المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المقصود بزينة الأرض
3-06-2015
مراتب التوجه أو الخشوع في الصلاة
15-7-2021
ما هي خزائن اللّه تعالى ؟
21-10-2014
الآثار التّربوية والاجتماعية والصحّيّة للصوم
5-10-2014
جعفر بن أحمد بن لطف علي التبريزي.
20-7-2016
Algebraic Element
17-1-2019


ثورات العلويين  
  
5155   04:38 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص435-438.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

أبو السرايا الذي كان يوماً ما من حزب المأمون خرج بالكوفة، وكان هو وأتباعه لا يلقون جيشاً إلاّ هزموه، ولا يتوجّهون إلى بلدة إلاّ دخلوها و يقال: إنّه قد قتل من أصحاب الخليفة في حرب أبي السرايا فقط مائتا ألف رجل مع أنّ مدته من خروجه إلى يوم ضربت عنقه لم تزد على العشرة أشهر ؛ وحتى البصرة التي هي معقل العثمانية قد أيّدت العلويين ونصرتهم وقد خرج فيها زيد النار ؛ وفي مكة ونواحي الحجاز خرج محمد بن جعفر الذي كان يلقّب بالديباج ، وتسمّى بأمير المؤمنين.

وفي اليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر.

وفي المدينة خرج محمد بن سليمان بن داود بن الحسن.

و في واسط التي كان قسم كبير منها يميل إلى العثمانية خرج جعفر بن محمد بن زيد بن علي والحسين بن إبراهيم بن الحسن بن علي.

وفي المدائن محمد بن إسماعيل بن محمد بل انّك لا تجد قطراً إلاّ وفيه علوي يُمنّي نفسه أو يمنّيه الناس بالثورة على العباسيين، حتى اتّجه أهل الجزيرة والشام المعروفة بتعاطفها مع الأمويين وآل مروان إلى محمد بن محمد صاحب أبي السرايا، فكتبوا إليه انّهم ينتظرون أن يوجه إليهم رسولاً ليسمعوا ويطيعوا وكان المأمون يدرك انّه للخروج من هذا المأزق يجب أن يتم:

1. إخماد ثورة العلويين.

2. أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعية خلافة العباسيين.

3. إزالة ما يتمتع به العلويون من شعبية واحترام بين الناس.

4. اكتساب ثقة العرب ومحبتهم.

5. استمرار تأييد الخراسانيين وعامة الإيرانيين.

6. إرضاء العباسيين والمتشيعين لهم.

7. تعزيز ثقة الناس بشخص المأمون الذي كان لقتله أخاه أثر سيّء على سمعته وثقة الناس به.

8. وبالتالي أن يأمن الخطر الذي كان يتهدّده من تلك الشخصية الفذة التي كانت ترعبه.

نعم كان المأمون يخشى شخصية الإمام الرضا القوية بشكل كبير وكان يريد أن يبقى في أمان منها وهكذا وبعقد ولاية العهد للإمام الرضا وجعله شريكاً في الحكم تتحقق أهدافه التي يطمح إليها، لأنّه وبدخول الإمام الجهاز الحاكم و هو سيد العلويين كان العلويون سيُسلبون السلاح وتموت أهدافهم وشعاراتهم وتزول شعبيتهم بين الناس بسبب خروجهم، ومن ناحية أُخرى كان المأمون سيحظى برضا الخراسانيين وعامة الإيرانيين المناصرين لأهل البيت، وكان يتظاهر بأنّه إن كان قد قتل أخاه، فلأنّه كان يريد ردّ الحكم إلى أهله، وفضلاً عن كلّ ذلك يبقى بإحضار الإمام الرضا (عليه السَّلام) إلى مرو و مراقبة نشاطاته في أمان من خطره ؛ فلم يبق غير العرب والعباسيين الذين يستطيع أن يصمد أمامهم بمعونة الإيرانيين والعلويين.

هناك أدلّة واضحة تثير الشكوك حول صدق المأمون وإخلاصه في عقد ولاية العهد للإمام الرضا، لأنّه لو كان صادقاً في ذلك و في منح الخلافة للإمام إيماناً بذلك واعتقاداً :

1. فلماذا لم يفعل ذلك لما كان الإمام في المدينة؟ و لمَ أحضره إلى مرو وهو كاره تحت حراسة جلاوزته، وهو يستطيع أن يقرأ الخطبة باسم الإمام ويحكم فارس عنه وكان الإمام يتقلّد الخلافة وهو في المدينة مركز النبوة؟

2. لماذا أمر المأمون بأن يحضروا الإمام على طريق البصرة والأهواز وفارس و يحتمل اتخاذ طريق صحراء لوت وصولاً إلى خراسان دون طريق الكوفة وقم؟ في حين انّه كان سيستقبل بحفاوة أكثر ويكون الظرف مساعداً جداً لهدفه لو كان يسلك ذلك الطريق.

3. لماذا جعل المأمون نفسه ولياً للعهد في المرحلة الأُولى من مفاوضاته مع الإمام وعرضه الخلافة عليه، وقد كان المفروض أن يعقد ولاية العهد بعد الإمام الرضا (عليه السَّلام) لابنه الإمام الجواد (عليه السَّلام) أو على الأقل يترك ذلك للإمام؟

4. كون الإمام (عليه السَّلام) ولياً للعهد وبشرط أن لا يتدخل الإمام في أي عمل من أعمال الدولة فإلى كم يستطيع ذلك أن يقرب الأُمة الإسلامية من الواقع؟ وبملاحظة انّ الإمام (عليه السَّلام) كان يكبر المأمون بعشرين عاماً، وكان المتوقع أن يرحل الإمام قبل المأمون وفق الحسابات العادية، فإنّ الخلافة سوف لن تصل لآل علي في النهاية.

 5. ولو كان المأمون صادقاً في عمله وانّه بادر بذلك إيماناً واعتقاداً ، فلماذا راح يهدد الإمام عندما رفض اقتراحه ويجبره على قبول ولاية العهد؟

6. ولماذا لم يعقد ولاية العهد للإمام الجواد (عليه السَّلام) عندما استشهد الإمام الرضا (عليه السَّلام) ، وقد كان يتظاهر بنفس ما تظاهر به من الحب لأبيه؟

7. ولماذا منع الإمام من الصلاة في قضية صلاة العيد الشهيرة ورفض أن يتوجه الناس إليه ويلتفون حوله؟

8. ولماذا عندما انطلق المأمون من مرو إلى بغداد لم يسمح ببقاء الإمام في مرو؟ ولو كان الإمام ولياً للعهد حقاً فما المانع في أن يكون في مرو وأن يحكم هذه المقاطعة من العالم الإسلامي؟

هذه أسئلة قد تبدو سهلة وبسيطة في البداية غير انّ الدقة فيها تكشف بوضوح انّ المأمون لم يكن صادقاً ومخلصاً في مبادرته هذه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.