وهي تتصل بطبيعة الصحيفة كوسيلة اتصال جماهيرية تعتمد على الكلمة المطبوعة، ولها وظائفها ، وأهدافها، وسياساتها، وجمهورها، ومضمون ذو طبيعة خاصة مجملة، ونعني بها محاولة لغة الصحافة إلى جانب المحافظة على المكونات الثلاثة السابقة، أن تحافظ على خصائص أخرى في الأسلوب من أهمها: البساطة والإيجاز والتأكيد والأصالة والاختصار والصحة.

ويمكن ترجمة الصحة الأسلوبية الخاصة للصحيفة في الجوانب الأسلوبية، أو المعايير التالية التي ينبغي أن يراعيها المحرر الصحفي عند كتابة مادته الصحفية في نصوصها المختلفة الإخبارية وغير الإخبارية، وهي:

1- الاستغناء عن الكلمات الزائدة كأدوات التعريف التي لا لزوم لها ، وظروف المكان والزمان وأحرف الإضافة واحرف الربط التي لا ضرورة لها ، كما يجب الاستغناء عن الجمل الطويلة وكل تكرار.

2- استخدام الألفاظ البسيطة الواضحة، وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة تفضيل الكلمات القصيرة المألوفة، كما يجب عدم استخدام صفة أو صبغة أفعل في التفضيل لأنها تقلل من دقة الخبر، فعبارة "مثيرة " أكثر دقة من "أكثر المباريات إثارة". كما ينبغي العناية في استخدام الفعل المضارع ولاسيما في العناوين وتجنب استخدام الألفاظ والعبارات التي تحمل معنيين أو التي تنطوي على تنافر لفظي. ويفضل المبنى للمعلوم على المبني للمجهول عند التحرير الصحفي، إلا أن استخدام المبني للمجهول في بعض الأحيان يضيف إلى الأسلوب قوة. وينبغي تجنب استخدام الجمع المركب فالطريق يجمع على طرق لا طرقات، وطرقات هنا جمع للجمع. ومن الضروري تجنب جمع أسماء الجنس؛ لأن مفردها يؤدى الجمع مثل المطر بدلاً من الأمطار، كما يجب استعمال التثنية في مواضعها الصحيحة، فمن الخطأ القول "سار على أقدامه إلى المعهد العبارات ولكن يقال "سار على قدمية".

3- على المحرر أن يحترم قدسية الخبر ويسوق أخباره خالية من كل رأى، وذلك بالتزامه الموضوعية عند التحرير واستخدامه العبارات والألفاظ بدقة.

4- ألا يزيد عدد الفقرة الواحدة على 75 كلمة، وألا تزيد الفقرة على أربع جمل. وقد ينقص عدد الجمل إلى جملة واحدة في الفقرة، والجمل الطويلة تسوق القارئ إلى الملل، الأمر الذي يجعله يترك الخبر مكتفياً بالعناوين، ويشتمل السطر على 30-35 حرفاً ، وتقسيم الموضوع إلى فقرات ينبغي ألا يطغى على وحدة الخبر ولا على ما فيه من تجانس وتأكيد - وتفضيل الجمل البسيطة القصيرة لا يعني تهلهل الأسلوب وتداعيه.

5 - أن يتضمن الخبر بياناً سافرا أو مضمراً للمصدر الذي استقى منه. فعلى المحرر أن يذكر مصدر المعلومات صراحة أو أن يدع المصدر مضمرا في الخبر، أو يتعمد إخفاء مصدر الخبر ليحمى فرداً معيناً أو لتكون له مزية إخبارية. ولكن عند ذكر مصدره في جميع فقرات الخبر الذي يرويه أن ينقل الكلام المصدر بنصه بين قوسين أو أن ينقل فحوى هذا الكلام دون حاجة إلى إيراده بين قوسين. كما أنه من المستحسن التغيير في الأسلوب عند نقل بعض الآراء باستعمال الكلمات: (قال) (صرح) (أعلن) (أذاع) (أصر) (أشار) إلى غير ذلك.

 6- ترتيب الخبر ترتيباً حسناً منطقياً كان أو زمنياً. ويجب على المحرر أن يحلل الأحداث وأن يربط بينها ليجعل منها قصة إخبارية مترابطة تدور حول محور رئيسي.

7- استخدام الألفاظ المعـربـة الأكثر استعمالاً من الألفاظ العربية مثل: الديمقراطية والديكتاتورية والأرستقراطية والاستراتيجية والدبلوماسية والحرب الباردة والتكتيك الحربي إلى غير ذلك.

8- استخدام الألفاظ المستحدثة حتى ولو ظهرت غريبة بالنسبة للقارئ في بادئ الأمر.

9 - استخدام علامات الوقف (الترقيم) ضرورة لوضوح الأسلوب ولسهولة فهم القارئ له كالنقطة، الفاصلة، علامات الوقف الاستدراكي ( : ) ، الفاصلة المنقوطة (;) الشرطة (-)، الهلال ( )، أقواس الاقتباس المزدوجة " " والمفردة ( ) ولكل منها وظيفة وأسلوب في الاستخدام.

 10- الحرص على إيراد الاسم الكامل للشخص في أول الخبر، ولا مانع بعد ذلك من ذكر جزء من اسمه كما يجب الحرص على الألقاب العلمية والمدنية أو غيرها ، لأن هذه الألقاب تصبح مع الوقت جزءا من شخصية حاملها - وإذا كان الشخص لا يحمل لقبا فيمكن وصفه بالسيد إذا كان عربيا (مثلما تفعل صحيفة الأهرام المصرية)، وإذا كان على الصحفي أن يتحرى الدقة في الخبر، فعليه أن يقوم بذلك بالنسبة للأسماء والألقاب والمناصب ، لأن الخطأ فيها قد يسبب خلطا بين شخصيتين.

۱۱- مراعاة النصائح الخاصة بالأرقام، لتسهيل القراءة، ويحسن كتابة الأرقام من واحد إلى تسعة بالحروف، وفيما عدا ذلك يكتب بالأرقام، ويكتب كل رقم تبدأ به من الجملة، وكذلك أرقام القرون وبعض الجمل مثل واحد في المائة أو خمسة في كل عشرين بالحروف. أما الأرقام فتكتب للدلالة على مبالغ المال ونتائج المباريات ولتغيير الوقت وفي الإحصائيات وعند استخدام الكسور الصحيحة مثل 5.7 وكذلك في ذكر التواريخ أو ع التعبير عن ٢ مليون أو ١٢ ألف. إلا أنه يستحسن هجاء الكسور إذا لم يأت بعدها عدد .

ويبقى سؤال في غاية الأهمية وهو: هل الأسلوب الصحفي أو لغة الصحافة لها مستوى تعبيري واحد يطبق في كل المواقف للتحرير الصحفي الإخبارية منها أو الـتـفـسـيـريـة أو الاستقصائية أو أشكال الرأي؟ يرى الـدكـتـور مـحـمـود أدهم أن مستويات التعبير العملي الصحفي التحريري (أو أسلوب التحرير الصحفي) تختلف باختلاف الفنون والأنماط والأطر حيث تقترب حينا من المستوى الأدبي، وتتغير في حين آخر عنه، كما تقترب حينا من المستوى العلمي، وتتغير في حين آخر عنه وهكذا ، وحيث نجد أمامنا في النهاية هذه المستويات الكتابية أو التحريرية أو البيانية الصحفية، بما لها من خصائص ومعالم وأسس فنية