وحدة الأصل:

يقصد بها وحدة العرق Stock ، و هي تمثل عنصر مهم في بناء الدولة القومية، وبهذا تبدو الأمم كمجتمعات تاريخية ينتسب كل منها إلى نسب مشترك، بمعنى أن أصول أمم اليوم ترجع لقبائل الأمس، وهذا التأصيل التاريخي يطرح وجهة نظر تطورية ترجع كل أمة إلى شجرة أنساب خاصة منفردة.

وتشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن العراق يسكنه أعراق عدة نزحت إليه عبر العصور التاريخية للاستقرار على ضفاف أنهاره. فالعرب وهم الأغلبية ينتمون إلى سلالة البحر المتوسط، ويمثلون أحفاد الساميين الذين استوطنوا العراق قديما، وينتمون إلى المجموعة العرقية التي ينتمي لها الكلدو آشوريين، وموطنهم الأصلي هو شبه جزيرة العرب ، خرجوا منه مهاجرين إلى العراق في العصر الحجري الحديث بسبب الجفاف الذي حلى بها .

وينتمي الأكراد إلى شعوب زاجروس المتوطنة جنوب بحيرة وان، ويعود أصلهم إلى السلالة الكوردية، فهم من قبائل هندو أوربية سكنت المنطقة منذ قديم الزمان ، وينتمي التركمان إلى السلة التركية ويعود أصلهم لقبائل الأتراك في آسيا الوسطى، والذين استوطنوا العراق بين من العصر الأموي. والكلدو- آشوريين رغم تأكيد الأبحاث الأنثروبولوجية والتاريخية على أنهم عرب في الأصل، إلا إنهم يؤكدوا على أن أصلهم يختلف عن العرب وأنهم أحفاد العراقيين القدماء الذين سكنوا العراق قبل العرب.

وبجانب ذلك يوجد في العراق أقليات عرقية أخري مثل الفرس و الأرمن والأفغان، ويوضح الدكتور قسطنطين زريق تنوع أصول الشعب العراقي ) التعدد العرقي ) بقوله " جمع هللا في العراق مزيجا من الأجناس والأعراق قل أن تجد له مثيلا في أي بقعة على الأرض ". وبناء على ما سبق يتضح انه لم تتحقق في العراق وحدة الأصل، بل به سلالات متعددة نتج عنها تنوعا عرقيا فريدا.