أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-30
835
التاريخ: 20-7-2022
2216
التاريخ: 31-8-2020
2982
التاريخ: 21-11-2020
2504
|
قد يعكس وضع المرأة من خلال الاحصاءات الكفيلة ببيان نسبة الأمية بين النساء في الدول الاسلامية وارتفاعها ، الى القول بان الاسلام من وراء منع المرأة من التعليم ، وربما يوثق ذلك بتصريحات بعض المتزمتين من ذوي العقول المتحجرة ممن لا صلة لهم بالفقه الإسلامي ، وليس لهم باع في النصوص القرآنية والروائية ، ويتمسكون ببعض الظواهر التي كانت سائدة منذ الجاهلية ، والتي بقيت تحكم البلاد الاسلامية بعد بزوغ فجر الإسلام دون التعميق في النصوص التي جاءت لتحث الجميع من ذكور واناث على التعليم واضعين خلف ظهورهم الممارسات التي كان القادة من وراءها لأجل اشاعة التعليم بين المسلمين ذكورا واناثا ، لذلك فاننا نشير اليها بشكل عابر ، ومن تلك على سبيل المثال قول الرسول [صلى الله عليه واله]: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» (1) ، وكان الرسول [صلى الله عليه واله] يستغل وجود الاسرى بين المسلمين ممن هم من الامم المتحضرة الاخرى فيطلب منهم ان يعلموا المسلمين كل ما لديهم من علوم وحرف وصناعات ، بل نجده [صلى الله عليه واله] كان له عدد من المترجمين والكتبة ليخاطب الموفدين اليه من اقوام تختلف لغتهم عن لغة المسلمين العرب .
وما حمل الروايات العامة الواردة في هذا الباب على ارادة الذكور الا تخرّص لم يدعم بدليل . فمثلا قولهم في : « اطلبوا العلم ولو في الصين » بان المراد بذلك الذكور دون الاناث ، انه في الحقيقة ناشئ من ضعف الملكات والقدرات العلمية التي يحملونها ، ولماذا هؤلاء لا يقولون بتخصص الآيات الواردة في القران الكريم والتي تخاطب المسلمين بقوله : « يا ايها الذين آمنوا» او « كتب عليكم » والتي جاءت بصيغة المذكر وحصرها في الرجال ، بل لابد من القول ان الصلاة والصوم والزكاة بل وسائر الاعمال الواردة في مثل هذه النصوص كلها خاصة بالذكور دون الاناث ، لان الخطاب ورد بصيغة الذكور .
وعلى اي حال فان اول من دوّن وكتب وأملى من الرجال هو الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، ومن النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولقد اشرنا الى هذا في مكان آخر من الموسوعة (2) فلا نكرر .
والحاصل : ان الاسلام قد اصيب من الداخل والخارج بكثير من التزوير والتحريف ، فان الاعداء قاموا بعملية تدليس الحقائق التي هم يعرفونها احسن من غيرهم حيث رفعة الاسلام وعظمته ، ولكنهم قوموا الاسلام بعمل بعض المسلمين المتزمتين الذين ادخلوا اراءهم وعاداتهم وتقاليدهم في الاسلام وعرضوها باسم الاسلام ، ومن هنا نحذرهم من الاستناد في المسائل الفكرية الاسلامية على عمل المنتسبين الى الاسلام ، بل المفروض عليهم ان يستندوا الى الكتاب والسنة الصحيحة ، وعلى سيرة الرسول [صلى الله عليه واله] واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام ، ومن الملاحظ ان النساء اللائي ارتبطن بهؤلاء القادة من امهات وزوجات وبنات واخوات لم يكن فيهن من الاميات واحدة ابدا ، فكلهن من فضليات عصرها .
ولا مجال اذن من حمل الروايات او الآيات الى ما يرتئيه اصحاب العقول المتحجرة ، والاخذ بآرائهم وتخصيص تلك الآيات المذكورة او حصرها بعلم القرآن او الدين بل هي مناقضة لجميع النصوص التي وردت في مسألة المعرفة والعلم والتدبير .
كما لامجال للمتربصين بالإسلام من الاستدلال على الفكر الاسلامي اعتمادا على سيرة واعمال المنتسبين الى هذا الدين طالما هناك نصوص صريحة ومفصلة لهذا الجانب كما ولغيره ، ومن هنا نجد ان العلماء قد صنفوا الروايات الخاصة بالعلم والمعرفة والتدوين والترجمة وغيرها من معاجمهم ، فليراجع .
__________________
(1) بحار الانوار : 67 / 68 .
(2) راجع الجزء الاول من معجم المصنفات الحسينية من هذه الموسوعة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|