المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28



ثبات النبي نوح في طريق الدعوة وتمادي قومه في الظلم  
  
3401   05:33 مساءً   التاريخ: 11-6-2021
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني .
الكتاب أو المصدر : القصص القرآنية دراسة ومعطيات وأهداف
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 107-113 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي نوح وقومه /

١. ثباته في طريق دعوته

إن صبر نوح (عليه السلام) ؛ واستقامته وثباته في طريق دعوته ، لما يضرب به المثل ، إذ مكث في قومه تسعمائة وخسين عاما ، قضاها في طريق التبليغ والإرشاد من غير سأم ولا كلل رغم قلة المؤمنين به وإعراض جل قومه عنه .

وليس دأبه على التبليغ والنصح لقومه ليلاً ونهاراً وعدم الاستسلام لعنادهم وعتوهم إلا دليلاً على ثباته وعزمه على تحقيق رسالته ، وبلوغ أمنيته في هدا يتهم وإرشادهم إلى الحياة الكريمة .

ولم يزل لجلا يدعوهم ويحاورهم ويحاججهم بأبلغ حجة وأجمل بيان حتى ضاقت صدورهم به لبطلان كل حججهم وشبهاتهم ، وسقوط جميع تهمهم ، فضجوا قائلين : {يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [هود : 32] معبّرين بذلك عن إصرارهم على التمسك بعقائدهم الباطلة وأفكارهم المنحرفة .

إن الاستقامة في طريق الدعوة هي شيمة الأنبياء ، ولهم في هذا المضمار مراتب وقد كان نوح في مرتبة متقدمة منه .

٢. أسلوبه في الدعوة

يظهر من الآيات أن النبي نوحاً كان يتبع أسلوباً ذا اتجاهين :

أ. الترغيب بالنعم الدنيوية غبّ الإيمان .

إن حبّ المال والأولاد أمر فطري جعله الله سبحانه في خلقة الإنسان ، ولولا ذلك لما ربى بشر ولداً ولا حملت أم طفلاً ، وهكذا الأموال . وقد نبه النبي نوح إلى أن للإيمان بالله وطلب الغفران أثراً واضحاً في الدنيا . وفي مظاهر الحياة . فخاطب قومه بقوله : { .. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} .

ويريد (عليه السلام) بهذا الخطاب توجيه نظرهم إلى أن للإيمان بالله أثراً واضحاً في رغادة العيش التي من مظاهرها الأموال والأولاد والجنات والأنهار ، وهي نتائج الإيمان بالله وطلب الغفران مما مضى من عبادة الأوثان .

إنه (عليه السلام) : يكشف بذلك عن وجود الصلة بين الإيمان بالله وسر إفاضة النعم على الإنسان المؤمن ، فإذا كان الإيمان سبباً لنزول النعم يكون الكفر سبباً لفقدانها وصيرورة العيش ضنكا .

وهذه الحقيقة الغيبية التي نبه عليها نوح في دعوته يؤيدها القرآن الكريم كما تؤيدها التجربة كذلك .

قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96] ، فقد صرح سبحانه بأن التقوى سبب لهبوط البركات من السماء ونبوعها من الأرض . بل القرآن يصرح بأنّ العمل بالتوراة والإنجيل الواقعيين سبب لذلك أيضاً : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة : 66] .

فالعمل بالكتب السماوية غير المحرفة ، يكون موجباً لكسب رضا الله تبارك وتعالى الذي يتبعه نزول البركات .

ويشير الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه إلى هذه الحقيقة فيقول : وقد جعل الله الاستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق . (1)

وأما التجارب فتشهد بأن العصيان ونقض القوانين وهدر الحقوق يورث الفوضى في المجتمع ويصبح اللانظام حاكماً عليه . وفي مثل هذا المجتمع يسود القتل والبغي والسرقة وغيرها من الآثام التي هي من تداعيات فساده وتفككه .

