أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
3059
التاريخ: 2023-04-04
1240
التاريخ: 6-05-2015
2018
التاريخ: 2024-09-14
280
|
إنّ المتداول من تفسير القرآن بين المفسرين ، التفسير الترتيبي التجزيئي وهو تفسير القرآن؛ آية فآية وسورة فسورة ، على حسب ترتيب سور القرآن وآياتها. وكان هذا النوع من التفسير متداولا من لدن عصر الصحابة إلى زماننا.
والشاهد لذلك ما بقي بأيدينا من تفسير ابن عبّاس والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن ، وما دوّن ، من كتب التفاسير الروائية ، كتفسير الإمام العسكري وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي ، وتفسير البرهان وتفسير نور الثقلين وغيره. فانّها قد دوّنت على حسب الآيات والسور.
وكذا كتب التفاسير الاجتهادية المتداولة غير الروائية ، كتفسير «التبيان» و«مجمع البيان» و«منهج الصادقين» و«الميزان» من الخاصة ، وتفسير «الدرّ المنثور» و«الكشّاف» و«التفسير الكبير» من العامة.
وهذا النوع من التفسير هو المنهج الشائع.
ولكن هاهنا نوع آخر من التفسير ، وهو تفسير القرآن على حسب الموضوعات الواردة فيها الآيات القرآنية. وقد أجاد في تدوين ذلك المفسّر المحدث الجليل السيد هاشم البحراني في مقدمة تفسير البرهان؛ حيث دوّن التفسير الموضوعي للقرآن مستندا إلى النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ورتّبه على أساس حروف الهجاء.
وأيضا أقدم أخيرا بعض المحققين المعاصرين على تدوين هذا النوع من التفسير.
وقد عبّر الشهيد الصدر عن القسم الاول بالتفسير التجزيئي وعن الثاني بالتفسير التوحيدي أو الموضوعي. فانه بعد الاشارة إلى المناهج التفسيرية- من التفسير اللفظي والأدبي والبلاغي والأثري والعقلي والسياقي والقرآني- قال :
«إلّا أنّ الذي يهمّنا بصورة خاصة- ونحن على أبواب هذه الدراسة القرآنية- أن نركز على إبراز اتجاهين رئيسين لحركة التفسير في الفكر الاسلامي ، ونطلق على أحدهما اسم «الاتجاه التجزيئي في التفسير» وعلى الآخر اسم «الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير».
ونعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن إطارة القرآن الكريم آية فآية؛ وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف. والمفسّر في إطارة هذا المنهج ، يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجا ، بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير- من الظهور أو المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الأخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم ،- بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها ، مع أخذ السياق- الذي وقعت تلك القطعة ضمنه- بعين الاعتبار من كلّ تلك الحالات ...
الاتجاه الثاني : نسمّيه الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير. هذا الاتجاه لا يتناول القرآن آية فآية بالطريقة التي يمارسها التفسير التجزيئي ، بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية. فيبين ويبحث ويدرس- مثلا- عقيدة التوحيد في القرآن ، أو يبحث عن النبوة في القرآن ، أو عن المذهب الاقتصادي في القرآن ، أو عن سنن التاريخ في القرآن أو عن السماوات والأرض في القرآن الكريم وهكذا.
ويستهدف التفسير التوحيدي الموضوعي من القيام بهذه الدراسات ، تحديد موقف نظري للقرآن الكريم ، وبالتالي للرسالة الاسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة أو الكون» (1).
وإنّ للتفسير الموضوعي مزايا مختصّة به ، وهي :
1- تجميع الآيات القرآنية والنصوص الواردة فيها في كل موضوع.
2- استكشاف المراد من مجموع الآيات الواردة في موضوع واحد؛ بقرينية بعضها على بعض وتقييد مطلقاتها بمقيّداتها ، وتخصيص عموماتها بمخصّصاتها ، وتبيين مجملاتها وتفسير متشابهاتها بمحكماتها ، ولا سيّما مع الاستناد إلى النصوص الواردة فيها.
3- فهم مراد الأئمّة المعصومين عليهم السلام من النصوص المفسّرة على نحو الأحسن الأدقّ. وذلك لما يمتاز هذا المنهج بتجميع هذه النصوص- المتفرقة في الجوامع والكتب والأبواب المتشتّتة- حول موضوع واحد ، مع الاستضاءة من جميع الآيات الناظرة إليه.
وهذه الامتيازات غير حاصلة في التفسير التجزيئي.
ولكن للتفسير التجزيئي أهمية وخطورة لا يمكن إنكارها ولا الاستغناء عنها.
وهي أنّ المفسّر ما دام لم يكن له إشراف وإحاطة بالتفسير التجزيئي بدراسة جميع الآيات والسور القرآنية ، لا يستطيع الورود في معركة التفسير الموضوعي ، ولا يتمكن من أداء حق التحقيق والدراسة في كل موضوع لتفرّق الآيات المرتبطة بذلك الموضوع في مختلف سور القرآن وشتّى الآيات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|