أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3295
التاريخ: 16-05-2015
9427
التاريخ: 10-8-2016
3943
التاريخ: 18-10-2015
3631
|
اشتهر في الناس أنّ أبا الحسن موسى (عليه السلام ) كان أجلّ ولد الصادق (عليه السلام ) شأناً ، وأعلاهم في الدين مكاناً ، واسخاهم بناناً ، وأفصحهم لساناً ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم وروي أنّه كان يصّلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس ، ثمّ يخرّ ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتّى يقرب زوال الشمس ، وكان يقول ، في سجوده (عليه السلام ) : قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك ؛ وكان من دعائه (عليه السلام ) : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ؛ وكان (عليه السلام ) يبكي من خشية الله حتّى تخضل لحيته بالدموع .
وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم في اللّيل العين والوَرِق وغير ذلك ، فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي وجه هو ؛ وروى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلويّ ، عن جدّه بإسناده قال : إنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى (عليه السلام ) ويشتم عليّاً (عليه السلام ) ، فقال له بعض حاشيته : دعنا نقتل هذا الرجل ، فنهاهم عنه أشدّ النهي ، وسأل عن العمري فقيل : إنّه يزرع بناحية من نواح فركب إليه ، فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا ، فتوطّأه أبو الحسن (عليه السلام ) بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت في زرعك هذا؟ .
فقال : مائة دينار .
قال : وكم ترجو أن تصيب؟ قال : لست أعلم الغيب .
قال : إنّما قلت لك : كم ترجو.
فقال : أرجوا أن يجيئني فيه مائتا دينار .
قال : فأخرج له أبو الحسن (عليه السلام ) صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو .
فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسّم أبو الحسن موسى (عليه السلام)وانصرف ، ثمّ راح إلى المسجد فوجد العمري جالساً فلمّا نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته .
قال : فوثب إليه أصحابه فقالوا له : ما قصّتك؟ فقد كنت تقول غير هذا!! قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأَبي الحسن (عليه السلام ) ، فخاصموه وخاصمهم .
فلمّا رجع أبو الحسن (عليه السلام ) إلى داره قال لمن سألوه قتل العمرىّ : أيّما كان خيراً ما أردت أو ما أردتم؟.
وذكرت الرواة أنّه (عليه السلام ) كان يصل بالمائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار ، وكانت صرار موسى (عليه السلام ) مثلاً .
وذكروا : أنّ الرشيد لما خرج إلى الحجّ وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر (عليهما السلام) على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت؟ فقال (عليه السلام ) : إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلّة العير ، وخير الاُمور أوسطها .
قالوا : ولمّا دخل هارون المدينة وزار النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا ابن عمّ ، مفتخراً بذلك على غيره .فتقدّم أبو الحسن (عليه السلام ) وقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبه فتغيّر وجه الرشيد وتبيّن فيه الغضب.
وروى الشريف الأَجلّ المرتضى (قدس الله روحه) عن أبي عبيد الله المرزبانيّ ،مرفوعاً إلى أيّوب بن الحسين الهاشميّ قال : كان نفيع رجلاً من الأَنصار حضر باب الرشيد وكان عريضاً وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وحضر موسى بن جعفر (عليهما السلام) على حمار له ، فتلّقاه الحاجب بالبشر والإِكرام ، وأعظمه من كان هناك ، وعجّل له الإِذن ، فقال نفيع لعبد العزيز : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم ، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما لئن خرج لاَسوءنّه ، قال له عبدالعزيز : لا تفعل ، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ من تعرّض لهم في خطاب إلاّ وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر .
