أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2021
2321
التاريخ: 21-7-2016
1424
التاريخ: 23-12-2021
2034
التاريخ: 21-7-2016
1420
|
للإنسان ظاهر وباطن، او سر وعلن. أما ظاهرة فواضح له ولغيره وأما باطنه وسره فلا يعلمه إلا الله، وهو بعيوب نفسه وملكاتها ابصر من غيره يعرف خلجاتها، وميولها، واهواءها ، واحاسيسها.
وهي التي تدفعه إل ما تهوى وما تميل إليه، وهذه الميول الداخلية لا يعرفها إلا صاحبها حتى تظهر على فلتات لسانه ، او صفحات وجهه، او على سلوكه الشخصي.
فهناك تلازم بين الظاهر والباطن فما يضمره الإنسان في نفسه لابد وان ينعكس على ظاهره يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (ما اضمر احد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه)(1)
وكما يقول الشاعر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم. إذن لا بد للعاقل ان يضع تلك الأحاسيس والميول في ميزان العقل والشرع ويميز بين ما يهديه إلى الخير، وما يرديه في مستنقع الشر، وهذا هو السبيل الوحيد والخطوة الاولى لإصلاح النفس، فما لم يحكم الإنسان عقله في ميوله، ونوازعه فلا يمكن ان يطيع رسولاً هادياً، او مرشداً مصلحاً ابداً.
إذن لما كان الإنسان ابصر بنفسه من غيره فيجب ان يعالج نفسه بنفسه ويختار لها اصلح العلاجات، يقول امير المؤمنين (عليه السلام).
(واعملوا انه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ وزاجر لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ )(2) ويقول (عليه السلام) : (ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ)(3).
وإصلاح النفس يتطلب من الإنسان رؤية واضحة لمسيرة حياته، وتحديداً دقيقاً لأهدافه فيها ضمن الحدود الشرعية، ومراقبة دقيقة لنفسه، فيما تهوى وتحب، وفيما تبغض وتنفر، وفيما تنجذب إليه، وتنكمش منه وان يعد عليها زلاتها، ويحصي عليها نواقصها، ثم يعمل على إزالة العيوب، وإكمال النواقص ... وهذا لابد له من إرادة قوية وعزيمة ماضية ، ونية صادقة ، وطريقة سليمة ... فإذا توفرت هذه المستلزمات فقد وضع الإنسان نفسه على جادة الصواب وحينئذ يبدأ بالارتقاء في سلم الكمال رويداً ... ولا بد أن نعلم ان هذا طريق طويل، ومسير صعب عسير لا يستمر به إلا ذو الهمم العالية والعقيدة الراسخة ، والإرادة القوية ، والعزم الذي لا يتزلزل ، والجهد والجهاد المتواصل بلا كلل ولا ملل، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (كلما زاد علم الرجل زادت عنايته بنفسه وبذل في رياضتها وصلاحها جهده)(4).
ونختم هذا البحث بما ورد عن ائمة الهدى من انوار الإلهية، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):
(اعجز الناس من قدر ان يزيل النقص عن نفسه فلم يفعل)(5).
(نظر النفس للنفس العناية بصلاح النفس)(6).
(من اجهد نفسه في إصلاحها "صلاحها" سعد)(7)
(لا تترك الاجتهاد في إصلاح نفسك فإنه لا يعينك إلا الجد )(8)
(العارف من عرف نفسه فاعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها و يوبقها)(9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة قصار الحكم : 26.
(2) نهج البلاغة خطبة : 90.
(3) نهج البلاغة قصار الحكم : 89.
(4) الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 237 .
(5) الشيخ النوري، مستدرك الوسائل : 11/324 .
(6) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 235 .
(7) المصدر نفسه : 237.
(8) المصدر نفسه : 237.
(9) المصدر نفسه : 239 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|