أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015
2821
التاريخ: 26-05-2015
1893
التاريخ: 26-05-2015
20421
التاريخ: 26-05-2015
2167
|
[ان مذهب الاشاعرة] هو اثبات الرؤية.
أدلتهم على الاثبات:
وعمدة ما استدل به الاشاعرة على ثبوت الرؤية الآيات والروايات، أي الأدلة النقلية.
- من القرآن:
1 - { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23].
قال ابو الحسن الاشعري: «قال اللّه عز وجل: (وجوه يومئذ ناضرة) يعني مشرقة (الى ربها ناظرة) يعني رائية.
وليس يخلو (النظر) من وجوه نحن ذاكروها:
إما ان يكون اللّه عز وجل عنى نظر الاعتبار، كقوله تعالى : { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17].
أو يكون عنى نظر الانتظار، كقوله : {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 49].
أو يكون عنى نظر الرؤية.
فلا يجوز ان يكون اللّه عز وجل عنى نظر التفكير والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار اعتبار.
ولا يجوز أن يكون عنى نظر الانتظار لأن النظر اذا ذكر مع ذكر (الوجه) فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه، كما اذا ذكر أهل اللسان نظر القلب، فقالوا : (انظر في هذا الأمر بقلبك) لم يكن معناه نظر العينين.
ولذلك اذا ذكر النظر مع الوجه لم يكن معناه نظر الانتظار الذي بالقلب.
وأيضاً فان نظر الانتظار لا يكون في الجنة لان الانتظار معه تنغيص وتكدير، وأهل الجنة لهم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العيش السليم والنعيم المقيم.
واذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين لانهم كلما خطر ببالهم شيء أتوا به مع خطوره ببالهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز ان يكون اللّه عزَّ وجلَّ أراد نظر التعطف لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم.
واذا فسدت الاقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو أن معنى قوله : (الى ربها ناظرة) انها رائية ترى ربها عز وجل»(1).
2 - {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } [الأعراف: 143].
بتقريب «ان اللّه عز وجل لما كان قادراً على أن يجعل الجبل مستقراً كان قادراً على الأمر الذي لو فعله لرآه موسى، فدل ذلك على أن اللّه تعالى قادر على أن يُري عباده نفسه وأنه جائز رؤيته»(2).
3 - {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26].
قال الاشعري : «قال أهل التأويل : النظر الى اللّه عز وجل، ولم ينعم اللّه عز وجل على أهل جنانه بأفضل من نظرهم اليه : رؤيتهم له».
4 - {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35].
قال الاشعري : «قيل : النظر الى اللّه عز وجل».
5 - {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ } [الأحزاب: 44].
قال الاشعري : «واذا لقيه المؤمنون رأوه»(3).
وقال ابو شامة : «وكذلك سائر ما ورد من آيات اللقاء... قد حمل جماعة معنى اللقاء فيها على رؤية اللّه تعالى»(4).
6 - {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فسرها الأشعري بقوله : «فحجبهم عن رؤيته، ولا يحجب عنها المؤمنين»(5).
وقال أبو شامة : «قال ابو بكر السمعاني : استدل مالك بن أنس وابن عيينة والشافعي واحمد بن حنبل وجماعة من أئمتنا بهذه الآية على أن المؤمنين يرون اللّه تعالى في الجنة.
قلت : ووجه الاستدلال أن يقال : تخصيص الكفار بهذا الحجب دليل على أن المؤمنين لا يكونون محجوبين»(6).
- من الحديث :
1 - (ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته).
ووجه الاستدلال، كما قرر الاشعري : «إن الرؤية اذا اطلقت إطلاقاً ومثلت برؤية العيان لم يكن معناها الا الرؤية بالعيان»(7).
وعلى الحديث المذكور اقتصر الاشعري في (الابانة)، ولكن ابا شامة ذكر عدة احاديث، منها:
2 - (قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وآله هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال : اذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى منادٍ : يا أهل الجنة ان لكم عند اللّه موعداً يريد أن ينجزكموه، قالوا : وما هذا الموعد ؟ أليس قد ثقّل موازيننا، ألم يبيّض وجوهنا، وأدخلنا الجنة، ونجّانا من النار ؟ !!.
قال : فيرفع الحجاب فينظرون الى وجه اللّه عز وجل، فما أُعطوا شيئاً أحب اليهم من النظر اليه.
وفي رواية : الى وجهه»(8).
3 - (انكم سترون ربكم جل ثناؤه عياناً)( 9).
- دليل العقل :
واستدل ابو الحسن الاشعري بالعقل مضافاً الى النقل المذكور ومترتباً عليه.. ومنه :
1 - قال : «ومما يدل على رؤية اللّه عز وجل بالأبصار: أنه ليس موجود الا وجائز أن يريناه اللّه عز وجل. فلما كان اللّه عز وجل موجوداً مثبتاً كان غير مستحيل أن يرينا نفسه عز وجل»(10).
