ترجع أهمية الجيوبولتيك لأى دولة من دول العالم لعظمة إسهامه في تحديد أسس البقاء للدولة ونموها وازدهارها، وعلي ضوئه يتم تحديد أبعاد الأمن القومي، وبالتالي تشكيل الأهداف والمصالح القومية. كما أنه يؤدي إلي طرح بدائل العمل السياسي والمناورة السياسية لمتخذي القرار، ومن ناحية إنه يضع أسس تقويم قوة الدولة بالنسبة لموقعها الجغرافي، وتحديد اتجاهات وقنوات استخدامها، وبالتالي يمكنه تشكيل علاقة الدولة بالمجتمع الإنساني بصورة تخدم مصالحها وتؤمن أهدافها ومطالبها المتعددة بشكل أقرب إلي الواقعية والعقلانية.

علي الرغم من أهمية هذا العلم نجد أنه يعد من العلوم غير المألوفة لدي الدارسين ويمكن إرجاع ذلك إلي ما يلى:

١- ضيق دائرة المهتمين بهذا العلم بحيث لا تتعدي نطاق المسؤولين من اتخاذ القرار السياسي والعسكري للدولة.

٢- ارتباط هذا العلم من حيث نشاه وتطوره بالمدرسة الجيوبولتيكية الألمانية، والتي قام الرايخ الثالث علي معظم تعاليمها ومبادئها، فضلا عن أثره البالغ في سياسة هتلر التوسيعية.

٣- الحظر الذي تفرضه الدول العظمي علي نشر هذا العلم مما يضيق دائرة المهتمين به.

٤- عدم اهتمام الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا ومراكز البحوث الاستراتيجية والقيادات الإدارية والتنفيذية والسياسية الي تدريسه والإشارة الي تعلمه والسعي الي الإفادة منه.

ه- يختص الجيوبولتيك بدراسة الدولة من الوجهة السياسية ولكنها لا تنظر لها كمفهوم استاتيكي بل ككائن حي. كما تدرس الجيوبولتيك العلاقات الداخلية والخارجية بين الأرض والسكان من وجهة نظر قومية وتعتنق فلسفة خاصة من فلسفة القوة وإن الضرورة لا تعرف قانوناً وتستخدم التاريخ القومي لخدمة الأهداف.

٦- يركز الجيوبولتيك اهتمامه علي مطالب الدولة من حيث المساحة وكشفت الدراسات الموضوعية عن خمسة عناصر رئيسة في رأى مفكريه فيما يختص بمساحة الدولة وهذه العناصر هي:

أ- الاكتفاء الذاتي

ب- المجال الحيوي

ج- الفكر الإقليمي

ء- الصراع بين القوة البرية والبحرية

هـ - الحدود السياسية بين الدول

٦- يهتم الجيوبولتيك بالوضع في المستقبل مثال لذلك هل المساحة تكفي الدولة؟ إذا لم تكن الإجابة بالإيجاب كيف ستحل هذه المشكلة ؟ وفي أي اتجاه يجب أن يحدث التغيير ؟ لاشك أن الإجابة علي هذه الأسئلة تحدد الوضع القومي والاقتصادي للدولة وتؤثر علي علاقتها الخارجية. وفي هذه الحالة وعندما لا تكفي المساحة للشعب، فان الجيوبولتيك يعطي الحق للدولة القوية في أن تنمو علي حساب الدولة الضعيفة وبهذه الصورة يؤدى الجيوبولتيك إلي الحرب.

٧- أقر المفكرون بأن مفهوم الجيوبولتيك أشمل من الاستراتيجية وذلك لأنها تدرس أي موقف من المواقف مفسرة إياه في ضوء البيئة الجغرافية، ثم تصنع الأهداف له (الاستراتيجية)، وتوصي بالوسائل التي يجب إتباعها لتحقيق أهداف الموقف (التكتيكية)، ويؤمن الجيوبولتيك بفكرة أن الغاية تبرر الوسيلة، ومن ثم يحاول أن يجد مبررات للسلوك السياسي للدولة.