المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16682 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
من آداب عصر الغيبة: الاستغاثة به
2024-07-06
من آداب عصر الغيبة: التبرؤ من أعدائه
2024-07-06
من آداب عصر الغيبة: إحياء أمره بين الناس
2024-07-06
{قال ياآدم انبئهم باسمائهم}
2024-07-06
اعتراف الملائكة بالعجز
2024-07-06
آدم والاسماء
2024-07-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حقيقة التأويل  
  
1932   01:32 صباحاً   التاريخ: 21-11-2020
المؤلف : السيد نذير الحسني
الكتاب أو المصدر : دروس في علوم القرآن
الجزء والصفحة : 337- 343.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التأويل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-17 810
التاريخ: 10-10-2014 1833
التاريخ: 27-04-2015 2018
التاريخ: 9-10-2014 1441

 

لم يكن التأويل بعيداً عن الدراسات والبحوث القرآنية منذ أن أسس هذا العلم وقامت دواعمه حيث وقف الباحثون والعلماء على معانية واهميته ودوره في علوم القران، ونحن هناك سنحاول عرضه ولو بشكل مقتضب من أجل إيضاح ماخفي من دلائله بعد أن عرفنا معناه من خلال الدروس السابقة، لاسيما الدرس السابق.

 

معنی التأويل

التأويل يستعمل بمعنى توجيه المتشابه، وهو تفعيل من الأول بمعنى الرجوع، لأن المؤول عندما يخرج للمتشابه وجها معقولا، هو آخذ بزمام اللفظ لبعطفه إلى الجهة التي يحاول التخريج إليها، ومن ثم يستعمل في تبرير العمل المتشابه أيضا كما في قصة الخضر (عليه السلام )، قال لصاحبه: {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ } [الكهف: 78].  أي: سأطلعك على السرّ المبرر لأعمال أثارت شكوكك ودعتك إلى الاعتراض.

 إذا فكل لفظ أو عمل متشابه - أي مثير للريب . إذا كان له توجبه صحيح، فهذا التوجيه تأويله لا محالة. وعليه فالفرق بين التفسير والتأويل هو أن الأول: توضيح مالجانب اللفظ من الإبهام، والثاني: توجيه ما فيه من مثار الريب، وقد سبق ما بين عوام الإبهام والتشابه من فرق.

 وقد اصطلحوا - أيضا على استعمال التأويل في معنى ثانوي للآية، فيما لم تكن بحسب ذاتها ظاهرة فيه، وإنما يتوصل إليه بدليل خارج، ومن ثم يعبر عنه بالبطن، كما يعبر عن تفسيرها الأولي بالظهر، فيقال: (تفسير كل آية ظهرها و تأويلها بطنها). والتأويل بهذا المعنى الأخير عام لجميع آي القرآن، كما روي عن النبي (صلى الله عليه واله)  أنه قال: ((ليس من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن)).(1)

 

وقال الإمام الباقر عليه السلام :

     (ظهر القرآن الذين نزل فيهم، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم)(2).

 فقد جاء التنزيل في كلامه (عليه السلام)  بمعنى التفسير، أي إن للآية مورد نزول يكشف عن مدلولها الأولي المنصرم و يعبر عنه بسبب النزول، ولا غنى للمفسر عن معرفة أسباب النزول في كشف إبهام الآية، كما في آية النسيء- التوبة: ۳۷- وغيرها.

 نعم، هناك عموم ثابت أبدي تنطوي عليه الآية، وبذلك تشمل عامة المكلفين مع الأبدية وهو بطنها و تأويلها الذي يعرفه الراسخون في العلم ولولا ذلك لبطلت الآية.

     قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

(ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية، لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر)(3).

 فقوله تعالى: { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]. نزلت رادعة لعادة جاهلية، كان الرجل إذا أحرم نقب في مؤخر بيته نقياً، منه يدخل ويخرج، وهذه العادة أصبحت لا وجود لها بعد أن باد أهلها، غير أن الآية لم تمت بذلك وإنما بقي عموم ردعها عن إتيان الأمور من غير وجوهها بصورة عامة(4)، فهذا تأويلها المنطوي عليه، يعمل بها مع الأبد .

