المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22

الطاقة المظلمة والفراغ الكمي
2023-03-18
Pollution and Bioremediation
28-10-2015
تحضير 12،10-دوكوساداياين-22،1-ثنائي كلايسين اثيل استر Synthesis of 10,12-docosadiyne-1,22-diglycine ethyl ester
2024-03-04
الدعاء يبرم القضاء
17-04-2015
معنى كلمة خفّ
4-06-2015
Pseudouridine Ψ
20-10-2019


الأحوص  
  
3813   12:06 صباحاً   التاريخ: 8-1-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:355-357
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 1823
التاريخ: 13-08-2015 4277
التاريخ: 24-06-2015 2445
التاريخ: 12-08-2015 2518

الأحوص (1)

أوسي من الأنصار من أهل المدينة، اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم ابن ثابت، وجده عاصم حمي الدبر أي النحل، إذ بعثه الرسول صلي الله عليه وسلم الى بني لحيان في نفر، فحاربوهم في يوم يسمي يوم الرجيع. ولما قتلوه أرادوا أن يصلبوه، فحمته الدبر منهم نهارا حتي إذا جن الليل أمطرت السماء فاحتمله السيل، فسمي حمي الدبر. وخال أبيه حنظلة بن أبي عامر الذي قتل يوم أحد وقال عنه الرسول إن الملائكة لتغسله، وقد افتخر بهما الأحوص جميعا، فقال:

غسلت خالي الملائكة الأبرار … ميتا طوبي له من صريع

وأنا ابن الذي حمت لحمه الدبر … قتيل اللحيان يوم الرجيع

وإنما لقب الأحوص لحوص كان في عينيه، وهو ضيق في مؤخرهما.

ويقال إنه كان أحمر شديد الحمرة. وهو مثل ابن أبي ربيعة عاش للحب

 

  1.  

والغزل، غير أنه فيما يظهر لم يكن ثريا، ومن ثم كان يرحل كثيرا الى دمشق يمدح خلفاء بني أمية وينال عطاياهم الجزيلة، يقول:

وما كان مالي طارفا من تجارة … وما كان ميراثا من المال متلدا

ولكن عطايا من إمام مبارك … ملا الأرض معروفا وجودا وسؤددا

وله مدائح مختلفة في الوليد بن عبد الملك وعبد العزيز بن مروان وعمر ابنه ويزيد بن عبد الملك. وأخباره تدل على أنه كان فيه طيش شديد، ولعله من أجل ذلك كان يصطدم بكثير من معاصريه، فيهجوهم هجاء قبيحا. وهو في غزله شديد الصبابة، يستأثر الحب بقلبه ويملك عليه كل شيء، حتي ليقول:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوي … فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

فالحب الحياة ومن لم يعشق عد من الأموات، بل من الجماد، بل من الحجارة أو أشد قسوة. وهو يعلن حبه إعلانا، يعلن صبوته وثورة نفسه. وكان فاسد الخلق، فانصرفت الفتيات والنساء عنه، إذ رأينه يذهب بعيدا في التصريح، على شاكلة قوله:

تعرض سلماك لما حرم‍ … ت ضل ضلالك من محرم (2)

تريد به البر يا ليته … كفافا من البر والمأثم (3)

وأشعاره في أم جعفر الأوسية أنقى غزلياته، وكانت تدفعه عنها دفعا شديدا، وكذلك كان يدفعه عنها أخوها أيمن، حتى ليروي أنه أصلاه يوما سياطا حامية، وفيها يقول:

أدور ولولا أن أرى أم جعفر … بأبياتكم ما درت حيث أدور

أزور البيوت اللاصقات ببيتها … وقلبي الى البيت الذي لا أزور

وما كنت زوارا ولكن ذا الهوى … إذا لم يزر لا بد أن سيزور

 

  1.  
  2.  

وما هو إلا أن أراها فجاءة … فأبهت حتى ما أكاد أجيب

لك الله إني واصل ما وصلتني … ومثن بما أوليتني ومثيب

أبثك ما ألقي وفي النفس حاجة … لها بين جلدي والعظام دبيب

ومضى ينظم فيها أشعاره، وهي تزداد كرها له وازورارا عنه. ونراه مشغوفا بجميلة المغنية وناديها المشهور في المدينة ومن كن فيه من الإماء مثل الذلفاء وعقيلة وسلامة القس وله فيهن غزل كثير، كن يغنين فيه، من مثل قوله في الذلفاء:

إنما الذلفاء همي … فليدعني من يلوم

حبب الذلفاء عندي … منطق منها رخيم

حبها في القلب داء … مستكن لا يريم (4)

وكانت سلامة القس أكثرهن عطفا عليه وبرا به، فنظم فيها غزلا كثيرا، يصور كلفه بها أشد الكلف وتهالكه عليها أشد التهالك على شاكلة قوله:

يا دين قلبك منها لست ذاكرها … إلا ترقرق ماء العين أو دمعا (5)

لا أستطيع نزوعا عن محبتها … أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا

وزادني كلفا في الحب أن منعت … وحب شيء الى الإنسان ما منعا

وهو في هذا الغزل بالإماء والجواري يختلف عن ابن أبي ربيعة الذي كان لا يتغزل كما مر بنا إلا بالحرائر النبيلات من القرشيات والعربيات. وهو يختلف عنه أيضا في بعده في التصريح، إذ كان لا يتحرج أحيانا من إباحة، ومن ثم شكاه أهل المدينة لأبي بكر بن حزم عامل سليمان بن عبد الملك، فأقامه على البلس للناس. ولما ولي عمر بن عبد العزيز أمر بنفيه الى دهلك، فظل بها طوال خلافته، وولي يزيد بن عبد الملك، فشفعت له سلامة-وقد صارت إليه- عنده فعفا عنه. ولما ردت إليه حريته زار دمشق، وتغني بيزيد وانتصاراته على ابن المهلب طويلا. ويقال إنه توفي حوالي سنة 110 للهجرة.

  1.  

 

  •  

(1) انظر في ترجمة الأحوص وأخباره الأغاني (طبع دار الكتب) 1/ 294، 297، 301، 4/ 224 وما بعدها، 6/ 254 وما بعدها، 9/ 64 وما بعدها وابن سلام ص 534 والشعر والشعراء 1/ 499 والموشح ص 187 والاشتقاق ص 437 والخزانة 1/ 231 وحديث الأربعاء 1/ 329 وكتابنا الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية ص 114.

(2) حرمت: دخلت الحرم مثل أحرمت.

(3) يقول: ليتني تعادل إثمي وبري، فخرجت غير بار ولا آثم.

(4) لا يريم: لا يبرح.

(5) دين هنا: داء.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.