أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-10
1022
التاريخ: 4-1-2020
1775
التاريخ: 24-6-2020
1746
التاريخ: 20-5-2018
2496
|
بالنسبة للعديد منا ، من أجمل الأشياء في فترة النضج هي أنك حر في اتخاذ قراراتك في نطاق العقل والمنطق ، فهناك شيء ما في اتخاذ القرار يعضّد يسعد ذلك الشعور بالارتياح للأمور وبالدعم أو على الأقل بعدم وجود أي تشاحن بشأن هذا القرار. فمثلا اذا قررت وقلت ((أفضل ان أقضي يوماً وحدي الاجازة الأسبوعية التالية)) ، وإذا احترمت شريكة حياتك هذا القرار فإن ذلك سيسعدك وسيزيد من المتعة التي في القرار. ونفس الشيء ينطبق على القرار الذي قد يكون له يكون له علاقة بشيء تريد القيام به أو بشيء قمت به بالفعل أو بحلم ذي خطة تسعى من أجلها أو بدورة تدريبية تريد الالتحاق بها او باتجاه تسلكه او بهواية ترغب في ممارستها او بالأكل الذي قررت اعداده على العشاء او بأي شيء آخر.
إلا أنه إذا كنت مضطراً لان تشرح قرارك او تدافع عنه فهذا شيء آخر كلية. فإن قالت شريكة الحياة ((لماذا أنت مضطر للقيام بذلك؟)) أو ((ليس من الواجب ان تقضي وقتك في القيام بشيء آخر؟)) فإن اضطرارك لشرح هذا القرار يفقد الثقة ويحبط خططك ، فهو يجعل من الشيء الممتع أمراً مسبباً للضغط والانزعاج ، وبدلاً من ان تشعر بالدعم غير المشروط ، ستشعر وكأنك في محاكمة.
فعندما كنا على الشاطئ سمعت امرأة تخبر زوجها بانها ستتناول العشاء مع صديقة تعرفها منذ فترة طويلة ، فكان رده مُبرهناً لأساس هذه الاستراتيجية ، إذ قال لها بنبرة فيها نوع من التنازل ((لماذا ستقضين وقتك معها؟)) إذ من الواضح أنه لم يوافق على دوافعها وتشكك فيها ، وكان الأمر كما قد تتخيل ، فلقد بدأت في الدفاع عن قرارها. وفي ثواني تحول الموقف من مجرد قضاء وقت الظهيرة في هدوء واسترخاء الى تشاحن فيه الكثير من الضغط ومدافعة كل طرف عن رأيه ، وأكبر احتمال ان هذا كله أدى الى إفساد ما تبقى من اليوم. وبصراحة شديدة كان التواجد بجوارهم نفسه أمراً فظيعاً. أما ما يجعل هذا النوع من القصص محزنا للغاية هو انها ليست ضرورية على الإطلاق .
إذ هل يمكنك ان تتخيل مدى الاحترام والحب الذي كانت ستكنه هذه المرأة لزوجها اذ ما قال ببساطة ((هذا يبدو ممتعا)) او ((هذا جيد لك)) لقد كانت ستشعر بإحساس رائع ومن المحتمل انها كانت ستستمر في إشراك زوجها في حياتها وقراراتها ، فلا يجب أن ننسى ان الاختيار لم يكن اختياره ، ولكنه كان اختيارها ؛ حتى إذا لم يكن يعتقد أن هذا في مصلحتها لسبب ما ، فماذا إذاً ؟ لقد اتخذت القرار بالفعل وكان قرارها هي لتعيشه وليس قراره هو.
عندما تتشكك في دوافع شخص ما خاصة عندما يكون من الواضح أنهم ليسوا بمذنبين ، فكأنك تقول لهم ((لست أكن لكم احتراما كافيا لأسمح لك باتخاذ قراراتك يجب ان تستأذني اولا حتى اعطيك موافقتي او عدم موافقتي)) .
وما عليك إلا قراءة هذه الاستراتيجية لتفهم تلك النقطة – فالتشكك في دوافع شريكة حياتك بشكل منتظم لهو طريقة مؤكدة لإفساد علاقة المحبة التي يمكن أن تكون بدون كل هذا. وبكل صدق فإن هذه الخاصية لهي عادة قبيحة لا تلقي أي تقدير أبداً.
ومن الواضح أن التساؤل من وقت لآخر لن يؤدي الى بناء أو هدم الثقة ، ولكن إذا كانت لك عادة التشكك في دوافع شريكة حياتك ، فإنها قد تكون فكرة جيدة أن ترى الحكمة التي وراء الانقطاع عن هذه العادة للابد وتؤمن بها وربما تكون افضل طريقة للانقطاع عنها هي ان تقنع نفسك بمدى انانية هذه العادة فالتشكك في دوافع شريكة حياتك والتساؤل عنها يعبر عن انه في أعماقك لا تثق في القرارات التي تتخذها ولا تحترمها ولا توافق عليها ، وكذلك فانه يتضمن ان شريكة حياتك ليست بالحكمة الكافية لان تتخذ قرارات صائبة ، وفوق كل هذا سيشجع ذلك على ظهور ردود الافعال شديدة المدافعة عن الرأي الآخر وسيسلب جزءا كبيرا من المشاركة الموجودة بين الطرفين .
وبالطبع لا نتحدث هنا عن عدم التساؤل عن دافع ما للأبد ، ولكن إذا كان شيء ما يتعلق بك أو بالعلاقة او كان مهما بالفعل ، فإن الأمر هنا مختلف تماماً ولكننا نتحدث هنا عن المسائل الصغيرة اليومية.
ونحن نشجعك على أن تفكر في هذه الاستراتيجية بجدية وستندهش من مدى الصراحة والتفتح والخلو من الهموم الذي ستكون شريكة حياتك عليه إذا توقفت ببساطة عن التشكك في دوافعها والتساؤل عنها. لذا بدلاً من التشكك في دوافعها ، تشارك معها في حماسها فهو أمر ممتع أن نتشارك مع شخص ما يتيح لك القيام بالأمور بحرية بدون أي تشكك أو تساؤل ، فإذا حاولت اتباع هذا الأسلوب فستشعر بالسعادة للأبد لأنك قمت بسلوك هذا الاتجاه في التعامل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|