أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-05-2015
677
التاريخ: 24-05-2015
2382
التاريخ: 26-4-2018
600
التاريخ: 24-05-2015
997
|
الإسلام لم يقل يوماً إن السنّة هي سنّة الحاكم وإرادته ، ولا قال يوماً إنّ الجماعة جماعته ومن دان بالطاعة والولاء له ، وحاشا أن يقول ذلك فيتحول من رسالة إلهية هادية للبشر جميعاً وفي كلّ زمان ، إلى سلّم يركبه الطامحون للحكم !
سُئل الإمام عليّ عليه السلام : ما السنّة ؟ وما البدعة ؟ وما الجماعة ؟ وما الفِرقة ؟
فقال عليه السلام : « أمّا السنّة ، فسنّة رسول الله صلى الله عليه واله .. وأمّا البدعة ، فما خالفها .. وأمّا الفرقة ، فأهل الباطل وإن كثروا .. وأمّا الجماعة ، فأهل الحقّ وإن قلّوا » (1).
وفي جواب طويل له عليه السلام على مثل هذا السؤال أيضاً ، قال : « أمّا إذا سألتني فافهم عنّي ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي :
فأمّا أهل الجماعة : فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله (2) .. وأمّا أهل الفرقة ، فالمخالفون لي ومن اتّبعني ، وإن كثروا ..
وأمّا أهل السنّة ، فالمتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله ، وإن قلّوا ، وإن قلّوا .. وأمّا أهل البدعة ؛ فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ، وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج .. » (3).
ونقل ابن القيم عن أبي شامة في ( الحوادث والبدع ) ، قوله : حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحقّ واتّباعه وإن كان المتمسّك به قليلاً والمخالف له كثيراً (4).
وعن عبداللًه بن مسعود : إنّ جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة ! الجماعة ما وافق الحقّ وإن كنت وحدك ! (5).
وسئل إسحاق بن راهويه عن السواد الأعظم الذي جاء في الحديث « إذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم » فاجاب قائلاً : محمد بن اسلم الطوسي واصحابه ومن تبعه هو السواد الأعظم ثمّ فسّر ذلك : « لم أسمع عالماً منذ خمسين سنة كان أشدّ تمسّكاً بأثر النبيّ صلى الله عليه واله من محمّد بن أسلم » (6) !
وذكر البيهقي حديث إسحاق بن راهويه هذا ، فقال : صدق والله ، فإنّ العصر إذا كان فيه عارفٌ بالسنّة داع إليها فهو الحجّة ، وهو الإجماع ، وهو السواد الأعظم ، وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتّبع سواها ولّاه الله ما تولّى وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً (7) !
فإذا قرأت عن أئمة أهل البيت : أنّهم قالوا : « نحن حزب الله الغالبون » (8) فإنّما ذلك المعنى أرادوا ، فهم الجماعة ، وهم أهل السنّة ، ومن خالفهم فأولئك أهل الفرقة والبدعة من ذلك لأنّ هذا هو الحقّ الذي به أمر الله تعالى الذي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واصطفاهم ، وبه أمر رسول الله صلى الله عليه واله في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا» لن تكونوا من أصحاب الفرقة والبدعة ، إنّما أنتم الجماعة وأهل السنّة وسبيل المؤمنين ، ذينك : « كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».
__________________
(1) تُحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : 211 ـ منشورات الشريف الرضي.
(2) هذا تعليل لكون الجماعة هو 7 ومن اتّبعه ، فلأن ذلك هو الحقّ الذي أمر الله به ورسوله.
(3) كنز العمّال / المتقي الهندي 16 : 184 / 44216 ـ مؤسسة الرسالة ، 1405 ه.
(4) و (5) النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية / محمّد بن عقيل : 219 ـ 220 ـ دار الثقافة ـ قم ـ 1412 ه.
(6) حلية الأولياء / أبو نعيم الأصفهاني 9 : 238 ، 239 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1988 م ، سير أعلام النبلاء 12 : 196 ـ 197.
(7) النصائح الكافية : 220.
(8) مجمع البيان / الطبرسي 3 : 343 عند تفسير الآية (76) من سورة الحجر ـ دار المعرفة ـ بيروت.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|