تفسير قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} |
4100
03:24 مساءاً
التاريخ: 10-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-06-2015
1791
التاريخ: 14-06-2015
1611
التاريخ: 14-06-2015
1653
التاريخ: 9-05-2015
1504
|
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ
وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 33] .
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً
وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ} الطاء في
اصطفى بدل من تاء الافتعال في مثل اختار اي اختاره صافيا من الخليط والاختلاط. فقد
يكون الصفاء من حيث الاندماج والاختلاط بالغير والمساواة له فيصطفي بالرسالة كقوله
تعالى في شأن موسى في سورة الأعراف {إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف
: 144] او للملك ونصرة الدين كما في سورة البقرة في شأن طالوت {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ} [البقرة
: 247] او على سائر الأمم الوثنية باعتبار الانتساب إلى التوحيد ونبذ الأوثان كما
في سورة فاطر {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [فاطر
: 32] . او من الاختلاط بصنف آخر كما في سورة الصافات {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} [الصافات
: 153] او من حيث التخليص عن الشركاء وتمييزه عن المشترك من جنسه كاصطفاء
الرسول من الغنائم ما يختار أو من حيث التخليص من الشرك وسفاهة الأهواء كما في
سورة البقرة {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ
الدِّينَ} [البقرة : 132] او باعتبار التقدم في اختيار
الإيمان والدعوة اليه كما في سورة البقرة في شأن ابراهيم {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} [البقرة
: 130] وكما في سورة ص في شأنه وشأن اسحق ويعقوب {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} [ص
: 47] فجهة الاصطفاء والصفاء تعرف من مقام الكلام وقرائنه ولأن اللّه لم يذكر بين
آدم ونوح في هذه الآية «شيئا» هبة اللّه و«إدريس» الصديق النبي عرف ان هذا
الاصطفاء فوق مقام الصلاح والنبوة بل هو في أمر الدعوة العامة، والإمامة للناس
وزعامتها الكبرى . ولم يذكر ابراهيم في هذه الآية لأنه ذكر جعله الناس إماما وأن
اللّه اصطفاه في الدنيا أي لذلك كما في سورة البقرة 118و124 وفي مجمع البيان في
قوله تعالى {وَآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ} قيل
أراد نفس ابراهيم ونفس عمران انتهى وفيه مع غرابته في اللفظ ومخالفته للمأثور ان
عمران سواء كان أبا موسى او أبا مريم ام المسيح ليس ممن له هذا المقام الخاص من
الاصطفاء على العالمين. وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال هم المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل
يس وآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن الصادق
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام ان امير المؤمنين عليا (عليه السلام)
أمر الحسن (عليه السلام) ان يخطب فخطب ونزل فقال (عليه السلام) { ذُرِّيَّةً بَعْضُها
مِنْ بَعْضٍ واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وعن تفسير الثعلبي مسندا عن الأعمش عن أبي وائل
قال قرأت في مصحف ابن مسعود ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل محمد على
العالمين. وفي التبيان وفي قراءة اهل البيت وآل محمد على العالمين. وقالوا ايضا
ان آل ابراهيم هم آل محمد الذين هم اهله وكذا في مجمع البيان.
وتفصيل الكلام ان الشيخ الطوسي روى في
اماليه عن محمد بن ابراهيم قال سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقرأ وآل ابراهيم
وآل عمران وآل محمد على العالمين.
وفي تفسير القمي قال العالم نزل آل ابراهيم وآل
عمران وآل محمد على العالمين.
ونحوه عن تفسير العياشي عن أيوب عن
الصادق (عليه السلام). وعن أبي عمر الزبيري عنه (عليه السلام) نحوه وايضا عن هشام
بن سالم سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً} فقال هو
آل ابراهيم وآل محمد على العالمين فوضعوا اسما مكان اسم.
أقول وهذه الرواية معارضة بما يرجح عليها مما دل
على ثبوت آل عمران في القرآن فلا بد من صرفها عن ظاهرها ويعارض ما تقدم رواية العياشي عن
سدير عن الباقر (عليه السلام) قال إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ
إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ
قال نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.
وعن أبي حمزة عن الباقر (عليه السلام) انه استشهد
بالآية وقرأها على ما هو المرسوم في المصاحف.
وفي العيون بسنده عن الريان بن الصلت ان الرضا
(عليه السلام) قرأها كذلك محتجا.
وفي غيبة النعماني بسنده عن جابر الجعفي عن
الباقر (عليه السلام) ان صاحب الأمر عجل اللّه فرجه يحتج عند ظهوره بالآية على ما
هو مرسوم على انه أولى الناس بنوح وابراهيم ، وعن الشيخ الطوسي بسنده عن يونس
ابن حباب عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) ان رسول اللّه في خطابه
لأمير المؤمنين تلا الآية على النحو المذكور.
وهذه الروايات أوضح سندا من الأولى واسلم من
التعارض والتدافع فيما بينها وأولى بالترجيح. ويمكن الجمع بأن آل محمد (صلى الله عليه
واله وسلم) كانوا مقصودين في التنزيل من آل ابراهيم بنص الوحي على الرسول في ذلك.
وربما أثبت في مصحف علي امير المؤمنين (عليه السلام) ومصحف ابن مسعود بعنوان
التأويل المقصود عند التنزيل كما ذكرناه في المقدمة في أواخر الكلام على روايات
فصل الخطاب. والظاهر ان موسى (عليه السلام) ورسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)
والأئمة الذين لهم الإمامة والزعامة العامة الكبرى هم القدر المتيقن في المراد من
آل ابراهيم. واما إسماعيل وإسحاق ويعقوب فلم يعلم ان مقامهم في النبوة والزعامة
فوق مقام شيث (عليه السلام) وإدريس اللذين أهملا من اصطفاه هذه الآية كما ان
الظاهر من عمران انه عمران ابو مريم أم المسيح وانه ذكر لخفاء الاشارة الى
المسيح بعموم آل ابراهيم مع اقتضاء المقام للاشارة اليه بنحو جلي ويشهد له ايضا
قوله تعالى بعد هذه الآية إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ إلى آخر قصة المسيح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|