أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023
1268
التاريخ: 15-2-2016
13236
التاريخ: 2024-09-02
352
التاريخ: 20-10-2014
2837
|
علم الأجنة : وهو من العلوم الحديثة التي سلطت الأضواء على الكثير من الحقائق العلمية التي قام عليها الطب الحديث، وكشف لنا بعض الغوامض والنواقص، وملأ الفراغ للكثير من القضايا الطبية المجهولة سابقا، وعلّمنا بعض الأسرار الالهية العجيبة التي جعلت الانسان يقف أمامها خاشعا بكل جوارحه. وهو مشبع بالايمان والعقيدة بذلك الخالق الذي أتقن وصور، وأبدع كل شيء خلقه وفق تقنية إلهية حكيمة.
ولا يخفى علينا أنّ علم الأجنة ساهم كغيره من العلوم في دحض النظريات الملحدة، كنظرية دارون المسماة ب (نظرية النشوء والتطور) التي تقول : إنّ الكائنات الحية تفرعت من أصل واحد وتناسلت من خلية واحدة.
[إنّ أول حجر وضع في إنكار الوجدانيات والمسلّمات الفطريات، الذي هو من الغرائز الأولية، وأوّل مقدمة مهدّها في مبادئ هذا الموضوع، هو- داروين- استاذ المعطلين الملحدين فيما مضى وفي هذه العصور المظلمة التي هي الأجدر بأن تسمى بتلك التسمية، ومن أقواله المنسوبة إليه وإلى تلميذه الشارح لمذهبه وهو- بحتر- هو قوله : إنّه تجلى لنا وجه أبينا، من وراء حجب العدم ينظر إلينا بعينين تتوقدان بنيران الشبيبة الأزلية قائلا : قبل اللّه كنت، وهذا الأب الأزلي- على رأيه- كان في بعض الأزمنة قردا، وكان قبل ذلك مخاطا، وأنّه كان نقيعا في الماء لاصقا بصخرة، وكان وما زال يتدرج في سلم النشوء والارتقاء حتى بلغ إلى طوره اليوم ... الخ.
ولكن عارضه الكثيرون من ابناء جلدته، وأكابر فلاسفة عصره، مثل الانجليزي الشهير- تندل- حيث قال في مقام الرد عليه : إنّ ذلك القول خطأ وعرضة للبطلان.
وقول- فرخو- البرليني، وهو من أكابر علماء التشريح : ما للارتقاء من ركن علمي.
وقول الدكتور- دوسون- وهو من أكابر علماء الجيولوجيا : قلنا بالأدلة الصحيحة : إنّ الانسان خلق في الأصل إنساسا ولم يكن يوما ما قردا أو سلالة قرد، ولا يقال على غيره من سائر الحيوانات ما قاله في الانسان، ولا دليل على ذاك المدّعي.
وكمقالات الفلكي الطبيعي الشهير الفرنسي- كاميل ملامريون- وكثير من أمثاله من الرجالات الغربيين ومشاهيرهم] «1».
ثم أنه ما يدريه أنّ أباه قبل أن يكون قردا كان مخاطا ونقيعا في الماء ولاصقا بصخرة، ويتدرج ويرتقي حتى بلغ إلى ما هو عليه اليوم، فالاشكال والسؤال : لماذا انتهى التدرج والارتقاء؟ وما الذي أوقفه على صورة الانسان؟ وما الذي منعه عن الانتقال إلى غيرها وغيرها؟
فأي خير يرجى أو جدوى علم تؤمل ممّن قصر إدراكه عن إدراك ذات نفسه، وهي أبده البديهات إليه، وأقرب الأشياء منه، فأنكرها من حيث يدري ولا يدري، وجحدها من حيث يشعر أو لا يشعر. أفترجو ممّن أنكر نفسه، وضغط على شعوره، وتهالك على إماتة وجدانه حذرا من أن يصل به العلم إلى معرفة خالقه والالمام بمبدئه ومعاده، كل ذلك رجع عليه بعيد.
ولقد جاء علماء الأديان بأقرب شيء إلى العقل لمعرفة الرب سبحانه حيث قالوا : من عرف نفسه فقد عرف ربّه، والمقصود أنّ الطريق الذي تعرف به نفسك، هو النظر في آثارها وأعمالها، فتعرفها من كونها أمّارة ولوّامة ومطمئنة، وفيها القوة الشهوانية والغضبية، وكونها بليدة وجاهلة وعالمة، إلى غير ذلك من كونها وعاء كل فضيلة أو رذيلة، ممّا يتعلق بالنفس وتوصف به النفس، هو الطريق الذي تعرف به ربك- عزّ ذكره- أن تنظر إلى ملكوته وجبروته وعظمة مجده وعزه، من خلال إبداعه وخلقه و إتقان صنعه، فتنتقل إلى معرفته على أظهر وأصح سبيل، فتعرفه عليما قديرا سميعا مدبرا ومديرا حكيما، فلا يجهل شيئا ولا يعجزه شيء، يفعل ما يفعل لمصالح ومنافع، وينهى محذرا لمفاسد ووجود مضار، فكل ذلك يتعلق بخلقه وهو اللطيف الخبير.
ولعل المراد من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». هو التلازم بينهما وأنّ النفس حادثة مخلوقة لقادر عليم قديم أزلي، وإذا عرفت اللّه سبحانه انتقلت إلى نفسك لشاهد قوله تعالى : نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ فمن جهل نفسه فأحرى به أن يجهل ربه، فهي قضية متبادلة متعاكسة في المبدأ والغاية، والسبب والمسبب إلى ما هنالك.
وهذه النظرية إضافة إلى كونها غير مقبولة من الناحية الدينية والعقلية، دحضتها العلوم الحديثة المتطورة كعلم الأجنة- كما ذكرنا سابقا- وعلم الوراثة الحديث، حيث أدى إكتشاف (الكروموسومات) و(الجينات) إلى التعرف على صفات وخصائص كل كائن حي، وهذا ما جعل من نظرية (دارون) خرافة قديمة لا يستساغ سماعها في الوقت الحاضر.
والآن وبعد اكتشاف العلوم الحديثة وأجهزتها المعقدة، أصبح علم الأجنة يقدم لنا دليلا حيّا وشريطا مصورا، متناهي الدقة ومتكامل المعالم، لمختلف مراحل تكوين ونمو الانسان منذ نشأته حتى تكامله، ممّا أسهم بفاعلية كبيرة في سد الكثير من الثغرات التي كانت موجودة في السابق قبل تطور علم الأجنة الحديث.
وقد بلغ من دقة هذا العلم- في الوقت الحاضر- انه تمكن بسهولة من متابعة التطورات الجنينية المختلفة للانسان منذ يومه الأول، يوما بيوم واسبوعا بأسبوع، وحدد بالضبط أطوار ومراحل النمو الجنينية، فأصبح بمرور الأيام علما متكاملا كغيره من العلوم الطبية التي ساهمت في تحديث ورقي الطب البشري نحو الأفضل.
ويساهم الآن علم الأجنة- كسائر العلوم الطبية الاخرى- مساهمة كبيرة في تفسير بعض الآيات القرآنية، التي تحمل في طياتها إعجازات علمية وإلهية هائلة، كانت لزمن طويل خافية على الانسان.
فخدم بما يملك من معلومات علمية دقيقة مدهشة الباحثين المسلمين، وأضاء لهم الطريق كي يتمكنوا من كشف بعض الأسرار القرآنية، وترجمتها وفق ما يتوفر لديهم من معلومات حديثة. وجلّ من قال :
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر : 24]
{ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران : 6]
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|