المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



بين الوهابية والخوارج  
  
2800   10:02 صباحاً   التاريخ: 28-05-2015
المؤلف : الأستاذ صائب عبد الحميد
الكتاب أو المصدر : الوهابية في صورتها الحقيقية
الجزء والصفحة :
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الوهابية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-05-2015 946
التاريخ: 28-05-2015 4310
التاريخ: 27-05-2015 941
التاريخ: 28-05-2015 1012

   مما يثير الدهشة كثرة اوجه الشبه بين الوهابية والخوارج في ما شذوا به عن جماعه المسلمين، حتى انه ليخيل للدارس ان هؤلاء من اولئك وان تباعد بينهم الزمن!

ومن اوجه الشبه والتوافق بين الطائفتين:

ا - شذ الخوارج عن جميع المسلمين فقالوا: ان مرتكب الكبيرة كافر.

وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب.

ب - حكم الخوارج على دار الاسلام اذا ظهرت فيها الكبائر انها دار حرب، وحل منها ما كان يحل لرسول اللّه(صلى الله عليه واله) من دار الحرب، اي تهدر دماؤهم واموالهم.

وهكذا حكم الوهابية على دار الاسلام وان كان اهلها من اعبد الناس للّه تعالى واكثرهم صلاحا، اذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزياره قبر النبي ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة.

ويلاحظ في النقطتين معا ان الوهابية شر من الخوارج فالخوارج نظروا الى امور اجمع المسلمون على انها كبائر بينما ركز الوهابية على اعمال ليست هي من الذنوب اصلا بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بلا خلاف، كما تقدم بينه.

ج - تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في الدين والجمود في فهمه.

فالخوارج لما قرأوا قوله تعالى : {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57] قالوا من اجاز التحكيم فقد اشرك باللّه تعالى، واتخذوا شعارهم (لا حكم الا للّه) كلمه حق يراد بها باطل، فقولهم هذا جمود وجهل كبير، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفى بداهه العقول وفى السنه النبوية وسيره الرسول والصحابة والتابعين.

وكذلك الوهابية لما قرأوا قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] وقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [البقرة: 255] و {لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] , قالوا: ان من قال بجواز طلب الشفاعة من النبي والصالحين فقد اشرك باللّه، ومن قصد زياره النبي وسأله الشفاعة فقد عبده واتخذه الها من دون اللّه، فكان شعارهم (لا معبود الا اللّه) و(لا شفاعه الا للّه)، وهى كلمه حق يراد بها باطل، وهى جمود ايضا وجهل كبير، وجواز هذه الامور ثابت في سيره الصحابة والتابعين ...

د - قال ابن تيميه: (الخوارج اول بدعة ظهرت في الاسلام فكفر اهلها المسلمين واستحلوا دماءهم) وهكذا كانت بدعه الوهابية وهى آخر بدعة ظهرت في الاسلام.

ه - الاحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج ومروقهم من الدين، انطبق بعضها على الوهابية ايضا.. ففي الصحيح عنه(صلى الله عليه واله) قال: (يخرج اناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق).

قال القسطلانى في شرح هذا الحديث: (من قبل المشرق: إي من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها).

ونجد هي مهد الوهابية وموطنها الاول الذى منه ظهرت وانتشرت.. وايضا فان حلق الرؤوس كان شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم وحتى النساء. ولم يكن هذا الشعار لاحد من اهل البدع قبلهم، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون: (لا حاجه الى التأليف في الرد على الوهابية، بل يكفى في الرد عليهم قوله(صلى الله عليه واله): (سيماهم التحليق) فانه لم يفعله احد من المبتدعة غيرهم)..

و - جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج: (يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان). وهذا هو حال الوهابية تماما، فلم يشنوا حربا الا على اهل القبلة، ولم يعرف في تاريخهم انهم قصدوا اهل الاوثان بحرب او عزموا على ذلك، بل لم يدخل ذلك في مبادئهم وكتبهم التي امتلات بوجوب قتال اهل القبلة!!

ز- روى البخاري عن ابن عمر انه قال في وصف الخوارج: (انهم انطلقوا الى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين).

وورد عن ابن عباس انه قال: (لا تكونوا كالخوارج، تاولوا آيات القرآن في اهل القبلة، وانما انزلت في اهل الكتاب والمشركين، فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهبوا الاموال).

وهذا هو شان الوهابية، انطلقوا الى الآيات النازلة في عبده الاوثان فجعلوها على المؤمنين، بهذا امتلات كتبهم، وعليه قام مذهبهم.

ح - حوار بين سنى ووهابي.

قال الوهابي: ان كتب الحنابلة هي كتب الوهابية، فما تنكر منها؟ وليس لك ان تؤاخذهم الا بما تجده صريحا في كتبهم، ولا عبره بنقل الخصم.

قال السنى: ما تقول في القرامطة؟

قال الوهابي: كفار ملاحدة.

قال السنى: انهم يزعمون ان مذهبهم مذهب اهل البيت، وان كتب اهل البيت هي كتبهم، فهل تجد في كتب اهل البيت الا الحق والنور؟

قال الوهابي: ان القرامطة كذبوا، وهؤلاء نقلة التاريخ يثبتون كفر القرامطة وزورهم.

قال السنى: هل ترى قيام الحجة بنقل اهل التاريخ؟

قال الوهابي: نعم، فان الشافعي صرح بان نقلهم جماعة عن جماعة احب اليه من نقل اهل الحديث واحدا عن واحد.

قال السنى: اذن يجب ان تقبل منى من نقل المؤرخين المشاهدين للوهابية ما هو صريح في كفرهم!

واضاف: ان فعل المرء حجة ودليل عليه وان كذبه لسانه، فالقرامطة لما استحلوا دماء المسلمين واموالهم لم تبق شبهه في كفرهم، وكذلك سادتك.

فغضب الوهابي ولم يدر ما يقول..

قال السنى: ما تقول في ما ورد في الخوارج ومروقهم وانهم كلاب النار، وشر قتلى تحت اديم السماء؟

قال الوهابي: ان المجموع يفيد العلم القطعي بمروق الخوارج واستحقاقهم غضب اللّه، ولكنهم هم الذين قتلهم على بالنهروان، وليس الوهابية منهم.

قال السنى: بم استحق اولئك غضب اللّه، ابكونهم يحقر الصحابة صلاتهم في جنب صلاتهم، وصيامهم في جنب صيامهم؟ قال الوهابي: لا.

قال السنى: ابسبب زهدهم وتقشفهم وقراءتهم القرآن يقومونه كالقدح، وقولهم من قول خير البريه؟

قال الوهاب: لا.

قال السنى: فبماذا اذن؟.. فتلعثم الوهابي..

فقال السنى: ما ذاك الا باستحلالهم دماء المسلمين واموالهم، وتكفيرهم لهم، مع ادعائهم انهم هم المسلمون وحدهم، ولا شك ان من اتصف بما اتصفوا به يستحق ما استحقوا بتلك الصفة .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.