أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-02-2015
2250
التاريخ: 27-02-2015
2498
التاريخ: 2024-04-08
682
التاريخ: 2024-09-08
317
|
لما كانت الآية هي ميدان النظر والعقل والتفكر، أي مادّة البحث لغرض الوصول الى اللّه، فلا بد أن تكون واضحة، بيّنة، منيرة، وأي غموض وإبهام في هذا المجال يعقد الغاية ويفصل بينها وبين أهل الفكر مساحات طويلة وصعبة، ومن هنا يعرض القرآن حشدا من الآيات بالاعتماد على الظواهر والحقائق والأمور التي هي في متناول الحس، ولكل انسان القدرة الكافية بل والقدرة المتيسرة على التعامل مع هذه الآيات؛ لأنها ليست من الأمور الخافية والمستورة بل الظاهرة المعلومة للجميع دونما حدود أو قيود، فالسماء والأرض والماء والهواء والليل والنهار والنبات والحيوان والانسان. كلها مفردات كونيّة على مستوى الظهور الذي لا يحتاج الى محاولة للإثبات الوجودي ومن الخصائص المطلوبة في هذا المجال (التنوّع)، خاصّة ان القضيّة تتعلق في التحليل الأخير بكبرى اليقينيّات الكونية (اللّه)، وليس من ريب ان تنوّع الآيات يعطي فرصة أكبر لمزيد من حركة العقل ونشاطه وحريته في تأسيس الحقيقة وصياغة النظرية، ومما يتفق عليه المسلمون وغيرهم ان القرآن مساحة مزدحمة بالشواهد الكونية المتنوّعة، ويستطيع الانسان وهو يطالع كتاب اللّه ان يلتقط ما يشاء من ظواهر الوجود التي تلامس كل قدرات الإنسانية الحسيّة الحيويّة، وقد آل هذا الأمر الى أن تكون آيات اللّه في القرآن (مفصّلة)، وقد أشار القرآن نفسه الى أن آياته مفصّلة. قال تعالى : {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ} [البقرة : 219] . و{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ} [البقرة : 242]..
والبيان هو التوضيح، توضيح من أجل إعمال العقل. قال تعالى : {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم : 28] . {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 32] . {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس : 24] فالتوضيح والتفصيل لغرض تيسير عمليّة التعقل والتفكّر، وهما من أبرز شروط العمل الفكري في أي مادّة من أجل الوصول الى نتيجة ما.
تفصيل الآيات في كتاب اللّه يتفاوت في السعة من شاهد لآخر، وطالما نجد تفصيلا لمجمل سابق، ونضرب هنا مثلا سريعا :
(1) قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم : 20].
(2) قال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 12 - 14]
ان التفاوت في التفصيل مسألة قرآنيّة عميقة تحتاج الى المزيد من المراجعة والنظر، ولها علاقة معينة بموضوع العلم، ونحن لو دققنا النظر في الآيتين السابقتين لوجدنا أن الآية الثانية قد فصّلت ما أجملته الآية الاولى، وعلى نحو متلاحق من الحقائق والأسرار التي تخصّ صيرورة الانسان عبر نشأته منذ البداية (التراب) وحتى الاكتمال الجوهري {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون : 14] . أي صار إنسانا يستحق سجود الملائكة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|