أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-14
204
التاريخ: 26-11-2014
6258
التاريخ: 31-12-2021
2100
التاريخ: 6-4-2022
2699
|
لقد قلنا ان كثيرا من السور والآيات ترتبط بالحوادث والاحداث التي وقعت ايام الدعوة كسورة البقرة والحشر العاديات (1) ، او نزلت لحاجات ضرورية من الأحكام والقوانين الاسلامية كسورة النساء والأنفال والطلاق وأشباهها (2).
هذه القضايا التي سببت نزول السور أو الآية هي المسماة بـ«أسباب النزول» ، ومعرفتها تساعد إلى حد كبير في معرفة الآية المباركة وما فيها من المعاني والاسرار.
ومن هنا اهتم جماعة من محدثي الصحابة والتابعين بأحاديث أسباب النزول ، فنقلوا احاديث كثيرة من هذا القبيل.
هذه الأحاديث من طرق أهل السنة كثيرة جدا ربما تبلغ عدة آلاف حديثا ، وأما من طريق الشيعة فهي قليلة وربما لا تبلغ الا عدة مئات. ويلاحظ أن كل هذه الأحاديث ليست مسندة وصحيحة بل فيها المرسل الضعيف أيضا ، والنظر والتأمل فيها يدعو الانسان إلى الشك فيها ، لأنها :
أولا سياق كثير منها يدل على أن الراوي لا ينقل السبب من طريق المشافهة والتحمل والحفاظ ، بل ينقل قصة ما ثم يحمل الآيات عليها حملا ويربطها بها ربطا ، وفي الحقيقة سبب النزول الذي يذكره انما هو سبب اجتهادي نظري وليس بسبب شاهده بالعيان وضبطه بحدوده الدقيقة.
و الشاهد على ما نقول التناقض الكثير في هذه الأحاديث ونعني به أن الآية الواحدة يذكر فيها عدة أحاديث في أسباب النزول يناقض بعضها بعضا ولا يمكن جمعها بشكل من الأشكال حتى في بعض الآيات يذكر عن شخص واحد كابن عباس مثلا أسبابا للنزول لا يمكن الجمع بينها.
ان ورود هذه الأحاديث المتناقضة المتهافتة لا يمكن حمله الا على أحد محملين : اما أن نقول ان اسباب النزول هذه نظرية اجتهادية وليست بنقلية وكان كل محدث يحاول أن يربط بين قصة ما والآية ربطا لا حقيقة له في الخارج ، أو نقول بأن هذه الأحاديث كلها أو جلها مدسوسة ليس لها ظل من الواقع.
مع ورود هذه الاحتمالات تسقط أحاديث أسباب النزول عن الاعتبار ، ولهذا لا يمكن الاطمئنان حتى على الأحاديث التي أسانيدها صحيحة ، لأن صحة السند يرفع الكذب عن رجال السند أو عدم تضعيفهم ، ولكن احتمال الدس أو أعمال النظر الخاص يبقى بحاله.
وثانيا ثبت تاريخيا أن الخلافة كانت تمنع عن كتابة الحديث ، وكلما كانوا يعثرون على ورقة أو لوحة كتب فيها الحديث كانت تحرق ، وبقي هذا المنع إلى آخر القرن الأول الهجري ، أي لمدة تسعين سنة تقريبا.
هذا المنع فتح للرواة طريق النقل بالمعنى ، وكان الحديث يمنى بتغييرات كلما حدث راو إلى راو آخر حتى أصبحت الأحاديث تروى على غير وجهها. وهذا واضح بين لمن راجع قصة ورد فيها أحاديث طرق مختلفة ، فان الانسان ربما يشاهد حديثين في قصة واحدة لا يمكن اجتماعهما في نقطة من النقاط وشيوع النقل بالمعنى بهذا الشكل المريب هو أحد الأشياء التي تسبب عدم الوزن لأحاديث أسباب النزول وقلة اعتبارها.
ان شيوع الدس في الحديث والكذب على الرسول ودخول الاسرائيليات في الروايات وما صنعه المنافقون وذوو الاغراض بالإضافة إلى النقل بالمعنى وما قيل في الوجه الاول.. كل هذا قلل من قيمة أحاديث أسباب النزول وأسقطها عن الاعتبار.
______________________________
(1) نزلت سورة البقرة في السنة الأولى من الهجرة ، كثير من آياتها في تقريع اليهود الذين كانوا يقفون دون التقدم الاسلامي ، وبقية آياتها في تشريع بعض الأحكام كتغيير القبلة وتشريع الصوم والحج وغيرها. وسورة الحشر نزلت في خصوص جلاء يهود بني النضير ، وسورة العاديات نزلت في خصوص أعراب وادي يابس أو غيرهم.
(2) سورة النساء تتحدث عن أحكام الزواج وارث المرأة ، وسورة الأنفال تتحدث عن غنائم الحرب والأسراء ، وسورة الطلاق تتحدث عن خصوص أحكام الطلاق.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|