المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإخلاص المنقطع النظير من صفات الانبياء
24-11-2015
السفن وتطورها - سفن نقل الغاز المسال
7-8-2022
بطولته الفريدة في غزوة أحد
10-02-2015
التحليل الفونيمي والمورفيمي
23-11-2018
تقليم أشجار الحمضيات
2023-03-01
موعد زراعة الشوفان وكمية البذار
14-3-2016


كرامة مولده واخبار معجزاته(عليه السلام)  
  
3184   04:03 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص356-362.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

عن ابن سنان قال دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال يا محمد إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك قال فقلت و ما يكون جعلت فداك فقد أقلقتني قال أصير إلى هذا الطاغية أما إنه لا يبدأني منه سوء ومن الذي بعده قال قلت و ما يكون جعلني الله فداك قال يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء قال قلت و ما ذا جعلت فداك قال من ظلم ابني هذا حقه و جحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمامته و جحده حقه بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) قال قلت له و الله لئن مد الله لي في العمر لأسلمن له حقه و لأقرن له بالإمامة قال صدقت يا محمد يمد الله في عمرك و تسلم له حقه و تقر له بإمامته و إمامة من يكون من بعده قال قلت ومن ذاك قال ابنه محمد قال قلت له الرضا و التسليم .

عن هشام بن أحمر قال :قال لي أبو الحسن الأول (عليه السلام) هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم قلت لا قال بلى قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة فانطلق بنا إليه فركب و ركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المغرب و معه رقيق فقلت له اعرض علينا فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن لا حاجة لي فيها ثم قال اعرض علينا فقال ما عندي إلا جارية مريضة فقال ماعليك أن تعرضها فأبى عليه فانصرف ثم أرسلني من الغد فقال لي قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال لك كذا و كذا فقل له قد أخذتها به فأتيته فقال ما أريد أن أنقصها من كذا وكذا فقلت قد أخذتها فقال هي لك و لكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس قلت رجل من بني هاشم قال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك أني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد له غلاما لم يولد بشرق الأرض و لا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت له عليا (عليه السلام) .

وعن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو إبراهيم (عليه السلام) وتكلم أبو الحسن الرضا (عليه السلام) خفنا عليه من ذلك فقيل له إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف عليك هذا الطاغية فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي .

و عن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) يقال له فلان له علي حق فتقاضاني وألح علي فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم توجهت نحو الرضا (عليه السلام) و هو يومئذ بالعريض فلما قربت من بابه و إذا هو قد طلع على حمار وعليه قميص ورداء فلما نظرت إليه استحييت منه فلما لحقني وقف و نظر إلي فسلمت عليه و كان شهر رمضان فقلت جعلت فداك إن لمولاك فلان علي حقا و قد و الله شهرني و أنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني و و الله ما قلت له كم له علي و لا سميت له شيئا فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتى صليت المغرب و أنا صائم فضاق صدري و أردت أن أنصرف .

فإذا هو قد طلع علي وحوله الناس و قد قعد له السؤال و هو يتصدق عليهم فمضى فدخل بيته ثم خرج و دعاني فقمت إليه و دخلت معه فجلس و جلست فجعلت أحدثه عن ابن المسيب و كان كثيرا ما أحدثه عنه فلما فرغت قال ما أظنك أفطرت بعد قلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي وأمر الغلام أن يأكل معي فأصبت و الغلام من الطعام فلما فرغنا قال ارفع الوسادة و خذ ما تحتها فرفعتها فإذا هي دنانير فأخذتها و وضعتها في كمي و أمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني منزلي فقلت جعلت فداك إن طائف ابن المسيب يقعد و أكره أن يلقاني و معي عبيدك فقال لي أصبت أصاب الله بك الرشاد و أمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم فلما قربت من منزلي وآنست رددتهم و سرت إلى منزلي و دعوت السراج و نظرت إلى الدنانير و إذا هي ثمانية و أربعون دينارا و كان فيها دينار يلوح فأعجبني فأخذته و قربته من السراج فإذا عليه نقش واضح حق الرجل ثمانية و عشرون دينارا و ما بقي فهو لك و لا و الله ما كنت عرفت ما له علي بالتحديد .

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه خرج من المدينة في السنة التي حج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلى جبل عن يسار الطريق يقال له فارع فنظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) ثم قال يا فارع و هادمه يقطع إربا إربا فلم ندر ما معنى ذلك فلما بلغ هارون ذلك الموضع نزله و صعد جعفر بن يحيى الجبل و أمر أن يبنى له فيه مجلس فلما رجع من مكة صعد إليه فأمر بهدمه فلما انصرف إلى العراق قطع جعفر بن يحيى إربا إربا .

وعن إبراهيم بن موسى قال ألححت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في شيء طلبته فكان يعدني فخرج ذات يوم يستقبل والي المدينة و كنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل عنده تحت شجرات و نزلت معه و ليس معنا ثالث فقلت جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا و لا و الله ما أملك درهما فما سواه فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منه سبيكة ذهب ثم قال استنفع بها و اكتم ما رأيت .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.