ورب سائل يسأل : إن المجتمعات الغربية غارقة في العصيان والفساد الأخلاقي ، فكيف تتمتع بالازدهار والرخاء والإنتاج الوفير ؟

والجواب أن ثمة أسبابا طبيعية للحصول على خيرات الأرض ونعمها وثرواتها ، تتمثل في التخطيط والتنظيم والعمل الجاد في البناء والإعمار و الاستثمار . وبمقدار ما يأخذ المجتمع - أي مجتمع آمن أم لم يؤمن - بهذه الأسباب ، يتحدد مقدار ما يحوزه من ثروات وما يبلغه من رقي وازدهار ، والمجتمعات الغربية -كما هو واضح - قد حرصت على الأخذ بها ، فبلغت ما بلغت ، والفارق أن المجتمع الآخذ بتلك الوسائل إذا كان مؤمنا ، فإن الله تعالى سينمي خيراته أكثر ، ويفيض عليه المزيد من نعمه وآلائه ، ويفتح عليه بركات السماء والأرض .

ثم إن المجتمع المؤمن إذا راعى تلك الأسباب ، فإنه ينعم بسعادة الدنيا والآخرة ، بينما يحظى المجتمع غير المؤمن بلذات الدنيا فقط . (2)

إلفات نظر القوم إلى نظام لخلق

سعى نوح (عليه السلام) الى توجيه أنظارهم إلى ما أنعم الله سبحانه عليهم من النظام الذي خلق لسعادة الإنسان وبه تناط حياتهم فقال : {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح : 13 - 16] .

إن هذا الخلق المحكم المتقن يدل على خالق حكيم قدير ، فكيف تتوجهون إلى غيره بالعبادة والطاعة ؟

وما نُلفت إليه نظر القارئ ان الآية الكريمة وصفت الشمس بالسراج والقمر بالنور ، وما هذا إلا لأن القمر غارق في الظلمة مستنير بالشمس ، بينما تجد الشمس متوهجة بالنور ، فهي منيرة بذاتها وما سواها مستنير بها ، ولذا وصفت الشمس بالسراج الذي ينير بذاته ولا يقتبس النور من غيره .

ب. التنبيه على الحياة الأخروية

كان (عليه السلام) يوجه عقولهم إلى أن الحياة الدنيوية مقدمة للحياة الأخروية ، فليس الموت نهاية الحياة ، فعليهم أن يتزودوا للحياة الأخروية التي لا محيص للإنسان عنها وإلى ذلك يشير بقوله : {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [نوح : 17 ، 18] .

إلى غير ذلك من الطرق التي سلكها نوح (عليه السلام) في دعوته لتليين قلوبهم وإلفات نظرهم إلى دلائل التوحيد .

٣. عنادهم ولجاجهم قبال دعوته

ذكر لله سبحانه من عناد قوم نوح وتمردهم على الحق ما يثير العجب العجاب ، فلقد دعاهم (عليه السلام) إلى ما فيه سعادتهم ومنجاتهم ، وهتف بهم بفنون الأساليب النابضة بالعطف والمحبة ، والساطعة بالبرهان والحجة ، وحذرهم وأنذرهم ، فلم يزدادوا إلا إصراراً على الظلم والعصيان ، وانقياداً إلى الأهواء والشيطان ، وكأنه (عليه السلام) كان يضرب في حديد بارد .

وقد بلغ الرّين على قلوبهم بما كسبوا ، أن راحوا يتمادون في الإعراض عن سماع الحكم البوالغ ، وعن رؤية الصادع المُبلِّغ ، حتى خاطب (عليه السلام) ربّه السميع البصير ، قائلاً : {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} [نوح : 7] .

ولم يكتف الطغاة المترفون بمناهضة دعوة نوح (عليه السلام) ، بل كانوا يصدون الناس عن اتباعها ، ويحرضونهم على التمسك بمعتقداتهم وعبادة أصنامهم ، للإبقاء على الأوضاع كما هي ، خوفا من رياح التغيير التي تأتي على نفوذهم ومصالحهم غير المشروعة : {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح : 23] .

أليس من حق الله سبحانه أن يصف هؤلاء المعاندين بالصفات التالية :

١. {كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} [الأعراف : 64] .

٢. {كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الذاريات : 46] .

٣. {كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [النجم : 52] .

وأن يغرق هؤلاء الكفرة الفجرة الذين عموا عن رؤية الحقائق ، وتولوا عن طاعة الله ، واستكبروا استكباراً .

هذه نماذج من الآيات التي وردت حول هذا الموضوع ، ويمكن للقارئ الكريم أن يطالع ما لم نذكره في المقام مماً له صلة به .

______________________

1. نهج البلاغة ، الخطبة : ١٤٣ .

2. انظر التفسير الكاشف : ٤٢٧/٧ .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .