أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-03-2015
2140
التاريخ: 21-09-2015
2387
التاريخ: 2024-02-23
1388
التاريخ: 2024-01-29
1248
|
يتمرس ابن جني بعض الحقائق الصوتية، ولكنه يعرضها بحذر ويقظة، وقد ينسبها إلى بعض الناس، وما يدرينا فلعلها له لأنه من بعضهم إلا أن له وجهة نظر قد تمنعه من التصريح بها لأسباب عقيدية، قد لا يسيغها المناخ الاجتماعي في نظر وإن كانت واقعا.
فهو يتحدث عن صدى الصوت في بداية تكوين اللغة، وأثر المسموعات الصوتية في نشوء الأصوات الإنسانية، وهو ينقل ذلك عن بعضهم، ولكنه يذهب إليه باعتباره مذهبا متقبلا، ووجها صالحا للتعليل، دعما لنظريته الصوتية التي يربط بها الأشباه والنظائر، ويحشد لها الدلائل والبراهين، فيقول :
«وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات إنما هو من الأصوات المسموعات، كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيج الحمار، ونعيق الغراب، وصهيل الفرس، ونزيب الظبي ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك.
وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل» (1).
فهو يربط بين الأصوات الإنسانية، وبين أصداء الطبيعة حينا، وأصوات الكائنات الحيوانية حينا آخر، مما هو من ظواهر الموجودات في الكون، وبين تكوين اللغات التي نشأت من هذه الأصوات في بداياتها الأولى.
«و قد ذهب إلى هذا الرأي معظم المحدثين من علماء اللغة وعلى رأسهم العلامة وتنيWhitney » (2).
وهذا ما يوقفنا على رأي الأوروبيين، وتعليلهم الصوتي في أصل نشوء اللغات، وأهمهما في نظرنا ما يوافق ابن جني المنقول آنفا، والقائل بامتداد الصوت عند الإنسان عن الصوت الطبيعي للأشياء، أو الصوت الحيواني غير العاقل، وإن جملة اللغات الإنسانية قد انحدرت من تلك الأصوات.
وهذا لا يمانع أن يكون اللّه سبحانه وتعالى هو ملهم الأصوات، ومنشئ اللغات، ومعلم الكائنات، فهذا هو الاعتقاد الصحيح الذي لا تشوبه شائبة، فالكلام عن هذا شيء والبحث عن أصل اللغات في انطلاق الأصوات شيء آخر.
على أن هناك رأيا آخر يذهب إلى أن استعمال الإنسان لجهازه الصوتي كان عن طريق التأوهات والشهقات التي صدرت عنه بصورة لا إرادية، وذلك حينما عبر عن آلامه حينا، وآماله حينا آخر (3).
(2) علي عبد الواحد وافي ، علم اللغة : 95.
(3) ظ : في تفصيل هذه النظريات ، إبراهيم أنيس ، دلالة الألفاظ : 20- 35.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|