المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



من آداب عصر الغيبة: التبرؤ من أعدائه  
  
530   03:11 مساءً   التاريخ: 2024-07-06
المؤلف : الشيخ حسين كوراني
الكتاب أو المصدر : آداب عصر الغيبة
الجزء والصفحة : ص81-79
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

يتوقف الالتزام بولايته عليه السلام على التبرؤ من أعدائه . . .

وأعداؤه هم كل أعداء الله تعالى وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من الكافرين والمشركين والمنافقين . . .

جاء في الحديث المروي عن جده صلى الله عليه وآله وسلم :

طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى من قبله ويبرأ إلى الله عز وجل من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي[1].

إن من شأن هذا التبرؤ أن يحصن المسلم من الخضوع للطواغيت فيصون بذلك دينه . . .

كما أن من شأنه أن يرفد الأمة بروح جهادية معطاءة تحملها على المحافظة على شخصيتها وثقافتها وعقيدتها .

إن شعور المسلم بارتباطه بقائد إلهي من جهة ووجوب « التبري » من الطواغيت من جهة أخرى يحول بينه وبين الانحراف الذي يبدأ عندما يفقد الإنسان هويته ويشعر بالضعف أمام التيارات السياسية الجارية فيدفعه ذلك إلى الانتماء الضال الذي يقذف به في لهوات شباك إبليس ويخرجه من ولاية الله تعالى . . .

وذلك هو الخسران المبين . . .

ثم إن للتبري على مستوى الأمة مستلزمات كثيرة لا يمكن اهمالها .

فالأمة الرافضة للكفر والشرك وإمتداداتهما المنافقة ستشن عليه حرب ضروس لا هوادة فيها الأمر الذي يستدعي تواصياً بالحق وتواصياً بالصبر . . . ووحدة إسلامية وأخوة إيمانية لتتمكن الأمة من مواصلة مسيرة الرفض والتبرؤ ولا تسقط أمام الضغوط والتحديات .

وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ما يوضح واجب المسلم في مثل هذه الحال في زمن الغيبة :

عن جابر قال :

دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي ( الباقر ) عليهما السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له أوصنا يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :

1 - ليعن قويكم ضعيفكم .

2 - وليعطف غنيكم على فقيركم .

3 - ولينصح الرجل أخاه النصيحة لنفسه .

4 - واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا .

5 - وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به وإن لم تجدوه موافقاً فردوه وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا . . .

« وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره ( فمن ) مات منكم قبل أن يخرج قائمناً كان شهيداً ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدواً كان له أجر عشرين شهيداً »[2] ( 2 ) .

إن التبرؤ من أعداء ولي الله معلم من معالم الولاء الحقيقي . . . وهو لا ينفك عن التواصي بالصبر الذي يحدد هذا الحديث الشريف أسسه . . .

 

[1] منتخب الأثر / 511 وقد تقدم نقلاً عن كمال الدين وتمام النعمة .

[2] منتخب الأثر 511 / 512 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.