المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أهمية التوظيف
16-10-2016
سليمان بن موسى (المعروف بالشريف الكحّال)
26-06-2015
ماذا تقول الشجرة؟
16-11-2017
زكار بن سلمة الهمذاني
3-9-2017
مضمون حقوق الطفل في القانون الدولي
25-3-2017
الشمس والقمر بحسبان
2023-10-02


المرأة والتعليم  
  
2257   05:43 مساءً   التاريخ: 17-4-2021
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص50- 53
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-30 835
التاريخ: 20-7-2022 2216
التاريخ: 31-8-2020 2982
التاريخ: 21-11-2020 2504

قد يعكس وضع المرأة من خلال الاحصاءات الكفيلة ببيان نسبة الأمية بين النساء في الدول الاسلامية وارتفاعها ، الى القول بان الاسلام من وراء منع المرأة من التعليم ، وربما يوثق ذلك بتصريحات بعض المتزمتين من ذوي العقول المتحجرة ممن لا صلة لهم بالفقه الإسلامي ، وليس لهم باع في النصوص القرآنية والروائية ، ويتمسكون ببعض الظواهر التي كانت سائدة منذ الجاهلية ، والتي بقيت تحكم البلاد الاسلامية بعد بزوغ فجر الإسلام دون التعميق في النصوص التي جاءت لتحث الجميع من ذكور واناث على التعليم واضعين خلف ظهورهم الممارسات التي كان القادة من وراءها لأجل اشاعة التعليم بين المسلمين ذكورا واناثا ، لذلك فاننا نشير اليها بشكل عابر ، ومن تلك على سبيل المثال قول الرسول [صلى الله عليه واله]: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» (1) ، وكان الرسول [صلى الله عليه واله] يستغل وجود الاسرى بين المسلمين ممن هم من الامم المتحضرة الاخرى فيطلب منهم ان يعلموا المسلمين كل ما لديهم من علوم وحرف وصناعات ، بل نجده [صلى الله عليه واله] كان له عدد من المترجمين والكتبة ليخاطب الموفدين اليه من اقوام تختلف لغتهم عن لغة المسلمين العرب .

وما حمل الروايات العامة الواردة في هذا الباب على ارادة الذكور الا تخرّص لم يدعم بدليل . فمثلا قولهم في : « اطلبوا العلم ولو في الصين » بان المراد بذلك الذكور دون الاناث ، انه في الحقيقة ناشئ من ضعف الملكات والقدرات العلمية التي يحملونها ، ولماذا هؤلاء لا يقولون بتخصص الآيات الواردة في القران الكريم والتي تخاطب المسلمين بقوله : « يا ايها الذين آمنوا» او « كتب عليكم » والتي جاءت بصيغة المذكر وحصرها في الرجال ، بل لابد من القول ان الصلاة والصوم والزكاة بل وسائر الاعمال الواردة في مثل هذه النصوص كلها خاصة بالذكور دون الاناث ، لان الخطاب ورد بصيغة الذكور .

وعلى اي حال فان اول من دوّن وكتب وأملى من الرجال هو الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، ومن النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولقد اشرنا الى هذا في مكان آخر من الموسوعة (2) فلا نكرر .

والحاصل : ان الاسلام قد اصيب من الداخل والخارج بكثير من التزوير والتحريف ، فان الاعداء قاموا بعملية تدليس الحقائق التي هم يعرفونها احسن من غيرهم حيث رفعة الاسلام وعظمته ، ولكنهم قوموا الاسلام بعمل بعض المسلمين المتزمتين الذين ادخلوا اراءهم وعاداتهم وتقاليدهم في الاسلام وعرضوها باسم الاسلام ، ومن هنا نحذرهم من الاستناد في المسائل الفكرية الاسلامية على عمل المنتسبين الى الاسلام ، بل المفروض عليهم ان يستندوا الى الكتاب والسنة الصحيحة ، وعلى سيرة الرسول [صلى الله عليه واله] واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام ، ومن الملاحظ ان النساء اللائي ارتبطن بهؤلاء القادة من امهات وزوجات وبنات واخوات لم يكن فيهن من الاميات واحدة ابدا ، فكلهن من فضليات عصرها .

ولا مجال اذن من حمل الروايات او الآيات الى ما يرتئيه اصحاب العقول المتحجرة ، والاخذ بآرائهم وتخصيص تلك الآيات المذكورة او حصرها بعلم القرآن او الدين بل هي مناقضة لجميع النصوص التي وردت في مسألة المعرفة والعلم والتدبير .

كما لامجال للمتربصين بالإسلام من الاستدلال على الفكر الاسلامي اعتمادا على سيرة واعمال المنتسبين الى هذا الدين طالما هناك نصوص صريحة ومفصلة لهذا الجانب كما ولغيره ، ومن هنا نجد ان العلماء قد صنفوا الروايات الخاصة بالعلم والمعرفة والتدوين والترجمة وغيرها من معاجمهم ، فليراجع .

__________________         

(1) بحار الانوار : 67 / 68 .

(2) راجع الجزء الاول من معجم المصنفات الحسينية من هذه الموسوعة . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.