كانت دولة سبا تقع بين معين في شمال اليمن وقتبان في الجنوب(1)، وكان لفظ ((سبئ)) يطلق بصفة عامة على جميع تجار العرب(2) لما كان لرعايا تلك الدولة من شهرة عظيمة وقتذاك.

قامت دولة سبا مجاورة ومعاصرة للدولة المعينية، ولما قوي شوكة السبئيين واشتدد امرهم انتزعوا سلطان معين، واسسوا دولتهم في الجزء الجنوبي من جزيرة العرب واتخذوا من قلعة صرواح عاصمة لدولتهم(3).

تنسب دولة سبا الى ((عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان))، الملقب باسم سبا(4)، لانه كان اول من سبى من العرب(5)، كما قتل من الأمم وسبي من الذراري والعيال الكثير(6)، وكان من اشهر أبنائه حمير وكهلان اللذان يرجع اليهما نسب القبائل العربية الجنوبية.

كان هناك مملكة قوية على درجة عالية من الرقي والازدهار في سبا منذ القرن العاشر قبل الميلاد، تراسها ملكة، وكان لهذه الملكة نفوذ كبير على الجهات الشمالية المتاخمة لحدودها في تيماء ومعان وديدان (العلا)، كما كانت لها السيادة على الطرق التجارية التي تربط جنوب غرب جزيرة العرب ببادية الشام وبادية سيناء ومصر(7). وليس ادل على ما بلغته هذه المملكة من الحضارة والقوة والازدهار ان ذكرت في القران الكريم بقوله تعالى:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  O'Leary: Arabia before Muhammad, p. 93.

(2) O'Leary: PO. CIT, P. 86 .

(3) صرواح: هو كل بناء مرتفع، ياقوت: معجم البلدان، جـ3، ص402.

(4) الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ1، ص211.

(5) ابن قتيبة: المعارف، ص271.

(6) ابن كثير: البداية والنهاية، جـ2، ص158.

(7) الويس موسل: شمال الحجاز (مترجم)، الإسكندرية، 1952، ص96 – 97.