   ومن ذلك تأويل الرؤيا، لأنه معني خفي باطن لا يعرفه سوى الذين أوتوا العلم  وقد استعمل التأويل في تعبير الرؤيا في القرآن في ثمانية مواضع من سورة يوسف:21، 36، 37، 44، 45، 100، 101.

واستعمل بمعنی (مال الأمر)، في خمسة مواضع: النساء: ۵۹ ، الإسراء: ۳۵ ، الأعراف:  53، مكررة، يونس: ۳۹.

وبمعنى ( توجيه المتشابه) في أربعة مواضع: آل عمران: 7 مكررة، الكهف: ۷۸ ، ۸۲ . أما استعماله بمعنى البطن، فقد جاء في الآثار كما تقدم . وقد أخذ منه تعبیر

الرؤيا كما نبهنا.

 

هل يعلم التأويل غير الله؟

لا شك أن القرآن كما هو مشتمل على آیات محکمات مشتمل على آیات متشابهات. ولا محالة يقصدها أهل الأهواء والأطماع الفاسدة، ابتغاء تأويلها وانحرافها إلى ما يلتئم مع أهدافهم الباطلة، وقد جاء التصريح بذلك في نفس الآية: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7] فلولا وجود علماء ربانيين في كل عصر ومصر ينفون عنه تأويل المبطلين - كما في الحديث الشريف(5). لأصبح القرآن معرضا للفساد في الدين. فيجب - بقاعدة اللطف - وجود علماء عارفين بتأويل المتشابهات على وجهها الصحيح، ليقفوا سدا منيعا في وجه أهل الزيغ والباطل دفاعا عن الدين وعن تشويه آي الذكر الحکیم.

 وأيضا لو كانت الآي المتشابهة مما لا يعرف تأويلها إلا الله، لأصبح قسط كثير من آي القرآن لا فائدة في تنزيلها سوى ترداد قراءتها، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، ولنفرض أن الأمة - عندما وقفت على آية متشابهة - راجعت علماءها في فهم تلك الآية، فأبدوا عجزهم عن معرفتها، فذهبوا - والعلماء معهم - إلى أحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من خلفاء الرسول (صلى الله عليه واله) فكان الجواب اخنصاص علمها بالله تعالى، لكنهم لم يقتنعوا بهذا الجواب فذهبوا جميعا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) سائلين: (ما تفسير آية أنزلها الله إليك لنتدبرها) ؟ فإذا النبي (صلى الله عليه واله) لا يفترق عن آحاد أمته في الجهل بكتاب الله العزيز الحميد ! أوليست الأمم تسخر  أمة عمها وعلماءها وأئمتها ونبيها الجهل بكتابها الذي هو أساس دينها مع الخلود؟ أو ليس النبي (صلى الله عليه واله) هو الذي أرجع اُمته إلى القرآن إذا ما التبست عليهم الأمور كقطع الليل المظلم؟(6) فبماذا يرجعون إذا التيس عليهم القرآن ذاته؟ مضافة إلى أنا لم نجد من علماء الأمة - منذ العهد الأول وإلى الآن - من توقف في تفسير آية قرآنية بحجة أنها من المتشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله.

   سؤال: ماذا يستفاد من الآية: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] هل الواو للتشريك أو الاستئناف؟

     الجواب: أما بالنظر إلى ذات الآية، فلعل دلالتها على التشريك واضحة؛ لأن مناسبة الحكم والموضوع تستدعي أن يكون المنسوب إلى الراسخين في العلم من جنس ما يتناسب مع المعرفة الكاملة، أما الإيمان الأعمي فلا مناسبة بينه و بين الرسوخ في العلم.

وعليه فرعاية المناسبة هي التي تستدعي وجوب التشريك، ليكون الراسخون في -العلم . أيضاً عالمين بتأويل المتشابهات.

