اختلف الباحثون في تفسير نشأة الأهوار أو تكوينها وقد ظهرت أراء مختلفة لتفسير نشوئها ومن هذه الأراء:

- النظرية الخامسة: يرى إن منطقة الأهوار مرت ولازالت تمر بمرحلة خسف في بعض مناطقها نتيجة ثقل الترسبات التي تحملها الأنهار وان موضع الخليج العربي لم يكن في يوم ما بعيد عن موضعه الحالي وهذا ما اكده العالمان ليز وفالكون إن التوازن العجيب بين الهبوط والترسيب في الماضي القريب قد سمح باستمرار عملية الارساب ومن الادلة التي قدماها لدعم رايهما كيف لم تستطيع تلك الكميات الهائلة التي جلبتها الانهار العديدة والرياح القادمة من الصحراء الغربية ان تملئ المنخفضات التي تحتلها الانهار حاليا"، وفقدان الدليل العلمي المقبول من موضع الخليج العربي إلى الشمال من موضعه الحالي وكيف تفسر وجود اثار حضارة وسكن بشري في طبقات تعود الى ما قبل التاريخ في المناطق التي هي ألان جزء من الأهوار او كانت الى وقت قريب، ويرى فالكون ان هور الحمار تكون سنة (600 ق.م) ولا يزال على حاله وان انهار دجلة والفرات والكارون لم تعمل دلتا تتقدم الى الامام، بل إن كل ما في الأمر أنها تقوم بتفريغ حمولتها من الرواسب الغرينية في منخفضات القسم الجنوبي من السهل الرسوبي وان هذا الحوض قد انخفض، ولا يزال ينخفض بسبب ثقل الترسبات وحركات باطنية تكتونية أعقبها انحناء محدب تراكمت فيه في الماضي آلاف الأمتار المكعبة من الرواسب (1)، وقد ايد بيورنك راي ليز وفالكون إذا يرى ان السهل الرسوبي وساحله هو نفسه قبل (5000 سنة)، وان مدينة اور لم تكن واقعة على ساحل البحر وانما على شاطئ نهر الفرات الذي كان يخترق هذه المنطقة في طريقه الى ساحل الخليج العربي، وانه ليس منخفضا" ثابتا" تملؤه ترسبات الانهار لكنه عبارة عن استمرار عملية الارساب فضلا" عن الهبوط التدريجي هناك منخفضات سببتها حركات التوائية مقعرة لا تزال تعمل تدريجيا"، وهذا الراي اكثر قبولا" من الوجهة العلمية لدى المهتمين بالدراسات الجيولوجية(2).

_____________

(1)  Les and falcon, the geographical history of the mesopotamian plains geo, jour-vol 118, 1952. p29

(2)  P Buring, living condititon the lower Mesopotamian an .ancient times, Sumer .vol113, 1957. pp30 – 57