفن يجب أن يوضع فى الاعتبار عند تخطيط الحدود السياسية.

وقد قامت الكثير من المشكلات عند تحديد الحدود السياسية للبحيرات، فبعض الدول تسعى لأن تكون الحدود السياسية مع الشواطئ بحيث تصبح مياه البحيرة فى حوزتها، بينما يطالب البعض الآخر بأن تكون الحدود فى وسط البحيرة. وقد أمكن فى النهاية الوصول إلى اتفاق على أن ترسم الحدود على شكل شبكة من الخطوط التى تمتد بين كل زاوية من زوايا البحيرة مع مراعاة جميع التعاريج ثم تنصف تلك الخطوط.

وقد عقدت اتفاقيات بين دول شرق أفريقيا المتاخمة للبحيرات الكبيرة فى هذه المنطقة لتحديد نصيب كل دولة من المسطحات المائية لهذه البحيرات. وبالنسبة لبحيرة فكتوريا أمكن تقسيمها إلى عدة أقسام غير متساوية ليس بناء على الخطوط الوسطى وإنما بناء على خطوط الطول ودوائر العرض التى تنتهى بها الحدود على شواطئ البحيرة. كما يتفق الحد السياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية و كندا مع بحيرات سوبريور وميتشجان وهورن  وإيرى وأنتاريو, وهذا الحد السياسي لا يمثل مشكلة بين الدولتين فى الوقت الحاضر نظرا لما بينهما من علاقات طيبة وحسن جوار. وفى سويسرا تتفق أجزاء من حدودها مع البحيرات مثل بحيرة لوجانو وماجوار بين إيطاليا وسويسرا، ومثل بحيرة فيكتوريا بين تنزانيا وأوغندا، وبحيرتي ألبرت وإدوارد بين أوغندا وزائير، وبحيرة تنزانيا بين تنزانيا وزائير.