المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



معجزات الامام الرضا(عليه السلام) قبل وبعد وفاته  
  
11464   04:02 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص429-435.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

نقلت الرواة من العامة و الخاصة كثيرا من دلالاته و آياته في حياته و بعد وفاته فمنها ما حدث به علي بن أحمد بن الوشاء الكوفي قال خرجت من الكوفة إلى خراسان فقالت لي ابنتي يا أبة خذ هذه الحلة فبعها واشتر لي بثمنها فيروزجا قال فأخذتها و شددتها في بعض متاعي فلما قدمت مرو نزلت في بعض الفنادق فإذا غلمان علي بن موسى الرضا (عليه السلام)  قد جاءوني و قالوا نريد حلة نكفن بها بعض غلماننا فقلت ما عندي شيء فمضوا ثم عادوا و قالوا مولانا يقرأ عليك السلام و يقول لك معك حلة في السفط الفلاني دفعتها إليك ابنتك و قالت اشتر لي بثمنها فيروزجا و هذا ثمنها فدفعتها إليهم و قلت و الله لأسألنه عن مسائل فإن أجابني عنها فهو هو فكتبتها و غدوت إلى بابه فلم أصل إليه لكثرة ازدحام الناس عليه فبينما أنا جالس إذ خرج إلي خادم فقال يا علي بن أحمد هذه جوابات مسائلك التي معك فأخذتها فإذا هي جواب مسائلي بعينها .

ومنها ما رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب النباجي قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) في المنام و قد وافى النباج و نزل في المسجد الذي ينزله الحجاج في كل سنة و كأني مضيت إليه و سلمت عليه و وقفت بين يديه فوجدت عنده طبقا من خوص المدينة فيه تمر صيحاني و كأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته فكان ثماني عشرة تمرة فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا (عليه السلام) من المدينة و نزوله في ذلك المسجد و رأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي (صلى الله عليه واله) و تحته حصير مثل ما كان تحته وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني فسلمت عليه فرد علي السلام و استدناني فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا هو بعدد ما ناولني رسول الله (صلى الله عليه واله) فقلت زدني يا ابن رسول الله فقال لو زادك رسول الله (صلى الله عليه واله) لزدناك .

ومن ذلك ما أورده الحاكم أيضا ورواه بإسناده عن سعيد بن سعد عنه (عليه السلام) أنه نظر إلى رجل فقال يا عبد الله أوص بما تريد و استعد لما لا بد منه فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيام.

وعن الحسين بن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال كنا حول أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ونحن شبان من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي و هو رث الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض فضحكنا من هيئته فقال الرضا (عليه السلام) سترونه عن قريب كثير المال كثير التبع فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولى المدينة و حسنت حاله و كان يمر بنا و معه الخصيان و الحشم .

وبإسناده عن الحسين بن بشار قال :قال لي الرضا (عليه السلام) إن عبد الله يقتل محمدا فقلت أ عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون قال نعم عبد الله الذي بخراسان يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد فقتله حدث أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني قال خرجت قافلة خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق و أخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال فأقاموه في الثلج و ملئوا فاه منه فانفسد فمه و لسانه حتى لم يقدر على الكلام ثم انصرف إلى خراسان و سمع خبر الرضا (عليه السلام) و أنه بنيسابور فرأى فيما يرى النائم كان قائلا يقول له إن ابن رسول الله ورد خراسان فسله عن علتك ليعلمك دواء تنتفع به قال فرأيت كأني قد قصدته و شكوت إليه كما كنت دفعت إليه و أخبرته بعلتي فقال لي خذ من الكمون و السعتر و الملح و دقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فإنك تعافى فانتبه الرجل و لم يفكر في منامه حتى ورد نيسابور فقيل له إن الرضا (عليه السلام) ارتحل من نيسابور و هو في رباط سعد فوقع في نفسه أن يقصده و يصف له أمره فدخل إليه فقال له يا ابن رسول الله كان من أمري كيت و كيت و قد انفسد علي فمي و لساني حتى لا أقدر على الكلام إلا بجهد فعلمني دواء أنتفع به فقال (عليه السلام) ألم أعلمك فاذهب و استعمل ما وصفته لك في منامك فقال الرجل يا ابن رسول الله إن رأيت أن تعيده علي فقال تأخذ الكمون و السعتر و الملح فدقه و خذ منه في فمك مرة أو مرتين أو ثلاثا فإنك تعافى قال الرجل فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت .

قال الثعالبي : سمعت الصفواني يقول رأيت هذا الرجل و سمعت منه هذه الحكاية و عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال خرج هارون من المسجد الحرام من باب و خرج الرضا (عليه السلام) من باب فقال الرضا (عليه السلام) و هو يعني هارون ما أبعد الدار و أقرب اللقاء يا طوس يا طوس ستجمعني و إياه و بإسناده عن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو الحسن موسى (عليه السلام) و تكلم الرضا (عليه السلام) خفنا عليه من ذلك و قلنا إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف عليك هذا الطاغي قال ليجهد جهده فلا سبيل له علي قال صفوان فأخبرنا الثقة أن يحيى بن خالد قال للطاغي هذا علي ابنه قد قعد و ادعى الأمر لنفسه فقال ما يكفينا ما صنعنا بأبيه من قبل تريد أن نقتلهم جميعا .

وبإسناد عن علي بن جعفر عن أبي الحسن الطيب قال لما توفي أبو الحسن موسى (عليه السلام) دخل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إلى السوق فاشترى كبشا و كلبا و ديكا فلما كتب صاحب الخير بذلك إلى هارون قال قد أمنا جانبه و كتب الزبيري أن علي بن موسى قد فتح بابه و دعا إلى نفسه فقال هارون وا عجبا إن علي بن موسى قد اشترى كلبا و كبشا و ديكا و يكتب فيه ما يكتب قال الطبرسي رحمه الله و أسانيد هذه الأحاديث مذكورة في كتاب عيون الأخبار للشيخ أبي جعفر قدس الله روحه.

وأما ما ظهر للناس بعد وفاته من بركة مشهده المقدس و علاماته و العجائب التي شاهدها الخلق فيه فأذعن الخاص و العام له و أقر المخالف و المؤالف به إلى يومنا هذا فكثير خارج عن حد الإحصاء و العد و لقد برأ فيه الأكمه و الأبرص و استجيبت الدعوات و قضيت ببركته الحاجات و كشف الملمات و شهدنا كثيرا من ذلك و تيقناه و علمناه علما لا يتخالج الشك والريب في معناه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.