أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-07
791
التاريخ: 14-7-2022
2086
التاريخ: 17-4-2021
2256
التاريخ: 15-5-2018
2155
|
الحجاب (*)
الحجاب هو حكم شرعي ، فرضته الشريعة الإسلامية على المرأة ، وأوجبت عليها اتباعه والالتزام به ، على الوجه الأكمل ، حسب النصوص الشرعية المستقاة من الرسالة السماوية ، (القرآن الكريم) والأحاديث النبوية الشريفة ، والأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار.
لقد فرض الإسلام الحجاب على المرأة ، ليقيها الفتنة والإغراء ، وتصون نفسها وشرفها وتتحرز من كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، الفسقة الذين لا يردعهم شرف ولا دين. وقد نص القرآن الكريم على حجاب المرأة ، وسترها بقوله سبحانه :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ(1) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].
والحجاب كل ما حال بين شيئين : قال الشاعر :
اذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس أو أمطرت دما
وقال سبحانه وتعالى :
( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ (2) عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
وخلاصة معنى الآيتين الكريمتين ، أن الله سبحانه وتعالى أمر المرأة المسلمة بلبس الخمار والحجاب ، فسترها بما أمرها الله بستره عن نظر الرجال الأجانب ، وإن كانوا من عشيرتها أو أقاربها إلا ما نص عليه التنزيل ، ما هو إلا صيانة لعفتها وشرفها.
فالله سبحانه وتعالى ، أمر المرأة بأوامر ترجع لمصلحتها الدنيوية فضلاً عن الأخروية ، لتعيش في سعادة وهناء.
إن الدين الإسلامي حافظ على القيم الأَخلاقية ، بجميع صفاتها ، فلم يدع مزية حسنة ، إلا حرَّض الإنسان عليها وحثه على اتباعها.
بعض الأخبار الواردة في الحجاب :
إن الأخبار الواردة في الحجاب ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار متواترة وكثيرة لا يمكن استيعابها في هذا الفصل القصير.
لكن لابد لنا ونحن نكتب من ذكر بعضها ، على سبيل المثال ، او الشاهد ليتضح مدى اهتمام الشريعة الاسلامية السمحاء بالحجاب للمحافظة على القيم الأخلاقية السامية.
في كتاب الوسائل (3) عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يريد فاطمة ، وأنا معه. فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه ، فدفعه ، ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة عليها السلام : وعليك السلام يا رسول الله ، قال : أأدخل ؟ قالت ليس عليَّ قناع ... فقال : يا فاطمة خذي فضل ملحفتك ، فقنعي به رأسك ... ففعلت.
وفي كتاب مستمسك العروة الوثقى (4) عن جماعة ، مستندين في ذلك الى صحيح الفضيل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الذراعين من المرأة. هل هما من الزينة التي قال الله تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ) ؟.
قال : نعم ، وما دون الخمار من الزينة ، وما دون السوارين.
وظاهر أن ما ستره الخمار هو الرأس والرقبة ، والوجه خارج عنه ، وان الكف فوق السوار لا دونه ، فيكونا خارجين عن الزينة ... الخ.
وفي كتاب العروة الوثقى :
« لا يجوز النظر الى الأجنبية ... ولا للمرأة النظر الى الأجنبي من غير ضرورة ... واستثنى جماعة الوجه والكفين ، فقالوا : في الجواز فيها مع عدم الريبة والتلذذ.
وفي كتاب الوسائل للحر العاملي : (5) عن الفضيل قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الذراعين من المرأة ، هما من الزينة التي قال الله تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ) قال : نعم ؛ وما دون الخمار من الزينة. وهما دون السوارين.
وفي صفحة ١٤٦ ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الوجه ـ والكفان والقدمان.
وعن مسعدة بن زياد قال : سمعت جعفراً قال : وسئل عما تظهره المرأة من زينتها ، قال : الوجه والكفين.
وفي منهاج الصالحين : يجب على المرأة ستر ما زاد على الوجه والكفين ، عن غير الزوج والمحارم ، بل يجب عليها ستر الوجه والكفين عن غير الزوج حتى المحارم مع تلذذ ... بل عن غير المحارم مطلقاً على الأحواط (6).
وجاء في كتاب الترغيب والترهيب : « عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : « يا أسماء ، إن المرأة إذا بلغت المحيض ، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا ... وهذا ... وأشار الى وجهه وكفيه » (7).
وجاء في الوسائل ايضاً (8).
رواية عن أبي جعفر قال :
« استقبل رجل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة ، وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن ، فنظر إليها وهي مقبلة ، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سمّاه ببني فلان فجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط ... او زجاجة ، فشق وجهه.
فلما مضت المرأة ، نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره فقال :
والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولأخبرنه ... فأتاه ...
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ما هذا ؟! فأخبره ...
فهبط جبريل عليه السلام بهذه الآية :( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (9).
وعن عائشة قالت : دخلت عليَّ ابنة أخي لامي ، عبدالله بن الطفيل ، مزيَّنة ، فدخل النبي صلى الله عليه وآله ، فأعرض ، فقالت عائشة : يا رسول الله ابنة اخي وهي جارية. فقال : « إذا عركت المرأة ـ أي حاضت ـ لم يحل لها أن تظهر إلا وجهها وإلا ما دون هذا ـ وقبض على ذراع نفسه ، فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى » (10).
دعاة السفور وأثرهم السيء على الأخلاق :
لا يخلو زمان من الأزمان ، من اناس فاسدين ، ضالين مضلين يزرعون بذور الفساد في النفوس البريئة.
وها هم اليوم يتقولون : إن الإسلام ضرب الحجاب على المرأة لتكون رهينة البيت ، وضمن نطاق الجدران لا تصلح إلا للخدمة ، إذ لا يمكنها وهي محجبة الانسجام مع الأجيال المتطورة والمدنية الحديثة.
وقبل كل شيء لابد لنا من طرح بعض الأسئلة على محبذي السفور ، والخلاعة ، الذين يرونهما من أهم أسباب الحضارة والمدنية ، التي تمكن المرأة من أن تماشي التطور في عصرنا الحاضر.
ليت شعري ... هل التطور هو أن تخرج المرأة الى الملاهي والمراقص ودور الخلاعة ؟ على شكل مناف للغيرة والحمية ، لا حياء يردعها ، ولا حجاب يسترها ؟
ولكن أين هي المرأة المسلمة الآن من الإسلام ؟ وقد استعبدتها شياطين الانس والجان ... وهذه المدنية الزائفة التي أعمتها وأعمت بصيرتها وأوحت لها ان التقدم والرقي ، هو ترك ما كان عليه الأجداد من الدين ... والحياء ... والخلق الكريم.
فتحررت من تراثها العظيم حتى لا تتصف بالرجعية وانحطت ، وانحدرت إلى أسفل درك بفضل الاستهتار والخلاعة والتبرج السافر.
لو كانت الفتاة المسلمة قد راعت الاحتشام في ملبسها وتصرفاتها وحركاتها ، لو أنها اخفت زينتها ولم تعرض النهود والأرداف والأذرع والسيقان لكان اولى بها وأعف وأتقى ، وكانت في حصن حصين من ان تقع في مزالق الفوضى ، مخدوعة ببريق كلام المفسدين دعاة السفور العابثين. وما أحسن ما قيل :
أفوق الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
وما الخلخال حين الساق صارت تطوقها عيون الناظرينا
عيون المعجبين لديك جمر ستشعل إن أردت هوى دفينا
فتاة الجيل مثلك لا يجاري سفيهات يبعن تقى ودينا
فبالتقصير طالتنا الأعادي وباللذات ضيعنا العرينا
أبنت ( خديجة ) كوني حياء كأمك تنجبي جيلاً رزينا
خذيها قدوة ننهض جميعاً وتبق ديارنا حصناً حصينا
ولا يشغلك قشر عن لباب ولا تضلك (صوفياهم ولينا ) (11)
ولو أن الفتاة المسلمة لم تتفنن في تجميل وجهها بالأصباغ والمساحيق وقضاء وقت طويل في تصفيف شعرها عند المزين ( الكوافير ) لهان الخطب.
ألم يكن الأولى بها أن ترتدي ثوب العفة والحياء ؟
وكما قيل :
سيري لمجدك تحت ظل عفاف وتجملي بمطارف الألطاف
ما الدر وهو مجرد عن حرزه بمقدر كالدر في الأصداف
لا أجافي الصدق ، ولا اجانب الحق إن قلت ، ان النساء في عصرنا الحاضر ، ضائعات في متاهات ، لا يدرين اي طريق سلكن وقد تقاذفتهن التيارات ، واختلطت عليهن سبل الحياة.
نحن في القرن العشرين عصر العلم والأدب ... عصر النور والثقافة ... عصر الذرة ... عصر الصعود الى القمر والمريخ ...
وأيضاً عصر المستهترين الضالين ، الذين لا يعون ما يفعلون ، ولا يرعوون ( وهم دعاة السفور والخلاعة ) الذين يدعون المرأة المسلمة الى التحرر من سجنها المزعوم والانطلاق من عشها المظلم وهم يهتفون بأصوات عالية ونداءات جريئة وألفاظ براقة خلابة.
يدعونها الى خلع الحجاب عن رأسها والاسفار عن مفاتن جسمها بدعواهم ان الحجاب من مخلفات العصور المتخلفة ومن خرافات السنين الغابرة والعهود المظلمة ومن بقايا الأديان والطقوس البائدة.
مساكين هؤلاء الذين ينادون بسفور المرأة ... ويدعونها الى ترك حجابها قد ضيعوا انفسهم ... وضيعوها ، وخدعوا انفسهم... وخدعوها وأساؤا الفهم والتصرف ، وما دروا أي ذنب اقترفوا؟! وفي أي هاوية أوقعوا المرأة ، وفي أي بلاء رموها ، وأي عز لها هدموا ؟!
لقد زينوا لها السفور حتى أخرجوها من خدرها ، وعزها ، ودلالها وحشمتها ووقارها وبيتها الذي هو حصنها الحصين.
أخرجوها الى الشارع سافرة تفتن الناظرين بجمالها ، لتسحر الناس بانوثتها ، وهم لا يبالون ولا يردعهم رادع من ضمير او دين.
___________________
(*) الحجاب في اللغة : هو الستر. وفي كتاب تاج العروس للزبيدي : باب حجب ... حجبه ... يحجبه ( حجبا وحجابا ) ستره ، وأمرأة محجوبة ، ومحجبة ( للمبالغة ) قد سترت بستر ..
وضرب الله الحجاب على النساء ، وذكر الزبيدي في حديث الصلاة : حتى توارت بالحجاب والمراد بالحجاب ، هنا الافق ... أي حين غابت الشمس وراء الافق.
(*) عن مجمع البحرين ـ للطريحي : الجلابيب جمع جلباب وهو الثوب الواسع اوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها. وتبقي منه ما ترسله على صدرها وقيل الجلباب هو الملحفة وكل ما يستتر به من كساء اوغيره ومعنى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ) : أي يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن ـ أي اكتافهن.
(2) عن كتاب مجمع البحرين للطريحي : قوله : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ ) ـ أي مقانعهن ـ جمع خمار وهي المقنعة ، واختمرت المرأة أي لبست خمارها وغطت رأسها.
(3) وسائل الشيعة ـ للحر العاملي ـ ج ٧ ـ ص ١٥٨.
(4) مستمسك العروة الوثقى ـ السيد محسن الطباطبائي الحكيم ـ ج ١٢ ـ ص ٢١.
(5) وسائل الشيعة ـ للحر العاملي ـ ج ٧ ـ ص ١٤٥.
(6) منهاج الصالحين ـ السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي.
(7) الترغيب والترهيب ـ للمنذري ـ ج ٤ ـ ص ١٦٤.
(8) وسائل الشيعة للحر العاملي ـ ج ٧ ـ ص ١٣٨.
(9) سورة النور ـ آية ـ ٣٠.
(10) تفسير الطبري ـ ج ١٨ ـ ص ٩٣.
(11) عن مجلة الوعي الاسلامي الكويت ـ العدد ـ ٥١.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|