أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
11690
التاريخ: 2024-05-21
902
التاريخ: 18-11-2015
18160
التاريخ: 4-11-2021
2304
|
التهذيب 7/ 496- خطئ الرجل خطأ فهو خاطئ وأخطأ : إذا لم يصب الصواب.
ويقال قد خطئت إذا أثمت ، فأنا أخطأ وأنا خاطئ خطئا- {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } [الإسراء : 31]. وأبو الهيثم يقول : خطئت : لما صنعه عمدا وهو
الذنب. وأخطأت : لما صنعه خطأ غير عمد . وقال الليث : الخطيئة فعيلة وجمعها كان
ينبغي أن يكون خطائئ بهمزتين ، فاستثقلوا التقاء همزتين فخفّفوا الآخرة منهما ثم
جعلوها كاليتامى.
مقا- والخطاء من هذا [من الخطو] لأنّه
مجاوزة حدّ الصواب. يقال أخطأ إذا تعدّى الصواب ، وخطئ يخطأ : إذا أذنب ، وهو قياس
الباب لأنّه يترك الوجه الخير.
مصبا- والخطأ : مهموز بفتحتين ضدّ الصواب ،
ويقصر ويمدّ ، وهو اسم من أخطأ فهو مخطئ. قال أبو عبيدة : خطئ خطأ من باب علم ،
وأخطأ بمعنى واحد ، لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره : خطئ في الدين وأخطأ في كلّ
شيء عامدا كان أو غير عامد. وقيل : خطئ إذا تعمّد ما نهى عنه فهو خاطئ وأخطأ إذا
أراد الصواب فصار الى غيره ، فان أراد غير الصواب وفعله قيل- قصده أو تعمّده.
والخطاء : الذنب تسمية بالمصدر. وخطّأته : قلت له أخطأت أو جعلته مخطئا.
الفروق ص 193- الفرق بين الإثم والخطيئة :
أنّ الخطيئة قد تكون من غير تعمّد ، ولا يكون الإثم الّا تعمّدا. ثمّ كثر ذلك حتّى
سمّيت الذنوب كلّها خطايا.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة هو ما
يقابل الصواب ، ثمّ انّ الخطاء امّا في الحكم أو في العمل أو في تعيين المصداق
والموضوع.
والخطاء في الحكم أي في فهمه والعلم به
وتعيينه : أشدّ أثرا وآكد قبحا ، فانّه- من التقصير الّذى لا يعدّ صاحبه معتذرا
ولا يقبل عذر المقصّر. وبعده الخطاء في العمل فانّ العامل لازم له أن يراقب في
عمله ويحسنه ويحتاط فيه حتّى يصيب ، وبعده الخطاء في الموضوع وتعيينه : وهو أقلّ
محذورا وملامة.
وأمّا التعمّد في عمل قبيح وارادة فعل مخالف
: فلا يعدّ من الخطاء ، بل هو العصيان فلا يصدق الخطاء إذا أريد الخلاف والمعصية.
ويدلّ عليه قوله تعالى- {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ
فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب : 5] - فالخطاء في
مورد العفو والرحمة- {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [النساء : 96] وأمّا العصيان والتعمّد بالخلاف فيحتاج الى امور
ومؤنة زائدة.
وظهر أنّ الخطيئة غير الإثم ، فانّ الإثم
كما مرّ عبارة عن البطؤ والتأخير في العمل ، ويدلّ عليه التقابل بينهما في قوله
تعالى {وَمَنْ
يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء : 112] - فالبهتان بالنسبة الى رمى الخطيئة ،
والإثم المبين بالنسبة الى رمى الإثم.
وانّها غير الذنب أي ضا ، فانّ الذنب
هو ما يقبح فعله ويتبعه الذمّ والعقاب ، ويدلّ عليه قوله تعالى- {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ
لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف : 97] - { وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ
مِنَ الْخَاطِئِينَ } [يوسف : 29] - يراد من الذنوب
ما فعلوا في حقّ يوسف وأبيهم من الظلم والأذى ، وهكذا ما فعلت زليخا في حقّ زوجها
وفي حقّ يوسف من سوء النيّة والقول. ثمّ عبّر بالخطاء في الأعمال في جريان تلك
الأحوال ، اعتذارا وحملا على الخطاء والاشتباه والغفلة ، بادّعاء انّ تلك الأعمال
لم تكن عن تعمّد على المعصية.
وامّا التعبير في الآية الثانية بالجمع المذكّر
: فانّ المنظور هو الخطاء من حيث هو من دون نظر الى جهة التأنيث والتذكير ،
والمراد مطلق من يخطئ من رجل أو امرأة ، والمعمول تغليب المذكّر في هذه الموارد.
ثمّ انّ الغالب من الخطاء : وقوعه في جهة
العمل ، فانّ تشخيص الوظيفة والعلم به في غاية الاشكال ، وأغلب الناس يخطئون من
هذه الجهة ، ويعملون أعمالا دون وظيفتهم ، ظنّا منهم انّهم مصيبون- {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة : 286] - { قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ
اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف : 91]- {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} [الأعراف : 161].
وقد يكون في الحكم والعمل : فيكون المؤاخذة
أشدّ- { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص : 8] - {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} [نوح : 25] { وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا
الْخَاطِئُونَ} [الحاقة : 36 ، 37] - فانّهم كانوا على خطأ في أي ام حياتهم
وفي مجارى أمورهم وفي برنامج أعمالهم وأفكارهم. ولا يخفى أنّ هذا النحو من الخطأ
الكلّى يتضمّن انواع الذنوب والآثام ، ويوجب الانحراف التامّ.
وإذا استعمل من دون قرينة وعلى سبيل الإطلاق
: فيراد هذا النحو من الخطأ الكلّى في مطلق جريان الأمور- {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً
وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} [البقرة : 81] - { لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ
كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } [العلق : 15 ، 16] ثمّ انّ هذه
المادّة قريبة من مادّة خطل وختر ، لفظا ومعنى.
فظهر أنّ الأصل الواحد في جميع مشتقّات هذه
المادّة : هو الّذي أصّلناه. وأمّا الفرق بين خطئ وأخطأ : فهو من جهة الصيغة
والهيئة ، فانّ أفعل يدلّ على جهة الصدور ونسبة الفعل الى الفاعل ، كما انّ النظر
في فعّل الى جهة الوقوع .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|