أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3397
التاريخ: 19-05-2015
3292
التاريخ: 2023-03-11
1478
التاريخ: 10-8-2016
2945
|
أبو السرايا الذي كان يوماً ما من حزب المأمون خرج بالكوفة، وكان هو وأتباعه لا يلقون جيشاً إلاّ هزموه، ولا يتوجّهون إلى بلدة إلاّ دخلوها و يقال: إنّه قد قتل من أصحاب الخليفة في حرب أبي السرايا فقط مائتا ألف رجل مع أنّ مدته من خروجه إلى يوم ضربت عنقه لم تزد على العشرة أشهر ؛ وحتى البصرة التي هي معقل العثمانية قد أيّدت العلويين ونصرتهم وقد خرج فيها زيد النار ؛ وفي مكة ونواحي الحجاز خرج محمد بن جعفر الذي كان يلقّب بالديباج ، وتسمّى بأمير المؤمنين.
وفي اليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر.
وفي المدينة خرج محمد بن سليمان بن داود بن الحسن.
و في واسط التي كان قسم كبير منها يميل إلى العثمانية خرج جعفر بن محمد بن زيد بن علي والحسين بن إبراهيم بن الحسن بن علي.
وفي المدائن محمد بن إسماعيل بن محمد بل انّك لا تجد قطراً إلاّ وفيه علوي يُمنّي نفسه أو يمنّيه الناس بالثورة على العباسيين، حتى اتّجه أهل الجزيرة والشام المعروفة بتعاطفها مع الأمويين وآل مروان إلى محمد بن محمد صاحب أبي السرايا، فكتبوا إليه انّهم ينتظرون أن يوجه إليهم رسولاً ليسمعوا ويطيعوا وكان المأمون يدرك انّه للخروج من هذا المأزق يجب أن يتم:
1. إخماد ثورة العلويين.
2. أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعية خلافة العباسيين.
3. إزالة ما يتمتع به العلويون من شعبية واحترام بين الناس.
4. اكتساب ثقة العرب ومحبتهم.
5. استمرار تأييد الخراسانيين وعامة الإيرانيين.
6. إرضاء العباسيين والمتشيعين لهم.
7. تعزيز ثقة الناس بشخص المأمون الذي كان لقتله أخاه أثر سيّء على سمعته وثقة الناس به.
8. وبالتالي أن يأمن الخطر الذي كان يتهدّده من تلك الشخصية الفذة التي كانت ترعبه.
نعم كان المأمون يخشى شخصية الإمام الرضا القوية بشكل كبير وكان يريد أن يبقى في أمان منها وهكذا وبعقد ولاية العهد للإمام الرضا وجعله شريكاً في الحكم تتحقق أهدافه التي يطمح إليها، لأنّه وبدخول الإمام الجهاز الحاكم و هو سيد العلويين كان العلويون سيُسلبون السلاح وتموت أهدافهم وشعاراتهم وتزول شعبيتهم بين الناس بسبب خروجهم، ومن ناحية أُخرى كان المأمون سيحظى برضا الخراسانيين وعامة الإيرانيين المناصرين لأهل البيت، وكان يتظاهر بأنّه إن كان قد قتل أخاه، فلأنّه كان يريد ردّ الحكم إلى أهله، وفضلاً عن كلّ ذلك يبقى بإحضار الإمام الرضا (عليه السَّلام) إلى مرو و مراقبة نشاطاته في أمان من خطره ؛ فلم يبق غير العرب والعباسيين الذين يستطيع أن يصمد أمامهم بمعونة الإيرانيين والعلويين.
هناك أدلّة واضحة تثير الشكوك حول صدق المأمون وإخلاصه في عقد ولاية العهد للإمام الرضا، لأنّه لو كان صادقاً في ذلك و في منح الخلافة للإمام إيماناً بذلك واعتقاداً :
1. فلماذا لم يفعل ذلك لما كان الإمام في المدينة؟ و لمَ أحضره إلى مرو وهو كاره تحت حراسة جلاوزته، وهو يستطيع أن يقرأ الخطبة باسم الإمام ويحكم فارس عنه وكان الإمام يتقلّد الخلافة وهو في المدينة مركز النبوة؟
2. لماذا أمر المأمون بأن يحضروا الإمام على طريق البصرة والأهواز وفارس و يحتمل اتخاذ طريق صحراء لوت وصولاً إلى خراسان دون طريق الكوفة وقم؟ في حين انّه كان سيستقبل بحفاوة أكثر ويكون الظرف مساعداً جداً لهدفه لو كان يسلك ذلك الطريق.
3. لماذا جعل المأمون نفسه ولياً للعهد في المرحلة الأُولى من مفاوضاته مع الإمام وعرضه الخلافة عليه، وقد كان المفروض أن يعقد ولاية العهد بعد الإمام الرضا (عليه السَّلام) لابنه الإمام الجواد (عليه السَّلام) أو على الأقل يترك ذلك للإمام؟
4. كون الإمام (عليه السَّلام) ولياً للعهد وبشرط أن لا يتدخل الإمام في أي عمل من أعمال الدولة فإلى كم يستطيع ذلك أن يقرب الأُمة الإسلامية من الواقع؟ وبملاحظة انّ الإمام (عليه السَّلام) كان يكبر المأمون بعشرين عاماً، وكان المتوقع أن يرحل الإمام قبل المأمون وفق الحسابات العادية، فإنّ الخلافة سوف لن تصل لآل علي في النهاية.
5. ولو كان المأمون صادقاً في عمله وانّه بادر بذلك إيماناً واعتقاداً ، فلماذا راح يهدد الإمام عندما رفض اقتراحه ويجبره على قبول ولاية العهد؟
6. ولماذا لم يعقد ولاية العهد للإمام الجواد (عليه السَّلام) عندما استشهد الإمام الرضا (عليه السَّلام) ، وقد كان يتظاهر بنفس ما تظاهر به من الحب لأبيه؟
7. ولماذا منع الإمام من الصلاة في قضية صلاة العيد الشهيرة ورفض أن يتوجه الناس إليه ويلتفون حوله؟
8. ولماذا عندما انطلق المأمون من مرو إلى بغداد لم يسمح ببقاء الإمام في مرو؟ ولو كان الإمام ولياً للعهد حقاً فما المانع في أن يكون في مرو وأن يحكم هذه المقاطعة من العالم الإسلامي؟
هذه أسئلة قد تبدو سهلة وبسيطة في البداية غير انّ الدقة فيها تكشف بوضوح انّ المأمون لم يكن صادقاً ومخلصاً في مبادرته هذه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|