الاستخدام التجاري

يعد الاستخدام التجاري من استخدامات الأرض المهمة داخل المدينة وأكثرها ديناميكية ونشاطا وتعد الاستعمال التجاري من الاستخدامات الاساسية التي ساهمت في ظهور الحضرية في العالم في مرحلة التحول من النمط الريفي المبعثر إلى الاستيطان المتجمع ضمن نويات مركزية، ولا تعتبر النسب التي يمثلها هذا الاستعمال من المساحة التي يشغلها عن أهميتها والتي تتراوح عادة ما بين 3% إلى 5% من المساحة المبنية للمدينة وبين1.5% إلى 3% من المساحة الكلية.

كما تعد الوظيفة التجارية من أقدم الوظائف التي مارستها وتمارسها المدن في كل زمان ومكان في ظل نظام اقتصادي، كما أنها تعد وظيفة أساسية لا يمكن تجاهلها عند تحديد وظائف المدن فمن الصعب أن نتصور مدينة دون النشاط التجاري فقد تقوم به خارج حدودها، فقد أدت إلي نشأة المدن في الأقاليم ذات الحضارات القديمة وإلي تطور المدن وتنميتها في هذه الأقاليم وفي غيرها، والسبب في ذلك التراكم المالي في المدن يرتبط بنشاط التبادل التجاري وهو سمة أساسية في المدن المعاصرة، فضلا عن أنها لعبت دورا هاما في ظهور مدن العصور الوسطي وازدهارها، وتتعدد مظاهر الوظيفة التجارية في المدن من عدة زوايا: فالمدينة نقطة تتجمع فيها المنتجات لتوزيعها أو لاستهلاكها .

وغالبا فإن معظم المدن المصرية تتسم بازدواجية السوق والمناطق التجارية حيث تضم مناطق تجارية قديمة وهي تمثل النوايات الأولي التي تمت حولها المدينة، وهي غالبا تقع في أقدم أحياء المدينة من حيث النشأة، أما المناطق التجارية الحديثة فهي تقع في أحياء المدينة الحديثة النشأة، والتي تنشأ مع تزايد المدينة السكاني المستمر وبالتالي الامتداد العمراني نحو مناطق النمو العمراني الجديدة بعد تشبع المناطق القديمة وتكدسها، وبالتالي تنشأ مناطق تجارية كبيرة قد تفقد المنطقة التجارية الرئيسة القديمة مركزيتها ونفوذها.