قال : وخرج موسى (عليه السلام ) فقام إليه نفيع الاَنصاري فأخذا بلجام حماره ، ثمّ قال : من أنت؟ فقال : يا هذا ، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله ابن اسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عزّ وجلّ على المسلمين وعليك إن كنت منهم الحجّ إليه ، وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتّى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمرالله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول : اللهم صلّ على محمد وآل محمد فنحن آل محمد ، خلّ عن الحمار ؛ فخلّى عنه ويده ترعد ، وانصرف بخزي ، فقال له عبدالعزيز : ألم أقل لك؟! وروى عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام)فسلّمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى (عليه السلام ) في دهليزه قاعداً في مكتبه وهو صغير السنّ ، فقلت : أين يضع الغريب إذا كان عندكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إليّ ثمّ قال : يجتنب شطوط الاَنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية الدور ، والطرق النافذة ، والمساجد ، ويرفع ويضع بعد ذلك أين شاء ؛ فلّما سمعت هذا القول نبل في عيني وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت فداك ، ممّن المعصية؟ فنظر إليّ ثم قال : اجلس حتى اُخبرك ، فجلست فقال : إنّ المعصية لا بد أن تكون من العبد ، أو من ربه ، أو منهما جميعاً ، فإن كانت من الربّ فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله بما لم يفعله ، وإن كانت منهما فهو شريكه والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأَمر وإليه توجّه النهي وله حقّ الثواب والعقاب ، ولذلك وجبت له الجنّة والنار؛ فلمّا سمعت ذلك قلت { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [آل عمران : 34].
ونظم بعضهم هذا المعنى شعراً وقال :
لم تخلُ أفعالُنا اللاّتي ندمّ بها * إحدى ثلاثِ خلالٍ حينَ نأتيها
إمّا تفرّد بارينا بصنعتها * فيسقطُ اللومُ عنّا حين ننشيها
أو كان يشركنا فيه فيلحقهُ * ما سوفَ يلُحقنا مِن لائمٍ فيها
أو لم يكن لإِلهي في جنايتها * ذنبٌ فما الذنبُ إلاّ ذنبُ جانيها
وروى أبو زيد قال : أخبرنا عبدالحميد قال : سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى (عليه السلام ) بمحضر من الرشيد وهم بمكّة فقال له : هل يجوز للمحرم أن يظلّل على نفسه ومحمله؟ فقال : لا يجوز له ذلك مع الاختيار .
فقال محمد بن الحسن : افيجوز أن يمشي تحت الظلال مختاراً؟ قال : نعم .
فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك ، فقال له أبو الحسن (عليه السلام ) : أتعجب من سنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتستهزئ بها!! إنّ رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم ، إنّ أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضلّ عن سواء السبيل ؛ فسكت محمد بن الحسن ولم يحر جواباً.
وكان (عليه السلام ) أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتاً به ، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ، وكان الناس بالمدينة يسمّونه زين المتهجّدين .
ومن باهر خصائصه (عليه السلام ) ما وردت به الآثار في شأن اُمّه ، وذلك ما أخبرني به المفيد عبدالجبّار بن علي الرازي (رحمه الله) ، إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي علي أحمد بن جعفر البزو فري ، عن حميد بن زياد ، عن العبّاس بن عبيد الله ابن أحمد الدهقان ، عن إبراهيم بن صالح الأَنماطي ، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة ، عن هشام بن أحمر قال : أرسل إليّ أبو عبدالله (عليه السلام)في يوم شديد الحرّ ، فقال لي : اذهب إلى فلان الافريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا ، ومن صفتها كذا ؛ فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده ، فلم أر ما وصف لي ، فرجعت إليه فأخبرته فقال : عد إليه فإنّها عنده ؛ فرجعت إلى الافريقي ، فحلف لي ما عنده شيء إلاّ وقد عرضه علي ، ثمّ قال : عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس ممّا يعترض ، فقلت له : اعرضها علي ، فجاء بها متوكّئة على جاريتين تخطّ برجليها الأَرض ، فأرانيها فعرفت الصفة ، فقلت : بكم هي ؟ فقال لي : اذهب بها إليه فيحكم فيها ، ثم قال لي : قد والله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنّه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنّها نظرت إلى القمر وقع في حجرها . فأخبرت أبا عبدالله (عليه السلام ) بمقالتها ، فأعطاني ، مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرّة لوجه الله تعالى إن لم يكن بعث إليّ بشرائها من المغرب .
فأخبرت أبا عبدالله (عليه السلام ) بمقالته ، فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) : يا ابن أحمر أما أنّها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب .
وقد روى الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب الإِرشاد) مثل هذا الخبر مسنداً إلى هشام بن الأَحمر أيضاً ، ألاّ أنّ فيه : إن أبا الحسن موسى (عليه السلام ) أمره ببيع هذه الجارية ، وإنّها كانت اُمّ الرضا (عليه السلام) وسمّي (عليه السلام ) بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به ، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|