المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المؤسسات العامة للاتحاد الأوروبي - المجلس الأوروبي
2-1-2021
دعاؤه (عليه السلام) على طلحة والزبير
1-5-2016
نسبية الطول
24-7-2016
من تراث المرتضى: الأخلاق والتربية
4-5-2022
الطريقة الألمانية لعمل الأطلس
23-11-2018
المستوى الصحفي (العلمي)
6-10-2021


الاهتمام بالولد  
  
2036   01:28 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص74-75
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-22 1499
التاريخ: 12-1-2016 1919
التاريخ: 26-10-2017 2596
التاريخ: 12-1-2016 1757

إن ذوي المكانة والكرامة يهتمون بأولادهم ويعملون لخيرهم وسعادتهم، وسبب هذا الاهتمام هو مسؤولية الأب أولا، والضرورة الأخلاقية والوجدانية ثانياً التي تفرض على الأب أن يفكر ويهتم بهذا المولود الجديد الذي لم يأت إلى عالم الوجود بملء ارادته.

يطمح الاباء غالبا إلى تربية أولادهم خلقياً وعاطفياً تحت اشرافهم مباشرة حتى يكونوا سببا لفخرهم وفرحهم، ولكن وللأسف ان بعض الاباء يعتقدون بان أولادهم بحاجة إلى المأكل و الملبس والمسكن فقط. وهذا هو سبب التفريط بالتربية.

كما يعتقد البعض الآخر بان الولد هو عبد لوالده فلا يهتم بتربيته ولا يحترمه ابداً، وقد يبذل الاب جهدا معينا من اجل ولده، لكنه يمن عليه ويعتبره نوعا من الإحسان اليه في حين انه مكلف بمراعاة الأصول والضوابط الانسانية بشأنه وانه مدين له في هذا المجال.

فالأب مسؤول عن تربية ولده ولا بد أن يقوم بها باهتمام بالغ وحذر شديد.

ينبغي على الأب أن يكون نبها لوجود مخاطر تهدد مسيرة بناء الطفل ونموه في حياته الحالية والمستقبلية، فما اكثر الأطفال الذين انحرفوا عن جادة الصواب بسبب اهمال الأب أو ولي الأمر وتسامحه في مجال التربية.

وفي مقابل ذلك نرى أطفالا ساروا على طريق الهداية والتكامل لان لهم اباء ملتزمين وحذرين وليس بسبب المستوى الدراسي للاب وفضله.

إن اهتمام الأب بتربية أولاده هو من حقوقهم الواجبة إضافة إلى انه امر أخلاقي في الوقت نفسه، ولا بد أن يتم ذلك بأحسن شكل وبأقصى سرعة حتى يمكن سد الطريق أمام مختلف الانحرافات. فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة قوله : (... فبادرتك بالأدب قبل ان يقسو قلبك ويشتغل لبك).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.