اعتراض: بأن مقتضى التشريك هو تساوي العلماء مع الله ولو في هذه الجهة   الخاصة، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11]

    وأجيب بأن شرف العلم هو الذي رفعهم إلى هذه المنزلة المنيعة، كما في قوله { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]

   اعتراض آخر: ماذا تكون موقعية قوله: {ويقولون آمنا به}  إذا اعتبرنا (الراسخون) عطفا على الله ؟

   والجواب: إنها جملة حالية، حالا توضيحا من الراسخين.

 

من هم الراسخون في العلم؟

الراسخون في العلم هم: العلماء الصادقون الذين عرفوا قواعد الشريعة وموازين الشرع ومقایسه الدقيقة، وإذا عرضت عليهم متشابهات الأمور هم قادرون على استنباط حقائقها وعلى أوجه تخريجاتها الصحيحة، ومن ثم فإنهم يعلمون بتأويل المتشابهات بفضل رسوخهم في فهم حقيقة الدين بعناية رب العالمين {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76] ،  {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [فصلت: 30] {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا } [الجن: 16].  أوليس العلم  بحقائق الشريعة البيضاء من الماء الغدق؟ إنها شربة حياة العلم، يفيضها الله تعالی على من يشاء من عباده المؤمنين، ويطلعهم على أسرار الملك والملكوت في العالمين.

 وأول الراسخين في العلم هو رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم باب مدينة علمه أمير المؤمنين(عليه السلام) والأوصياء من بعده (عليهم السلام).

     وهكذا استمرت بين المسلمين - عبر العصور - رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فثبتوا و استقاموا على الطريقة فسقاهم ربهم ماء غدقا. قال رسول الله (صلى الله عليه واله):

( يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين)(7)

 وقد جاء التعبير عن علماء أهل الكتاب الربانيين بالراسخين في العلم {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [النساء: 162] دليلا على أن العلماء العاملين الذين ساروا منهج الدين القویم، وكملت معرفتهم  بحقائق الشريعة الطاهرة ، هم راسخون في العلم ويعلمون التأويل. فعن ابن عباس تلميذ أمير المؤمنین(عليه السلام):

 

     (انا ممن يعلم تأويله).(8)

وفي وصية النبي (صلى الله عليه واله):

    (فما اشتبه عليكم فاسألوا عنه أهل العلم يخبرونكم)(9).

فلولا أن في أمته علماء عارفين بتأويل المتشابهات لما أوصي (صلى الله عليه واله) بمراجعتهم في حل متشابهات الأمور.

 

الخلاصة

1. كل لفظ أو عمل متشابه أي مثير للريب . إذا كان له توجيه صحيح، فهذا التوجيه تأويله لا محالة ، وبالتالي فهو يختلف عن التفسير الذي هو إزالة الإبهام عن اللفظ.

2- لقد أستعمل التأويل في معان اُخرى منها البكن ، فيكون تفسيرها الأولي ظهرها والمعنى الباطني لها هو التأويل، وأستخدام في (مال الأمر) وتوجيه المتشابه.

3- مقتضى- قاعدة اللطف- أن يكون هناك علماء عارفين بتأويل المتشابهات على وجهها الصحيح ، ليقفوا سداً منيعاً في وجه أهل الزيغ والباطل دفاعاً عن الدين وعن تشويه آي الذكر الحكيم.

4- أول الراسخين في العلم هو النبي (صلى الله عليه واله) ومن بعده الأئمة الأطهار ، ثم العلماء الربانيون.

___________

1- بحار الأنوار: 33، 155.

2- تفسير العياشي: 1، 11، بحار الأنوار: 92، 94، الحديث 46.

3- تفسير العياشي:1، 10، الحديث 7، تفسير الصافي:1، 14.

4- راجع: تفسير شبر: 67.

5- راجع: سفينة البحار: 1، 55.

6- راجع: الكافي:2، 599.

7- سفينة البحار:1، 55.

8- الدر المنثور ، السيوطي: 2، 7.

9- آلا الرحمن: 1، 258.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .