أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016
1820
التاريخ: 27-3-2021
1731
التاريخ: 21-5-2019
11090
التاريخ: 9-2-2021
3992
|
قال علي (عليه السلام) : (الرزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك ، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك ، كفاك كل يوم ما فيه ، فان تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك ، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك).
في هذه الحكمة الشريفة مضامين عالية جدا ، وعلاجات لحالات اقتصادية يعاني منها السوق العالمي عامة ، ويحاول الخبراء تقديم دراسات حولها ، وحلول لها ، من اجل السيطرة على الحاجة البشرية المتزايدة ، ولمواجهة التضخم السكاني ، وازدياد البطالة وغيرها مما كثر طرحه على الساحة.
وقد بدأ الامام (عليه السلام) مع الإنسان بداية مطمئنة ، من خلال تأكيده لضمان رزق العبد ، والرزق هو : ما ينتفع به الإنسان من لوازم حياتية ، كالأكل والشرب ، والدواء ، والملبس والمسكن ، وغيرها حتى الجاه والنفوذ ، وان جميع ذلك قد تكفل به تعالى للمخلوقين جميعا ، دون ان يكون لهم دور في وصول الرزق.
وبناء على ذلك – الضمان – فلا داعي للقلق، ولا للتحسب للمستقبل ، وما يحمله من مفاجآت ، وازدياد في السكان ، او البطالة عن العمل ؛ إذ المدة التي يعيشها الانسان غير معلومة فإذا اراد استباق الاحداث والزمن فكم يخزن ؟
وإلى متى يبقى على تلك الحال ؟
وفي أي مكان يبحث او يطلب ؟
وسواها من الاسئلة التي لا تتمكن الإجابة عنها ، لعدم المعرفة بأمد بقاء الانسان حيا.
إذن لا موجب لأن يهتم الفرد – كبيرا ام صغيرا ، رجلا ام امرأة ، مكفولا ام غير مكفول – ويفكر فيما سيأتي ، لأنه امر مجهول.
ثم ذكر (عليه السلام) الانسان بأنه في كل يوم يعيشه ، سيواجه عددا من القضايا ، التي تشغل وقت الإنسان ، وتنسيه حرصه على ممارسة طبيعته البشرية ، فلماذا الاهتمام بما لا فائدة منه ، لأنه لو بقي فرزقه مضمون ، فالسنة بما تعنيه من مدة طويلة ، إن عاشها الإنسان فعلا فمضمونة ، بدون مداخلة العبد ، واما إذا لم يعشها، فلماذا يهتم الانسان لشيء قد لا يبلغه ، فيزداد قلقا وتعبا ، بلا فائدة له من ذلك .
ثم بين (عليه السلام) حقيقة اخرى مطمئنة للنفوس ، إذ تخفف عن الإنسان ما يضغط عليه من عوامل نفسيه – داخلية – توجب قلقه ، وهي ان ما قسمه الله تعالى من الرزق لمخلوق لا يكون لغيره ابدا ، مهما كان الجهد المبذول لاستخلاصه من المقسوم له ، - والشواهد على ذلك كثيرة ، بحيث لا يحول العبد المكاني او الزماني عن الوصول بالوقت المقرر ، فإذا تيقن الانسان المؤمن بذلك ، عرف ان المستعجل لا يحصل فوق المقدر له ، والمبطئ لا يذهب عنه شيء إلى غيره ، نعم على الإنسان ان يبذل الجهد المناسب ، ويزاول العمل المناسب ، لأن الوسيلة للارتزاق ، إذ للوسائل الاعتيادية من الاعمال والمهارات التي ينتجها الإنسان بمختلف انحائها المشروعة ، دورا واضحا في استيفاء الرزق المضمون ، فيلزم الإنسان الايمان بأن الله تعالى خلقه ، وتكفل برزقه ، ولكن لابد من التسبب لذلك ، بأن يسعى في سبيل التحصيل، فينفع غيره ونفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|