2 - قال : «ومما يدل على رؤية اللّه سبحانه بالأبصار: ان اللّه عز وجل يرى الاشياء.
واذا كان للأشياء رائياً، ولا يرى الاشياء الا من يرى نفسه، لأن من لا يرى نفسه لا يرى الاشياء. واذا كان لنفسه رائياً فجائز أن يرينا نفسه»(11).
3 - قال : «إن الرؤية لا تؤثر في المرئي لأن رؤية الرائي تقوم به. فاذا كان هذا هكذا.
وكانت الرؤية غير مؤثرة في المرئي .فلم توجب شبيهاً ولا انقلاباً عن حقيقة. ولم يستحل على اللّه عز وجل أن يُري عباده المؤمنين نفسه في جنانه»(12).
حقيقة الرؤية وكيفيتها عندهم : قالوا : «الرؤية معنى لا يتأثر به المرئي ولا يتأثر منه لا بإفعال ولا بانفعال»(13).
وذلك المعنى هو (الادراك).
وعرّفه الآمدي بأنه «عبارة عن كمال يحصل به مزيد كشف على ما يخيل في النفس من الشيء المعلوم من جهة التعقل بالبرهان أو الخبر»(14).
وقال الغزالي : «الرؤية : نوعُ كشفٍ وعلمٍ، إلا أنه أتم وأوضح من العلم»(15).
ويوضح الآمدي المقصود من زيادة الكشف التي تحصل من الادراك، ليصل منه الى بيان مقصودهم من الرؤية، فيقول : : «وبهذا نجد التفرقة بين كون الصورة معلومة للنفس مع قطع النظر عن تعلق الحاسة الظاهرة بها، وبين كونها معلومة مع تعلق الحاسة بها.
فاذاً هذا الكمال الزائد على ما حصل في النفس بكل واحدة من الحواس هو المسمى ادراكاً - كما مضى.
وقد بينا أن هذه الادراكات - فيما مضى - ليست بخروج شيء من الآلة الدرّاكة الى الشيء المدرّك، ولا بانطباع صورة المدرّك فيها.
وانما هو معنى يخلقه اللّه تعالى في تلك الحاسة.
وقد بينا أن البنية المخصوصة ليست بشرط له - كما مضى -، بل لو خلق اللّه ذلك المعنى في القلب أو غيره من الاعضاء لكنا نسمّي ذلك مدركاً.
واذا جاز أن يخلق اللّه تعالى في الحاسة زيادة كشف وبيان بالنسبة الى ما حصل في النفس، فلا محالة أن العقل لا يحيل أن يخلق اللّه تعالى للحاسة زيادة كشف وايضاح بالنسبة الى ما حصل في النفس من العلم به، وأن تسمّى تلك الزيادة من الكشف إدراكاً.
والجاحد لذلك خارج عن العدل والانصاف، منتهج منهج الزيغ والانحراف.
ومن عرف سر هذا الكلام عرف غور كلام أبي الحسن في قوله : «ان الادراك نوع مخصوص من العلم لكنه لا يتعلق الا بالموجودات».
واذا عرف ذلك فالعقل يجوزّ أن يخلق اللّه تعالى في الحاسة المبصرة، بل وفي غيرها، زيادة كشفٍ بذاته وصفاته، على ما حصل منه بالعلم القائم في النفس، من غير أن يوجب حدوثاً ولا نقصاً، وذلك هو الذي سماه أهل الحق ادراكاً»(16).
واستدلوا على هذه الرؤية العلمية أو الادراكية بما ورد من احاديث تقول إن النبي صلى الله عليه وآله كان يرى من ورائه كما يرى من أمامه.
ومنها : ما جاء في (صحيح البخاري) في كتاب الصلاة :
- باب عظة الامام الناس في اتمام الصلاة وذكر القبلة. عن أبي هريرة. أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال : هل ترون قبلتي ها هنا، فو اللّه ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم اني لأراكم من وراء ظهري».
- باب تسوية الصفوف عند الاقامة وبعدها : «عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وآله قال : أقيموا الصفوف فاني أراكم خلف ظهري».
قال المحشي : أي كما أرى من بين يدي.
- إقبال الامام على الناس عند تسوية الصفوف : «عن أنس : قال : أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله بوجهه، فقال : أقيموا صفوفكم وتراصوا فاني أراكم من وراء ظهري».
- باب الصاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف : «عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أقيموا صفوفكم فاني أراكم من وراء ظهري»(17).
_______________
(1) الابانة 12 - 13.
(2) الابانة 14.
(3) م. ن.
(4) ضوء الساري 73.
(5) الابانة 14.
(6) ضوء الساري 68.
(7) الابانة 15.
(8) ضوء الساري 80 - 81.
(9) م. ن 83.
(10) الابانة 16.
(11) م. ن.
(12) الابانة 17.
(13) غاية المرام 166.
(14) م. ن.
(15) قواعد العقائد 171.
(16) غاية المرام 166 - 167.
(17) وانظر : هامش رقم 4 من قواعد العقائد للغزالي ص 171.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|