أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2021
1545
التاريخ: 6-12-2021
2071
التاريخ: 10-10-2021
1553
التاريخ: 25-11-2021
1749
|
التوسع العمراني
يعد العمران نشاطا بشريا اجتماعيا ، ارتبط نشوؤه باستقرار الإنسان وتطور بتطوره وهو من أهم الخصائص التي تميز المجتمع البشري في نشاطاته ويحوي في ثناياها تاريخ البشرية وسجل أحداثها الحافل ، العمران مفهوم مرادف للاستقرار وتعبير عن استعمال المواد الأولية المتوفرة في البيئة الجغرافية بمستويات وأشكال مختلفة تتفق مع مراحل تطور الإنسان وأماكن وجوده من اجل بناء مسكنه بغض النظر عن شكل هذا المسكن ونموذجه .
يتبع العمران في تطوره مراحل متعاقبة ولكن قد يتجاوز في بعض المناطق مرحلة أو أكثر ، لاسيما في المناطق المستوردة لنتائج التطور العمراني ولعل من أكثر أشكال العمران ثباتاً وارتباطاً بالأرض ومصداقية في التعبير هي تلك التي تتبع مدارس معينة في تطورها ، وأخذت تتراجع قدرة العمران البشري على البقاء والديمومة منذ عصور الرق والعبودية ، فلم تعد تتواجد صروح عمرانية مماثلة للأهرامات في قدرتها على البقاء في وجه عوادي الزمن ، ولا يرى في هذه الأيام اثر عمراني حديث قادر على مضاهاة حدائق بابل المعلقة في ديمومتها ، فالعمران البشري في الوقت الحاضر شديد التلبية لحاجات التطور والتحديث ومتطلبات السكان لأقصى ما يمكن من الحماية والأمان والرفاهية ولكنه في الوقت نفسه عمران غير قادر على الصمود ، لأنه في الأصل مرحلي وجاهز دوماً للاستبدال بما هو احدث وأكثر استجابة لمستجدات العصر.
أما التوسع العمراني فيعني الامتداد العمراني للاستعمالات الارض الحضرية وقد تكون هذه العملية قد تمت بشكل عشوائي غير منظم او بشكل علمي مخطط، فالعمران في اللغة العربية البنيان أي ما يعمر به البلد ويحسن حاله ، ويقال استعمره في المكان أي جعله يعمر وفي التنزيل العزيز(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).
وتعني كلمة التوسع بمفهومها العام الجهود التي تبذل في أية بيئة ، في ميادين الاقتصاد وتخطيط المدن والتعليم والصحة وغيرها ، وذلك من أجل توفير الخدمات الاجتماعية والمنافع العامة للسكان.
أما التوسع بمفهومه العمراني فيقوم على استراتيجية مؤداها، أهمية المظاهر الديموغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولهذا تسهم علوم الهندسة المدنية وعلم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والسياسة (والجغرافية) أسهاما فعالاً في عملية تخطيط المدينة, ويمثل حركة توسع المدينة عن حدودها القائمة لتشغل حيزا جغرافيا اكبر يعكس حالة التطور العمراني في المدينة.
أن ظاهرة التوسع العمراني من الظواهر البارزة التي تتمتع بها المدن، أذ لابد من وجود دوافع عدة لهذه الظاهرة وقد اختلفت دوافع التوسع تبعا لاختلاف العصر الذي تجري فيه ، اذ كانت المدن قبل قرون تحمل طابعها المميز من قلاع وأسوار وأسواق وأماكن للعبادة، تجدها عبر الزمن أخذت تبتلع في طريقها المحلات العمرانية الحضرية الصغيرة لتكون في النهاية المجتمعات الحضرية, ان توسع العمران على نطاق واسع في المدن يرجع بدايةُ الى النصف الاول من القرن التاسع عشر، الا أن دوافع النمو في القرن التاسع عشر هي غيرها في النصف الثاني من القرن العشرين وأنها تختلف بين دولة وأخرى باختلاف التقدم التكنولوجي وارتفاع المستوى المعاشي، ودرجة التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. يفسر بعض الجغرافيين هذا التباين بالزيادة الطبيعية للسكان والانتشار السكاني حول المواقع الصناعية الحديثة، بينما يوكد بعضهم الآخر على اثر النقل في نمو وتوسيع المدن، الا ان بعض الدراسات الجغرافية أشارت الى مجموعة عوامل جغرافية طبيعية وبشرية منها، تطور وسائط النقل وآثار الهجرة وأثر السطح، حيث يتجه التوسع العمراني باتجاه المناطق التي تقل فيها العوارض الطبيعية والاقتصادية بالإضافة الى اثر الحجم السكاني ومقدار السيطرة على البيئة وتطور التنظيم الاجتماعي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|